السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
النفخ فى «قربة مقطوعة»!

النفخ فى «قربة مقطوعة»!

 بغض النظر عما  أُثير فى الجرائد ومجالس الكلام،  حول تقرير «المنتدى الاقتصادى العالمى» (دافوس Davos )،  وما إذا كان صحيحًا، أم مُلَفَّقًا، عن عَمَدٍ و سوء نية، مِنْ مَنْ يريدون الإساءة والنيل من سمعة مصر... فالقضية (كما كتبت ها هنا، فى هذا الزاوية مرات عدة، ليست مراتب، وأرقامًا، وتقارير... القضية أنه يجب أن نعترف أن هناك «مشكلة» تتعدى مناهج التعليم،  وسوء أوضاع المدارس،  ومستوى المدرسين... مشكلتنا «فقر التعليم»، الذى يهدّد الجهود المبذولة لبناء «إنسان جديد»،   يبدأ بمحو الأمية. 



«فقر التعليم» يعنى عدم قدرة الأطفال على قراءة نص بسيط وفهمه فى سن العاشرة لأنهم لم يحققوا الحد الأدنى من إتقان القراءة.

«فقر التعليم» أزمة لا تهدد مصر وحدها، وهو مفهوم جديد  طرحه «البنك الدولى»، وحذر منه،  بعدما بيّن الإحصاء الذى أجراه بالتنسيق مع «معهد اليونسكو للإحصاء»، أن 53 % من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، تعانى من «فقر التعلم»، الأمر الذى يعنى أن التنمية المستدامة معرضة للخطر. إن جوهر المشكلة يدور حول أسس ثلاثة:

القراءة،  مناهج التربية ومواكبتها مع العصر،  والمعلم  القدوة،  القادر  على فهم المناهج  وتبسيط نقلها.

والقراءة موغرة فى القدم،  من زمن الفراعنة، أصحاب أول مكتبة، ومن زمن الصينيين القدامى، كانت فى ذاتها  أهم الوسائل لاكتساب المعارف والمهارات والخبرات، وتطوير الإنسان.

ومما يُندى له الجبين، أن نقرأ الإحصائيات التى تؤكد أن العالم العربى (تعداده حوالى 400 مليون نسمة) يُصدر كتابين فقط، مقابل كل 100 كتاب يصدر فى دول أوروبا الغربية وحدها، وتعداد سكانها حوالى 745 مليون نسمة.

وفى حين تصل المدة التى يقضيها الفرد العربى فى القراءة الى 6 دقائق سنويا، مقابل 36 ساعة فى الغرب.   

فكيف   بعد ذلك كله،  نعلم القراءة الجيدة لأبنائنا؟

من المؤكد أن تعلم القراءة فى مدارسنا من الموضوعات التى تهتم بها مادة اللغة العربية، و تعلم القراءة فى المرحلة الابتدائية،  يهدف إلى تعريف الطفل بلغته و تمكينه من قراءتها وكتابتها بطريقة صحيحة.

لا شك فى أننا إذا استطعنا تحقيق تلك الأهداف التربوية المهمة، فإننا قد نعالج مشكلات مهمة يثيرها بعض أساتذة الجامعات والمعاهد العليا، وكذلك أصحاب العمل فى مؤسسات القطاعين العام والخاص،  يتذمرون،  بأن الطلبة،  والمتقدمين للوظائف، ليس فقط لا يجيدون القراءة ولا الكتابة، إنما ثقافتهم محدودة للغاية.

وهذا يؤكد أن لدينا مشكلة فى التعليم يجب دراستها وبحثها ومعالجتها.