الأحد 22 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تعرف إيه عن التاروت؟!

التاروت، البعض يراه عِلمًا والبعض يراه سَبُّوبة، غير أن الثابت أنه فاصل جديد من الدجل والنصب وتغييب العقل، ضحاياه بالمئات، وزبائنه ليسوا من أبناء الطبقات المتوسطة فقط؛ إنما أيضًا من أفراد الطبقة الراقية والأثرياء الذين يهرولون خلف الوهم هربًا من مشاكلهم أحيانًا، وفراغ الوقت أحيانًا أخرى.



والتاروت طريقة قديمة لقراءة الطالع، وجدت منذ عهد الفراعنة وانتقلت إلى أوروبا واندثرت قليلًا، ثم ظهرت بين اليهود واختفت ثم عادت للظهور فى مصر فى السنوات القليلة الماضية.

 

قارئ التاروت عادة، يمارس لعبته بعدد من الطرُق، أبرزها ترصيص البطاقات على أشكال معينة كالصليب أو الدائرة، أو وضع عدة صفوف من البطاقات على هيئة أشكال مختلفة حتى يتحقق إدراك أفضل للقارئ لمعرفة مستقبل الشخص الذى أمامه.

ومع اختلاف المفاهيم لرموز ودلالات التاروت، ومع اختلاف وسائل قراءته، إلا أن المُنجم قد يكون شخصًا ذا بصيرة أو حدسًا وفراسة تؤهله لقراءة الشخص الذى أمامه.

وسيلة لضرب الودع

والتاروت هى وسيلة لضرب الودع لمعرفة الغيب بحسب ادعاءات المُنجمين، تقوم بتهيئة الشخص الطالب لقراءته وباستخدام أساليبه الإقناعية بأن تلك الأوراق ستساعده على فهم نفسه أو معرفة مستقبله، وإن دلت تلك العملية على شىء فهى تدل على أن ذلك الاستقراء ما هو إلا رأى شخصى للمُنجم، وأن تلك الأوراق ما هى إلا وسيلة هزلية تستخف بعقول من يُقبل عليها.. تاريخ التاروت عامر بالمحتالين الذين استخدموا الكهانة لخداع العملاء وابتزاز الأثرياء، التاروت أو أوراق اللعب أشبه ما تكون بالكوتشينة، مكونة 78 بطاقة مقسمة لأربع مجموعات على 14 بطاقة لكل منها، إضافةً إلى 22 بطاقة أخرى موزعة على المجموعات الأساسية، كل ورقة تحمل صورة رمزية ورقمًا، للرقم معانٍ فى علم الأرقام، أمّا الصور فلها معانٍ وتفسيرات خاصة مستمَدة من علم التنجيم (أو الفلك كما يفضل أن يسميه العرّافون)، وتنقسم أوراق التاروت إلى مجموعتين.

الأولى تضم 56 ورقة وتسمى السّر الأصغر، والثانية تضم 22 ورقة وتسمى السّر الأعظم، ولهذه الأوراق ترتيب معين يمكن للمُلمين بالتاروت أن يجدوا فيها قصة كاملة.

قواعد اللعبة

رشا عثمان خبيرة التاروت، تقول إنه علاج وعلم مبنى على أسُس وقواعد محددة، لكن الوصول إليه أصعب من مجرد البحث عبر محركات جوجل.

أوضحت: «لا توجد كتب حول التاروت بالعربية، وتعلمه عبر جوجل عبث»، وتابعت: « سافرت إلى إنجلترا لتعليم التاروت والتحقت بإحدى مدارسه هناك، الأمر الذى كلفنى ما يقارب الـ 40 ألف جنيه منذ سنوات». 

أضافت: البعض فى مصر يدخل مجال التاروت بحثًا عن السّبوبة، يطبع أوراقه بأى طريقة ثم يتفقد الإنترنت ويتعلم معنى كل كارت ثم يبدأ الممارسة.. ولفتت «عثمان» إلى أن الكثيرين يعتقدون أن التاروت هو قراءة للغيب، هذا غير صحيح بالمرة، التاروت عبارة عن قراءة الذات الإنسانية وتحديد المشكلة بها.

العقل الباطن عنده القدرة على التواصل مع الكون والإجابة على كل أسئلة الإنسان.

