السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الذهاب إلى الفضاء.. واقع لا خيال !!

الذهاب إلى الفضاء.. واقع لا خيال !!

ما كان حلمًا صار أمرًا يمكن تحقيقه وتنفيذه. بهذا المفهوم تتردد من حين لآخر أخبار وإعلانات عن رحلات استكشافية أو مغامرات فردية للفضاء!. فالذهاب إلى الفضاء لم يعد فقط مهمة علمية تسعى إلى استكشاف المجهول بل تحول إلى رحلة سياحية ومغامرة ذاتية تتحدى (كما يقال) المألوف والمعتاد فى عالم الرحلات والمغامرات. وكما هو معروف فإن عمالقة التكنولوجيا الحديثة الأثرياء الجدد مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس لهما مشروعات طموحة بأسماء  SpaceX وBlue Origin آخذة فى النمو وتتطلع نحو آفاق جديد لإنتاج الصواريخ والسفن الفضائية ومن ثم تنظيم رحلات للسياحة الفضائية.



 

وما صار مُلفتًا للأنظار فى السنوات الأخيرة نشأة شركات خاصة تعمل فى تنظيم وترويج هذه الرحلات الفضائية.. وهى بالطبع باهظة التكاليف لا يشارك فيها فى الوقت الحالى إلا الأثرياء أصحاب الأموال الكثيرة والطموحات الكبيرة، وطبعًا الساعين للمنظرة كمان وكمان. مثلًا ذكرت مصادر إعلامية أن بداية العام المقبل (2022) سوف تشهد إطلاق SpaceX بمشاركة ثلاثة من أثرياء من أمريكا وكندا وإسرائيل.. كل مشارك سيدفع ٥٥ مليونًا من الدولارات لرحلة للفضاء سوف تستمر عشرة أيام. والرحلة ستنطلق من فلوريدا وهى من ترتيب شركة أكسيوم سبيس ومقرها هيوستن بولاية تكساس يديرها فريق من موظفى ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) السابقين.

ومن ضمن ما ذكر  مؤخرًا بالنسبة لهذه الرحلات أن ممثلة روسية بصحبة مخرج سينمائى سوف ينطلقان إلى الفضاء من كازاخستان فى الخريف المقبل. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن رحلات أخرى خلال الشهور المقبلة.. كما أن فى عام 2023 ستقوم شركة SpaceX ومالكها ايلون ماسك بحمل رجل أعمال يابانى ومعه مجموعة من المدعوين فى جولة حول القمر ثم العودة إلى الأرض.   

والحديث عن الذهاب إلى الفضاء تجدد مع بداية شهر مايو الجارى، إذ بدأت ناسا بالاحتفال بمرور 60 عامًا على قيام آلان شيبرد رائد الفضاء الأمريكى بأول رحلة فى الفضاء رحلة ميركورى. والرحلة استغرقت 15 دقيقة فقط وكانت فى يوم 5 مايو 1961. وجاءت محاولة شيبرد بعد ثلاثة أسابيع من رحلة السوفيتى يورى جاجارين. وكان شيبرد حينذاك فى الـ37 من عمره.. وكبسولة الفضاء فريدوم 7 التى كان فيها وصلت إلى ارتفاع 186 كيلومترًا قبل أن تهبط بالباراشوت فى المحيط الأطلسى.

وحسب ما تم تذكيره مع هذا الاحتفال.. بعد 20 يومًا من هذه الرحلة الفضائية تعهد الرئيس الأمريكى آنذاك جون كيندى بأن يتحقق هبوط الإنسان على القمر ومن ثم عودته إلى الأرض سالمًا مع نهاية العقد إياه - الستينيات من القرن الماضى. وهو وعد تحقق فى يوليو عام 1969 مع أبوللو 11 ورائدي الفضاء نيل أرمسترونج وباز آلدرين.

بالمناسبة شيبرد الذى توفى عام 1998 (فى الـ 75 من عمره) قاد رحلة أبوللو 14 فى عام 1971 بعد عشر سنوات من أول رحلة له فى الفضاء.. وأصبح خامس إنسان يمشى على سطح القمر وأول لاعب جولف هناك.. ما فعله شيبرد سيظل دائمًا فى البال.. وفى ذاكرة تفاعل الإنسان مع الفضاء..

وحسب رصد ناسا - وكالة الفضاء الأمريكية - فإنه منذ ذهاب جاجارين وشيبرد إلى الفضاء قام 579 شخصًا بالمغامرة ذاتها، وأن ثلثي هؤلاء من الأمريكيين، ونحو عشرين فى المائة منهم من السوفييت أو الروس. وأن 90 فى المائة منهم رجال.. وأغلبهم بيض ولذا كانت وما زالت هناك محاولات - كما تقول ناسا - من أجل إضفاء التنوع والتعدد فى اختيارها للذاهبين أو الذاهبات إلى الفضاء.

نعم، الذهاب إلى الفضاء ما زال هدفًا وتحديًا علميًا يسعى إلى تحقيقه الإنسان أينما كان على وجه الأرض. وبالطبع نعرف أن السعى لاكتشاف المجهول بعيدًا عن الأرض فعليًا بدأ فى الستينيات من القرن الماضى. وشهد زمن الحرب الباردة هذا السباق بين موسكو وواشنطن حول خوض المغامرة الإنسانية والذهاب إلى الفضاء بعيدًا عن الأرض. وبالطبع توالت المحاولات والخطط والاستراتيجيات حول بسط نفوذ الكبار دولًا وأفرادًا فى الفضاء المحيط بنا.. والمنافسة مستمرة والصراع لم يتوقف.. والمغامرات الفضائية من جانب رجال الأعمال والدول تتوالى أمام أعيننا.