الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الهـــولــوكــوســـت العثمـانــــى

جانب من جرائم الإبادة العثمانية بحق الأرمن
جانب من جرائم الإبادة العثمانية بحق الأرمن

بعد 4 عقود من تجاهل الإدارات الأمريكية المتعاقبة جاء الاعتراف بفظائع «الإبادة الجماعية» التى وقعت ضد الأرمن بين عامى 1915 - 1923، ووصف الرئيس الأمريكى جون بايدن فى الذكرى الـ106 ما حدث بأنه «إبادة جماعية» 



اعتراف إدارة بايدن مؤخرا بالإبادة الجماعية للأرمن سيمثل  حجر الأساس للبدء فى اتخاذ إجراءات لحث تركيا على الاعتراف رسمياً بمسئوليتها الأخلاقية تجاه ما تعرض له الأرمن على يد العثمانيين وتعهدها بدفع تعويضات مادية لهم وفقا لاتفاقية لوكسمبورج.

ويقود الاعتراف الأمريكى لاعتراف أممى ودولى لإلزام تركيا بتعويض الضحايا مادياً ومعنوياً.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية هى أول من شرع فى حملة إنسانية دولية غير مسبوقة، بتكليف من الكونجرس فى عام 1916، لإنقاذ أكثر من 130 ألف يتيم ونحو مليون ناجٍ من الإبادة الجماعية للأرمن، من خلال تقديم مساعدة تقدر قيمتها بأكثر من 2.5 مليار دولار.

وفى عام 2015 حددت المنظمات الحقوقية الأرمينية قيمة الأضرار الناجمة عن الإبادة بـ100 مليار دولار، وسبق وأن أقامت أرمينيا دعوى قضائية ضد النظام التركي  فى عام 2010، للمطالبة بتعويض مادى بقيمة 65 مليون دولار، لأسر الناجين من المجازر. 

ويثير اعتراف بايدن مخاوف أكبر لدى تركيا، فقد تقود التحركات الأرمينية دولاً وطوائف مسيحية أخرى للمطالبة بحقهم فى طلب التعويض المادى من أنقرة، وهم الآشوريون والسريان والكلدان والأكراد، والذين تعرضوا لمذابح شنيعة على أيدى العثمانيين، وجميعهم أقليات تسكن المدن التركية، وتعارض حكم أردوغان، وكذلك اليونانيون الذين تعرضوا لعمليات عنف وقتل ممنهج فى ظل حكم الدولة العثمانية، حيث قُتل أكثر من 2.5 مليون مسيحى فى الفترة من 1915 إلى 1923.

وتساءلت صحيفة وول ستريت جورنال، كيف يمكن أن يؤثر استخدام بايدن لكلمة «إبادة جماعية» على مستقبل العلاقات التركية الأمريكية؟.

وجاء رد الفعل التركى محاولاً توخى الحذر وتجنب أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة فى وقت تنخفض فيه قيمة الليرة التركية مقابل الدولار.

ويحاول الجانب التركى النظر لمستقبل العلاقات الثنائية، المتوترة بالفعل بسبب عدم وجود دعم كبير للبلاد داخل الإدارة الأمريكية.

وحسب خبراء معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، فإن الحكومة التركية كان يمكن أن تخلق عواقب حقيقية للبيان الأمريكى،  من خلال التباطؤ فى عملية السلام فى أفغانستان، أو القيام بغارات أحادية الجانب لشمال شرق سوريا، أو إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية أمام الرحلات الجوية الأمريكية.

لكن الرئاسة التركية أكدت للسفير الأمريكى الذى تم استدعاؤه أن قتل الأرمن لم يتم بشكل منهجى وأنهم ماتوا فى ظروف الحرب.

ويرى ريتشارد جيراغوسيان، مدير مركز الدراسات الإقليمية بيريفان، أن بيان بايدن قد يساعد تركيا على البدء فى التعامل مع ماضيها المضطرب والمساعدة فى إنهاء سياسة الدولة ذات النتائج العكسية المتمثلة فى إنكار الحكومة التركية للإبادة الجماعية، فقد أصبح الاعتراف أقل تصادمًا بالنسبة لأنقرة، ولديها فرصة جديدة لإعادة المشاركة فى الجهود الدبلوماسية مع أرمينيا.

وفى رسالة إلى الرئيس الأمريكى،  قال رئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان إن الاعتراف الأمريكى يعد تحذيراً لتركيا لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، على ضوء تعرض أرمينيا لانتهاكات قاسية بعد أن خسرت مساحات شاسعة من إقليم ناغورنى كاراباخ فى نزاعها مع أذربيجان المدعومة من تركيا.

ورفضت روسيا حليف تركيا التدخل فى الأمر، إذ أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميترى بيسكوف، أن اعتراف أمريكا بالإبادة الجماعية للأرمن يعتبر «شأنا داخليا للولايات المتحدة».

ووصفت وزارة الخارجية الأذربيجانية إعلان بايدن بأنه «تزوير للتاريخ»، مدعياً أنه أهمل الاعتراف بالمجازر التى ارتكبتها الجماعات المسلحة الأرمينية فى ذلك الوقت.