مثلًا عند الاستشارة فى علاقة عاطفية يلجأ البعض لـ «التاروت»، المشكلة على سبيل المثال تكون الخوف من الفشل والوصول للحل يكمن فى البحث عن أصل العُقدة فى العقل الباطن نتيجة لتجربة سيئة أو قناعة خاطئة بكل بساطة، ولا دخل للجن والسّحر والشعوذة، وكل تلك خرافات بالموضوع.. أمّا موضوع التنبؤ بحادثة لم يصل خبرها للشخص بعد؛ فهو قائم على طاقة الفكرة التى وجدت بالفعل، مثلًا خبر ترقية لم يصل للشخص بعد، لكن الفكرة وجدت فى عقل رئيسه بالفعل، ومن هنا يمكن للتاروت الشعور بها».

كورسات تعليم

قالت رشا عثمان، إنها تتواصل مع عملائها عبر الإنترنت ولا تجد أمامها عائقًا بسبب المسافات، فعلى حد تفسيرها التواصل طاقيًا قد لا يمكن استيعابه، لكنها موجات مثل الراديو، كما تقدم كورسات لتعليم التاروت، لكنها متوقفة حاليًا بسبب الكورونا «الكورس التعليمى يكلف 500 جنيه استرلينى فى الخارج، وهنا 1500 جنيه للمستوى الأول وربما يكتفى به المتعلم أو يحتاج للمزيد، لكن ليقرأ البطاقات بشكل صحيح لا بُد أن يحصل على بطاقات التاروت الأصلية والتى يصل سعرها لـ 1000 جنيه بسبب مصاريف الشحن من الخارج، أمّا مَن يستخدم البطاقات المطبوعة بطريقة غير شرعية فلا يوفق؛ لأن الشىء المأخوذ بطريق غير شرعى تسيطر عليه الطاقة السلبية، الأفضل لكى ينجح القارئ فى عمله أن يحصل على الكروت الأصلية مكلفة، لكنها ستجعله يربح».

تقنيات تاروت

محمد صبحى مهندس الديكور سابقًا وخبير التاروت الحالى كانت رحلته لتعلم التاروت مختلفة، التقى صدفة بإنجليزية عرفتها به إحدى الصديقات المشتركات وأطلعته على كتب تقتنيها حول التاروت منذ 4 سنوات، كانت سببًا ليترك الهندسة وبدأ فى عمله فى مجال التاروت! 

يضيف: «يمكن للشخص أن يتعلمه بنفسه عن طريق البحث فى الكتب والإحاطة بمعنى كل ورقة، كما يقوم حدس القارئ بدور مهم أيضًا وهو سبب اختلاف تفسير كل شخص لنفس البطاقة».. أشار «صبحى» إلى أن معظم الأسئلة التى يتلقاها تكون حول موضوعين رئيسيين هما العلاقات العاطفية والمال، وقلما يجد تساؤلًا حول علاقة صداقة مثلًا.

أضاف: تفسيرى فى قراءة ورق التاروت يعتمد على الكروت وإشاراتها والطاقة التى أتلقاها من الشخص الذى يتم التساؤل عنه، والأبراج أيضًا لها نصيب من التدخل فى الفرضيات..  يضيف: شخصيّا أبنى قراراتى حول كل شىء على بطاقات التاروت، لكن أحيانًا أتلقى أسئلة تافهة مثل سيدة سألتنى إن كان مسحورًا لها بسبب أن طبخها دائمًا دِلِع فأجبتها بأنها تحتاج إلى الشيف الشربينى وليس جلسة تاروت، وأخرى كانت تشكو أن زوجها لا يستيقظ من النوم للذهاب إلى عمله، فى جلسة أخرى واجهت مشكلة قد تكون غريبة للبعض سيدة تشك فى أن زوجها على علاقة بأختها، واتضح أنها رأت بعض العلامات التى أساءت تفسيرها وأوضحت لها أنها غير صحيحة وإنما هو تفكير شيطانى بالاستعانة بالتاروت».

أوضح «صبحى»، أنه يستخدم الكروت المستوردة من الصين، وذلك لأن الخامة والطباعة أفضل، أمّا الكروت المصرية فلا تكون بنفس الجودة.

 أضاف «صبحى» إن 90 % من جلساته تكون «أون لاين»، ويلقى رواجًا كبيرًا، والأسعار تختلف وفقًا للشخص، البعض يحسبها بالساعة التى تصل لـ 400 جنيه.