الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«رحـلة فى بيوت الإبـداع وتسجيل التراث»

«رحـلة فى بيوت الإبـداع وتسجيل التراث»

تسجيل النسيج اليدوى بالصعيد على قوائم الصون العاجل للتراث الثقافى غير المادى بمنظمة اليونسكو نجاح جديد للثقافة المصرية فى الحفاظ على الإرث الثقافى،  وللمواطن المصرى المبدع فى ابتكار وإعادة إنتاج تراثه والحفاظ على أصالة هذا التراث.



ويعد تسجيل النسيج اليدوى بالصعيد هو الملف الخامس الذى تم تسجيله بعد السيرة الهلالية والتحطيب والأراجوز، والممارسات المرتبطة بالنخيل.

 

هذه الإنجازات التراثية المهمة، تساعد فى الحوار بين الثقافات، ورفع الوعى بالتراث غير المادى والتأكيد على ضرورة اكتساب المهن والمهارات الفنية التى تتوارثها الأجيال.

وقد أسهمت وزارتا الثقافة والخارجية فى نجاح ودعم تسجيل هذا التراث غير المادى،  وكذلك أسهمت الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية برئاسة د.أحمد مرسى فى تقديم الملف لليونسكو، وجهود د.نوال المسيرى،  ود.نهلة إمام، وهى الجهود والرؤى الفكرية التى حققت هذا الإنجاز الثقافى.

وفى السطور القادمة، إطلالة على جهود بيوت الإبداع فى مصر والتى تحتفل بصون فنوننا التراثية من صناعات نسجية ومشغولات معدنية وجلدية، وفنون خرط الخشب وتطعيمه وتصديفه، والأزياء الشعبية والتراثية وذلك من خلال إقامة المهرجانات للاحتفاء بالحرف التقليدية، ومن خلال نحو ثلاثة عشر مهرجانا انطلقت فعالياتها فى الأوبرا، وفى سينما الحضارة، ووكالة الغورى بمشاركة العديد من إدارات قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د.خالد سرور يتم دعم الحرف التقليدية، وعن هذه الجهود يقول الفنان التشكيلى طه عشماوى مدير عام المراسيم وبيوت الإبداع بقطاع الفنون التشكيلية، إنه من خلال هذه المهرجانات يحتفى بأعمال فنية عديدة من إنتاج عدة إدارات بقطاع الفنون التشكيلية، فهناك إنتاج دار النسجيات المرسمة بحلوان، وهى تقدم لوحات نسجية مصممة لكبار الفنانين التشكيليين من خلال تقديم النسج المرسم «الجوبلان»، وهذه الإدارة قد أنشأها ثروت عكاشة عام 1962 لإحياء فنون النسيج المصرى القديم.

مركز الفن والحياة

كما يسهم مركز الفن والحياة باهتمامه بتطبيقات الفنون الجميلة فى عمل منتجات  يمكن استخدامها فى الحياة اليومية مثل إحياء فن الرسم على البردى،  وقد قام المركز بهذا الدور الحيوى منذ أوائل الستينيات من القرن الماضى.

كما يسهم مركز البحوث التراثية بتقديم المنتج الفنى ذى الذوق الرفيع من مشغولات الجلد والتطريز، والمركز يقوم بدوره فى الحفاظ على الهوية المصرية من خلال تقديم المنتج الفنى الذى يوظف الحالة الجمالية ليعيش هذا المنتج فى الحياة اليومية للناس، كما يقوم المركز بتوثيق الأبحاث عن مختلف الحرف التراثية.

 

 

 

بيوت الإبداع

أما بيوت الإبداع فى الوادى الجديد فتقدم إبداعات «واحة باريس» وهى إحدى مدن أقصى جنوب مصر على بعد نحو 90 كيلو مترا من الخارجة، ومن أهم منتجاتها الخوص الملون بجميع أشكاله وفنونه والتى تعكس إبداع المكان، حيث صمم بيوت الإبداع فى الواحة المعمارى حسن فتحى.

