الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بيت الطاعة نافذة الهروب

بيت الطاعة نافذة الهروب

لعبت الدراما الوطنية هذا العام دورًا كبيرًا ومؤثرًا نتيجة لمصداقية الأحداث التى عشناها وعانينا آثارها السلبية خلال السنوات الماضية بكل ما فيها من مؤامرات وخيانات دفع ثمنها رجال مصر الشرفاء من الجيش والشرطة، ولكن لأن للدراما والفن تأثيرًا كبيرًا على الجمهور المتلقى فكان النجاح امتدادًا للعام الماضى فى مسلسل (الاختيار)، ليتألق (الاختيار 2) بكل ما احتواه من بطولات واقعية أثارت لدينا روح الانتماء والولاء لبلدنا، بجانب الرغبة الشديدة للثأر والانتقام من هؤلاء المجرمين. كما أضاف (القاهرة كابول)، و(هجمة مرتدة) هذا الإحساس الوطنى بدفقة شعورية جعلت من هذه المسلسلات مَلحمة وطنية تُشعل الحماسة وتُنعش الذاكرة لمن تناسوا بعضًا من هذه الأحداث المؤسفة، لنستعيد ما قدمه حُماة الوطن وخير أجناده. 



وبجانب هذه الدراما الشيقة لفت نظرى مسلسل آخر اجتماعى فى قالب كوميدى تراجيدى (خلى بالك من زيزى)، الحقيقة المسلسل استطاع أن يخاطب كل بيت نظرًا لأهمية القضايا التى تناولها، ولكنى فى الواقع أود الإشارة لقضية بعينها، تتمثل فى العلاقة الزوجية بين البطلين، ورُغم الحب بينهما؛ فإن التفاهم كان مستحيلًا مما ترتب عليه اللجوء للقضاء ومحاولة الزوج الهرب من دفع مستحقات الزوجة من نفقة ومؤخر وخلافه، عن طريق استدعاء «زيزى» فى بيت الطاعة، فإن لم تستجب تسقط جميع حقوقها. ولكن المفاجأة كانت من زيزى حينما نفذت حُكم الطاعة. وهنا نقف أمام هذه القضية الملحة، فإن كان قانون الأحوال الشخصية حتى وقتنا الراهن يضم مثل هذه المواد والأحكام التى فى ظاهرها تبيانٌ للشرع وفى باطنها دمارٌ للأسرة وإسقاط حقوق الزوجة؛ فيجب أن نستعيد النظر فى مثل هذه القضايا التى تتنافى مع ما تبذله الدولة لصالح المرأة على جميع الأصعدة، وأن نُبطل مثل تلك النصوص التى تساعد على التلاعب وإسقاط الحقوق المالية والزوجية؛ بل والشرعية المترتبة على الزواج. فكيف لنا أن نسير وفق أحكام قانون وُضع منذ ما يقرب من مائة عام وبه ما به من عوار لا يليق بالمرأة المصرية فى عهد أقل ما يقال عنه أنه أنصف المرأة وقدّرها خير تقدير. 

إن المسلسل أثار لغطًا واسعًا حول الحقوق والواجبات وأدعو كل زوجة يتلاعب زوجها بإنذار الطاعة أن تلبى طاعته حتى لا تسقط حقوقها المادية، وتظل رهينة لألاعيب محامين يستغلون القانون وثغراته للفُرقة وإشعال فتيل البُغض والكراهية المستمرة. 

أريد حلًا وأسفة أرفض الطلاق وغيرها من الأعمال الدرامية ساهمت فى النظر للقوانين المنقوصة وربما الظالمة، هذا المسلسل رصد قضايا عديدة مهمة لفكرة منى الشيمى وورشة سرد بإشراف المبدعة مريم ناعوم، وتجسيد متميز لأمينة خليل بأدائها التلقائى وتوحدها مع شخصية البطلة، وتألق محمد ممدوح وتعايشه مع الأحداث، بقيادة المايسترو كريم الشناوى. عودة للدراما الهادفة التى تعمل على تحريك العقل الجمعى تجاه قضايانا ودق ناقوس الخطر إيذانًا بالتغيير.