السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سميحــة أيـوب.. عـودة الكبــار

 تبحث دائمًا عن كل ما هو ذو قيمة لتقدمه، تاريخ كبير من النجاح والعطاء فنانة قديرة أمتعتنا بتاريخ حافل وطويل، ولمعت على المسرح، ولقبت بـ«سيدة المسرح العربى». 



التقت مجلة صباح الخير بالفنانة القديرة سميحة أيوب لتكشف لنا عن كواليس آخر أعمالها «الطاووس» وردود الأفعال التى أسعدتها كثيرًا وكيف تغير البناء الثقافى المصرى وآليات إنقاذ الثقافة الجماهيرية والفنية لدى المصريين .

 

• لماذا كان قرارك بالعودة هذا العام من خلال الطاووس تحديدًا؟ 

- هذا مسلسل يؤدى رسالة آنية وكانت على السطح فى ذلك التوقيت ورسالة مهمة فى ذلك التوقيت ، ومن هنا إذا وُجد عمل ما يناقش هذه القضية والمشاكل الحالية فبكل تأكيد أرحب به فهذه هى رسالة الفن بشكل عام . 

كما أن المسلسل مناسب لكافة الأعمار السنية وليس به أى شيء قد يخدش الحياء ولا الأخلاق، مسلسل نموذج لأعمال نتمنى أن نقدم مثلها وتكون هى الموجودة على الساحة. 

• وماذا عن ماتيلدا؟ 

- سيدة وإنسانة عادية مثل كل إخواتنا المسيحيات، ذلك النموذج الذى قد تعاشرينه مدة طويلة دون أن تعلمى هل هو مسلم أم مسيحى، المعاملة الإنسانية هى الموجودة والظاهرة فى السطح ولكن الدين لربنا فقط، شخصية إنسانية تحوى من حولها عطوفة معطاءة، صفات نحبها جميعًا ونشعر بالأمان بالقرب من أشخاص تتوافر فيهم هذه الصفات مثل ماتيلدا. 

• هل نحن فى حاجة إلى هذا النوع من الدراما؟ 

- بكل تأكيد فنحن بحاجة إلى أعمال ليس بها عنف وخالية من الألفاظ الخادشة، بها تقويم للإنسان وتحمل رسالة، هذا ما نريده وهذه هى رسالة الفن التنويرية، العمل الجيد يلتف حوله الجمهور كما أنهم يلتفون حول ما يهمهم ويلمسهم ويلمس قضاياهم . 

وما يدفعهم إلى ما دون ذلك أو إلى مشاهدة أعمال ننتقدها ونقول إنها دون المستوى يكون بسبب عدم وجود أعمال جيدة فى المقابل، لذلك يجب ألا يستسلم الصناع طوال الوقت ويجتهدوا فى البحث عن أعمال جيدة تلمس قضايا هامة وبكل تأكيد ستحقق تأثيرها لدى الجمهور. 

• ماذا عن قرار وقف عرض المسلسل وتأثيره عليكم كصناع فى الكواليس؟ 

- لم نتأثر تمامًا ثقة منا فى ما نقدمه وأن هذا القرار سيكون قرارًا وقتيًا وأنه لا يصح إلا الصحيح . 

• كيف تابعت ردود الأفعال حول الطاووس خاصة أنك لا تحبين مواقع السوشيال ميديا؟ 

- تابعتها بسعادة بالغة فأنا أعلم جيدًا من أول لحظة كيف سيكون تأثير هذا العمل، ولكن ليس من خلال السوشيال ميديا بل من خلال تفاعل الجمهور مع المسلسل، وهذا شيء جميل ومشرف لكى لا يبرر أحد ولا يقول جملة (الجمهور عايز كدة) التى «تقال» على أعمال دون المستوى فالجمهور يريد ما هو ذو قيمة لا يريد المخدرات ولا الترويج لها على الشاشة ولا يريد العنف. 

أنا سعيدة بوجود عمل نظيف والناس أحبته والتفت حوله، إذن هى نواة لأعمال مشابهة وقضايا مهمة فى المستقبل . 

• من وراء عودتك للمسرح من جديد؟ 

- سمير العصفورى هو السبب فى قرارى وسبب نزولى إلى المسرح، أنا أريد أن أراه يعمل ويسعد بهذه التجربة، طلبنى لدور منذ عام وأنا رفضت وأخبرته أن الساحة لا تعجبنى الآن ولن أنزل المسرح، فوجدت أنه تراجع ولم يقدم مشروعه وأنا بمنتهى الصراحة أرى أنه يجب أن يعمل ويقدم فنه وإبداعه لكى تشاهده الأجيال الجديدة ، وترى إخراج هذا الجيل وهؤلاء الأساتذة الكبار . 

