الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إنهم يلعبون الكرة!

إنهم يلعبون الكرة!

ما هذا الإمتاع والمتعة الجميلة التى تأخذ القلوب وتبهر العيون وتسلب العقول والتى نراها فى بطولة أمم أوروربا والتى انتهت الأحد الماضى.



شهر كامل من الندية والقوة والإثارةوالأرقام القياسية والمفاجآت فى بطولة المفاجآت المدوية والتى قلبت موازين الكرة الأوروبية بخروج الكبار فى أمتع وأقوى بطولات أوروبا حتى الآن. ما هذه الكرة التى يلعبونها ونشاهدها ونستمتع بها والتى لا تمت للكرة التى نلعبها فى مصر بأى صلة لا من قريب ولا من بعيد وكأن الذى نشاهده فى هذه البطولة.. كرة من كوكب تانى!

إنهم يلعبون الكرة بجد.. وبدون تهريج وبدون هزار وبدون دلع.. لأن ما نشاهده هو نتاج طبيعى لمنظومة كروية عالية المستوى محترفة متطورة ومتقدمة لم تثنها جائحة كورونا عن أن تقدم الأفضل والأمتع رغم أنها تأجلت عامًا كاملاً.

والحقيقة أننى أقر وأعترف أننى كنت قد قاطعت مشاهدة الدورى المصرى ومسابقات الكرة المصرية منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن الذى حثنى على الكتابة الآن هو شيئان.. الأول هو ما نشاهده فى بطولة أوروبا كل أربع سنوات.

والثانى هو استفتاء وتقرير الفيفا الذى أصدره الشهر الماضى, ومع ذلك لم يهتز أى مسئول وما اهتزت المنظومة الكروية كلها, والذى يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يقدم من كرة قدم فى مصر عبر مسابقات الدورى والكأس وحتى بطولات أفريقيا لا يمت لكرة القدم بشىء. 

وللأسف ما يقدم للجماهير من بضاعة هى بضاعة مضروبة، فالساحرة المستديرة فى مصر أصبحت لا ساحرة ولا مستديرة، هى لعبة أشبه بالحكشة أو الحجلة، كرة يلعبها «كتع كسل كسح»، على رأى حكيم مسلسل «نسل الغربان»، وهذا طبعًا نتاج حقيقى لمنظومة احتراف وهمى مٌقنع تسيطر عليه سوق السماسرة والعمولات.

واللاعب الذى يدخل المزاد ويباع بـ 100 مليون جنيه والله لا يساوى مليون مليم فى سوق الكرة الحقيقية وعالم الاحتراف الحقيقى.

 وهى منظومة لا تستطيع أن تخرج لاعبًا دوليًا على مستوى محمد صلاح.

وصحيح أننا وصلنا لنهائى أمم أفريقيا 2017، ومونديال 2018، لكننا خرجنا من الدور الأول فى أمم أفريقيا 2019 على أرضنا!

منظومة كروية تقوم على زرع الفتنة والتعصب بين الأهلى والزمالك، وصراع وهمى على لقب نادى القرن ونادى وحيد القرن.

ومليارات تصرف سنويًا على فرق الدورى وملايين أخرى تصرف على برامج واستوديوهات تحليلية.. تستمر بالساعات على كل القنوات.. وتزيد حدة الفتن والتعصب بين الأندية وبالذات الأهلى والزمالك.. وفى النهاية الجنازة حارة.. والميت دورى!