كما تشارك بعض جمعيات المجتمع المدنى فى رعاية الفنون التراثية والمعاصرة مثل جميعة «أصالة»بوكالة الغورى وأسسها الفان عز الدين نجيب، ويرأسها الآن الفنان طه عشماوى،  ومؤسسة «مهنة ومستقبل» و«مؤسسة الفراعنة بأخميم» ،جمعيات أسوان، ويتنوع إنتاجها  من صناعات أخميم النسجية وأعمال الخشب المطعمة، وصناعة الحلى من النحاس والفضة، والملابس التراثية الخاصة بمرسى مطروح، وسيوة، والواحات، وسيناء.

رعاية الحرف التقليدية

وتقول د. سلوى الشربينى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة: نحن الآن فى مرحلة مهمة تتم فيها رعاية الحرف التقليدية والاحتفاء بها من خلال العديد من الفعاليات بدأت بمعرض «تراثنا» الذى عُقد بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى،  ومن أبرز المبادرات فى معرض تراثنا كما ترى د.سلوى الشربينى مبادرة «صنايعية مصر» التى ضمت شبابًا من خريجى الجامعات يعشقون تراثهم والحرف التقليدية كما أسهمت فيه هيئة قصور الثقافة، وقطاع الفنون التشكيلية، ثم يأتى مهرجان الحرف التقليدية الثالث عشر ليؤكد هذه الخطوات المهمة نحو تأكيد ازدهار الفنون التراثية، ودورها فى الحفاظ على الهوية المصرية والذى عقد منذ عدة أشهر، وتؤكد د. سلوى أنها تحرص فى كل مهرجان للحرف التقليدية أن تقدم جديدًا، وخاصة عرض الأزياء التراثية بشكل جذاب وجميل، فمنذ عام 2014 حتى الآن يقدم عرض أزياء «ديفليه» للملابس التراثية.

لوحات لكبار الفنانين

وتقول الفنانة فوزية محمود وهى تعمل بدار النسجيات المرسمة بحلوان ـ التابعة لقطاع الفنون التشكيلية ـ إنها منفذة نسيج، وأسهمت فى العديد من الورش الفنية لتعليم فن النسجيات، والتدريب على النول، ومن أشهر لوحاتها التى قامت بنسجها لوحة «موسيقى رفيعة» للفنان بيكار، وأنها اختارتها من كتاب له، وقد عرضت فى اليونسكو، ولها لوحة نسجية أخرى عن لوحة للفنان محمد حسنين عن «النوبة».

وتقول إنه فى كل مهرجان للحرف التقليدية يتم عرض لوحة من الشغل القديم مأخوذة من لوحات كبار الفنانين.

فن الديزى

أما الفنانة سميرة عادل فهى متخصصة فى فن النقش على الجلد، وأبدعت فى تقديم مستويات غائرة وبارزة على الجلد، ومن أحب لوحاتها إليها لوحة «التنورة» التى نفذتها على الجلد بدرجات مختلفة وعرضت  فى المهرجان الثالث عشر للحرف التقليدية.

وتعمل سميرة عادل بمركز البحوث التراثية بوكالة الغورى، وهى خريجة كلية تربية نوعية، قسم تربية فنية، وتقول: ندرس دائما الجديد من تقنيات تطوير المنتج الفنى،   وقد درست أيضا فن «الديزى» بمركز البحوث التراثية والتقليدية، وهو نوع من الرسم على القماش يتم بإبرة معينة «ألترا بانش» فيشد القماش على الشاسيه من القطيفة أو الكتان، وقماشة من الخلف من اللينوه، ويتم الرسم بحيث تصبح «الوبرة» بأشكالها الجميلة فى مقدمة النسيج.

أما الفنانة سها عبدالمنعم فهى خريجة فنون تطبيقية قسم نسيج، والتحقت بالعمل بمركز البحوث التراثية والتقليدية بوكالة الغورى منذ عام 2002، وهى إخصائية فنون تشكيلية تحرص على دراسة الأسلوب المعاصر فى تقديم الموتيفات التراثية من منظور الطابع الشخصى للفنان مما يثرى العمل الفنى،  ويوفر له الخصوصية.

الحرفة صنعة وفن، إنها مجال خصب للإبداع والتجديد والابتكار وكل إنجاز ثقافى هو نتاج تضافر جهود الفنان المصرى،  والمؤسسات الثقافية فى دعم المخزون التراثى والحضارى المصرى، والحفاظ على الأصالة والهوية، وتقديم الفن للحياة.