الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سماعي

سماعي

• كنت قد اتفقت مع د.شريف توفيق شقيق زوجتى الراحلة آمال العمدة على الهجرة من مصر إلى كندا والعمل فى قناة حوارية تذاع من مدينة تورنتو الكندية.. وبدأت فى الإجراءات التى حددتها وهى بيع الشقة ثم بيع العربية، كانت الحياة فى مصر شبه مستحيلة.. وكان (الإخوان) أعداء الحياة قد اعتدوا على كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس ومضايقات أخرى ومصر بالنسبة لهم مجرد عزبة شاسعة الأرجاء، كان عملى الجديد فى كندا يتوافق مع طبيعتى.. فعملى هو عمل حوارات مسجلة مع المصريين المهاجرين إلى كندا والسفر للمدن الكندية التى يعيش فيها المهاجرون المصريون وهى سبعة مدن كندية. كنت سعيدا بهذا الاتفاق وكان الراتب معقولا والمشكلة الوحيدة تواجهنى هى أنى سأعيش بعيدا عن ابنتى حنان مفيد؛ وهى متزوجة من رجل أعمال شاب ناجح وطموح ولها ابن هو جنيدى شريف. ولا أعرف خطة حنان فى مواجهة سخافات الإخوان الذين اشتدت حدة كراهيتهم، كانت الحياة فى ظل أعباء الحياة مستحيلة.. ولم يكن أقباط مصر وحدهم ولكن شريحة كبيرة من مسلمى مصر كانوا يدركون جيدا أن الإخوان يخدمون فقط (الجماعة)!



حاولت أن أبلغ المضايقات العلنية والخفية، لذلك كان قرارى العاقل هو الهجرة من مصر التى تزداد سوءا يوما بعد يوم. وذات صباح ظهر فارس مغوار وكأن السماء أرسلته لينفذ أخطر سيناريو إلهى.

كان الفارس هو الضابط عبدالفتاح السيسى، كنت أسمع هذا الاسم لأول مرة ثم رأيت صورته وذلك العزم والإصرار الذى يبدو فى عينيه ثم المواجهة الجريئة للإخوان. كان السيسى يعبر عن المصريين وليس أقباط مصر فقط. أدركت أن السيناريو الإلهى جاء بهذا الفارس ليغلق صفحة الإخوان وينهى هذه الحقيقة المشئومة التى جعلتنى أفكر فى لحظة فى الهجرة من مصر وأنا المصرى بالتاريخ والجغرافيا!قلت يوم 3 يوليو لحنان ابنتى أنا سأعيش فى مصر السيسى ولن أهاجر، واتصلت بشقيق زوجتى فى كندا لأرسل له اعتذارا عن الاتفاق مع القناة!

• أدركت من وقائع الأخبار والأحداث والمظاهرات التى ملأت أرض مصر نهاية حكم الإخوان قد حانت.

• عبدالفتاح السيسى كان مبعوث العناية الإلهية لمصر ليمحو آثار العدوان على الهوية. ويعيد البهاء والكينونة من جديد.

• أتذكر تلك الأيام وعدولى عن الهجرة لأرتمى فى أحضان مصر فخذلتنى دمعة.