سمير العصفورى مخرج فوق العادة وليس كأى مخرج فهو مخرج عبقرى من الظلم أن يُحرم منه، ويحترم الشباب من مشاهدة أعماله الجميلة ومن تصوراته فهو يملك تصورات مجنونة جميلة ومبدعة. 

• كيف ترين أهمية عودة أسماء مسرحية مثلكم لتقديم عمل مسرحى فى الوقت الحالى؟ 

- مهمة جدًا خاصة لهذه الأجيال لتشاهد الجدية فى العمل والإخلاص وكيف أن العملية الفنية تلك عملية مقدسة، نحن اعتدنا أن نغرس كل ما هو جميل لا نغرس سكاكين ولا دم ولا ألفاظ بذيئة يجب أن نغرس جمالًا وقيمًا. 

• المسرح «وحشك»؟ 

- قدمت سنوات كبيرة من عمرى على المسرح وأنا إنسانة واقعية وأفهم الساحة بشكل جيد، ما أشاهده الآن يجعلنى أشعر بالحزن على حال المسرح ما أنا مؤمنة به شيء وما أراه الآن ويعجب الجمهور ويضحكه شىء آخر، والكارثة أنهم اعتادوا عليه فاعتادوا أن يضحكوا على رجل يرتدى ملابس امرأة لذلك لم أشعر بغيرة فنية تجعلنى أرغب فى العودة أو حتى المشاركة لذلك لم يصادفنى نوع من الشوق طوال تلك الفترة فأنا إذا شعرت بالشوق أعود إلى أشرطة مكتبتى، وحشتنى وقفة المسرح وكواليسه ولكن الموجود لا يشبهنا، وقفة المسرح عظيمة جدًا ولكن كيف تقدمينها فى ظروف الناس فيها وجدانهم متغير، هذه هى المعادلة الصعبة. 

• وما سبب هذا التغير فى وجدانهم؟ 

- هذا ليس مستحدثًا نحن نعيش فى هذه الظاهرة من أكثر من عشرين عامًا، يعنى تأصلت فى نشء بأكمله لم يشاهد أعمالًا للأساتذة ولا جودة الأعمال والإنسان ابن بيئته وابن زمنه. 

• وما التغير والظاهرة التى سببت لك صدمة فى السنوات الأخيرة؟ 

- تسأليننى عن ظاهرة واحدة وشيء واحد تغير.. الألفاظ المستحدثة، عدم الاهتمام واحترام الأجيال الأكبر، معاملة الأب والأم كأنهم أنداد والمفردات السوقية واللغة الجديدة المستحدثة الرخيصة هى السائدة. 

فالثقافة منظومة كبيرة تُكمل بعضها كل هذه حياة كاملة تتغير ويجب أن نثور عليها، الجمهور اختلف تمامًا وكل هذا واضح فى الشارع وهذا هو الجمهور الجديد أو نسبة كبيرة منه . 

• ماذا عن عرض ألمظ وسى عبده؟ 

- أشارك فى هذا العرض فقط بصوتى «narration».. سرد فى العرض بصوتى وليس بالتمثيل. 

• وما الذى تغير فى علاقة الجمهور بالمسرح؟ 

- الأسرة الآن قررت فى يوم الإجازة النزول لمشاهدة عرض مسرحى.. هتركن فين؟ منذ مدة طويلة لم أذهب للمسرح القومى عندما بدأت بروفاتى قلت لهم كل رجل وامرأة يدخلون هنا يستحقون «نيشان»، ميدان العتبة والبائعون والفرش على الأرض وتفاصيل كثيرة تجعل الناس تُحجم عن المشوار. 

•  سميحة أيوب رمز للفن والثقافة وزوجة لسعد الدين وهبة هذا المبدع الاستثنائى.. كيف كان شعورك يوم سمعت قرار تولى محمد مرسى الحكم؟ 

- شعورى كان «ساركازم» جدًا، حالة من الضحك والسخرية انتابتنى وقلت «آه يا زمن ولسة ياما هنشوف» الحكاية كانت تضحك.

•  صفى لنا شعورك عقب انتهاء مسرحياتك وتفاعل الجمهور معها؟ 

- شعور كأنى أمتلك العالم فى كفى، وأنا أرى عيون الناس تلمع فى الصالة فى الظلام وأشعر بأنفاسهم والتصفيق الحاد من القلب كنت أقول: «أنا عايزة إيه أكتر من كدة» وأنا أقف والكلمة التى أقولها وهى كلمة نافعة ومتعة ما بعدها متعة. 

• وأنت تنظرين إلى هذا التاريخ الكبير الآن.. «فخورة بمشوارك»؟ 

- فخورة بنفسى وما قدمته وراضية جدًا والحمد لله أننى أستطيع الوقوف على قدمى حتى الآن.