السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
هيا بنا نعود إلى الحياة.. كما كانت؟!

هيا بنا نعود إلى الحياة.. كما كانت؟!

من حين لآخر، يحتاج المشهد الأمريكى منا أكثر من وقفة. وقفة أمام ما يحدث وما يقال.. وأيضًا وقفة أمام ما لا يحدث ولا يقال. فالحديث المتداول حول العودة إلى الحياة ما قبل مارس 2020 أو ما قبل انتشار كورونا لم يتوقف ولن يتوقف، خاصة أن أغلب الأسئلة المطروحة ما زالت تشغل البال.. وتبحث عن أى إجابة تريح البال ولو قليلاً.. والأمر الأهم بالطبع ذاك الخاطر الذى يراود البعض منا أحيانًا.. من قال إننا نريد أن نرجع إلى ما كنا عليه من قبل؟!



 

لا شك أن انتشار التطعيم بالمصل المضاد شارك بشكل أو آخر فى تبديل أو تغيير الذهنيات والعقليات وهى تبحث عن طرق أو حتى ممرات للخروج من الشارع السد.. الذى عشنا فيه ونعانى منه فى زمن الوباء. نعم، السلطات الصحية الأمريكية أعلنت إمكانية التخلى عن الماسك (الكمامة) بالنسبة للشخص الذى تم تطعيمه بالكامل (جرعتين) .. مع بعض الاستثناءات أو الخطوات الاحترازية. إلا أن الجدل اشتد من جديد حول قرار التسريع من خلع «الماسك» قبل التأكد من أن نحو 70 فى المائة من الشعب الأمريكى قد تم تطعيمه بالكامل، كما كان المطلوب من قبل، ومن ثم اختلفت الآراء وتصادمت المواقف بين الناس حول «الماسك» ومصيره وتواجده أو غيابه فى أيامنا وشهورنا المقبلة. ألبس «الماسك» ولا أخلعه!

وطالما نتحدث عن المصل المضاد لكورونا وعن استعماله أو الامتناع عن استعماله فى أمريكا أو توافره أو عدم توافره فى العالم كله .. فإن صحيفة «نيويورك تايمز» كغيرها من الصحف وأيضًا وسائل الإعلام الأمريكية لم تتوقف عن تسليط الأضواء بتحقيقات متواصلة حول الأمصال وتوافرها فى جميع بقاع العالم، خاصة أن الهدف الإنسانى المأمول (منع انتشار الوباء وحصره) لن يتحقق إلا مع وصول الأمصال (أيًا كانت) إلى الأغلبية من سكان الأرض. وحسب دراسة لجامعة «ديوك» فإن 29 دولة الأكثر فقرًا فى العالم وسكانها يمثلون 9 فى المائة من سكان العالم لم يحصلوا إلا ثلاثة من عشرة فى المائة من جرعات المصل المتوافرة فى العالم.. وأن نحو 11 مليار جرعة مصل يحتاجها العالم من أجل تطعيم 70 فى المائة من سكانه! .. ووقت كتابة هذا المقال تذكر الأرقام المتوافرة أن عدد الجرعات التى تم استعمالها على مستوى العالم وصل إلى 1.45 مليار.. وأن من تم تطعيمهم يمثلون نحو 4.6 فى المائة من سكان العالم فقط! وكالعادة الأرقام تكشف حجم التحدى الذى تواجهه البشرية والمسئولية التى يجب أن تتحملها الدول الغنية فى سباق تخوضه شعوب الأرض مع تفشى وتغول «كوفيدـ 19».

ووقفة أمام عودة ما كان يعد «الطبيعى» سابقًا

ما لفت انتباه خبراء الاقتصاد فى أمريكا فى الفترة الماضية ومع حدوث بعض الانفراج أو الخروج من العزلة أن الإقبال آخذ فى التزايد على الأماكن العامة (حسب تقديرات شهر أبريل).. وربما مجرد الخروجة والفرجة على البضائع المعروضة وأن أغلب الأموال التى صرفت مؤخرًا كانت بشكل خاص على المطاعم وأماكن الترفيه.. ما يمكن تسميته باقتصاد تغيير الجو أو المزاج العام.. ومحاولات التخلص من مشاعر الملل التى سادت وهيمنت على البيوت، خاصة أننا فى فصل الربيع.. والمناخ الجميل يشجع مثل هذه السرحات أو الرحلات الإنسانية.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة مسرحية «هاميلتون» الغنائية الاستعراضية الشهيرة أنها ستعاود نشاطها على برودواى  بنيويورك يوم 14 سبتمبر المقبل. «هاميلتون» منذ بدء عرضها فى عام 2015 استطاعت أن تجذب اهتمام وتنال إعجاب قطاع عريض من الأجيال المختلفة من عشاق الموسيقى والغناء والرقص. وتشهد عودة برودواى أيضًا بنفس التاريخ عرض مسرحية The Lion King (الأسد الملك). وهى المسرحية الغنائية التى بدأت عروضها فى عام 1997 وشهدها حتى الآن أكثر من 100 مليون مشاهد وحصدت ما يزيد على مليار دولار .. وقد توقف عرضها يوم 12 مارس 2020 .. وها هى تعود إلى برودواى فى الخريف المقبل، وذلك مع عودة الأضواء إلى المسارح وعودة الجمهور المتعطش لمشاهدة المسرحيات الغنائية الاستعراضية والاستمتاع بها.. فى الواقع (لا افتراضيًا) ومع الآخرين.. فى أجواء البهجة بعودة الحياة كما كانت.