الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أفلام الهوانم من الجولدن غلوب إلى الأوسكار

فرانسيس لويز
فرانسيس لويز

استمر جدل جوائز الجولدن جلوب للان رغم مرور فترة على الاحتفال به نظراً لذهاب الجوائز لغير مُستحقيها خاصة فى قائمة أفضل ممثل وممثلة، وهذا لا يعنى إطلاقًا سوء الأفلام الفائزة، لكن الأمر له علاقة بحسابات معقدة لدى أعضاء اللجنة لسنا بصدد الحديث عنها حاليًا.



أود التوقف عند بعض نجمات أفلام الجولدن جلوب اللائى تخطين سن الشباب لكنهن مهتمات برشاقتهن ولم يفكروا فى إجراء عمليات تجميل، وفى ذات الوقت يجدن شركات إنتاج تعى جيدًا قيمتهم ويحرصون على صناعة أفلام تلائم مراحلهم العمرية سواء كانت بطولة مُطلقة أو مشتركة، المهم أنهم يستفيدون من حجم موهبتهن لآخر نفس.

 

«فرانسيسس ماكدوماند»

وبالعودة لأفلام الجولدن غلوب والتى تم ترشيح أغلبها لجوائز الأوسكار فى الحفل الـ  93 الذى سيقام فى 26 أبريل القادم سنلاحظ ثقل حجم أسماء اللائى لعبن أدوارًا بارزة ومهمة بهذه الأفلام بغض النظر عن فوزهن من عدمه فى الجولدن غلوب، وتأتى فى مقدمتهن «فرانسيس لويز ماكدورماند» مواليد 1957 أى 63 سنة بالتمام والكمال، لها رصيد محترم من الجوائز يتواءم مع ماقدمته من أفلام ومسلسلات، أبهرنى مؤخرًا أداؤها فى فيلم «أرض الرُحل» للمخرج كلوى تشاو الذى فاز باستحقاق بجائزة أفضل مخرج عن هذا الفيلم، بالإضافة لجائزة أفضل فيلم درامى.. بطلة الفيلم امرأة ستينية تضطرها ظروف الكساد الاقتصادى فى أمريكا بترك عملها وشراء مقطورة «منزل متنقل» تسافر من خلاله لأماكن مُختلفة.. طوال أحداث الفيلم نجد بطلة الفيلم بلا ماكياج وتجاعيد وجهها لم تعبث به يد طبيب تجميل، مما أعطى مصداقية للشخصية التى جسدتها، ورغم استحقاقها جائزة أحسن مُمثلة بجوائز الغولدن جلوب فإن الجائزة ذهبت إلى السمراء «أندرا دى» عن دورها فى فيلم «الولايات المتحدة مقابل بيلى هوليداى» وقد أخذ على أعضاء اللجنة» رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية» انحيازهم المُبالغ فيه هذا العام لذى البشرة السمراء خاصةً أن جائزة أحسن مُمثل اقتنصها تشادويك بوزمان رغم وفاته فى شهر أغسطس الماضى من أنتونى هوبكنز عن فيلم «الأب» وطاهر رحيم «عن فيلم الموريتانى» وريز أحمد عن فيلم «صوت الميتال». 

هذا الانحياز غير المنطقى لذى البشرة السمراء وغير المُنصف لأفلام نجوم لهم قيمة وثقل فنى يؤكد على تراجع معيار الجودة الفنية وخضوع الجوائز لمعايير فنية غير مُنصفة وضعيفة، فقط يحكمها حسابات عاطفية وبيزنس لا يمت بصلة بذهاب الجوائز لمن يستحقها.

«غلين كلوز»

الست غلين كلوز 73 سنة لها العديد من النجاحات وكان آخرها فيلم «هيلبيللى إليجى» المأخوذ عن المذكرات التى كتبتها جى دى فانس بنفس اسم الفيلم، والطريف أننى لم أتعرف على «غلين كلوز» بأول ظهورها بالفيلم نظرًا لظهورها بشكل قد يكون أكبر من عمرها الحقيقى أو أنها لم تستخدم ماكياجًا على الإطلاق، مما أظهر تجاعيد وجهها بشكل عميق، الفيلم أخرجه رون هاوارد ويحسب له اختياره لـ «غلين كلوز» فهو يعلم جيدًا قدرتها على التلون بذات الشخصية.

وبالفعل حققت «غلين كلوز» انتصارًا جديدًا بتقديمها دور الجدة لطفل يقترب من سن المراهقة وشاهدنا سكة أداء مُختلفة تجمع فيها بين الشدة واللين، شخصية من لحم ودم شاهدنا مشاعرها كأم تجاه ابنتها المُدمنة «آيمى آدمز» وكيف أثرت فى حفيدها بشكل غير مباشر ليصبح شخصًا ناجحًا، وقد خرج فيلمها بلا جوائز من الجولدن غلوب لكن أمامها فرصة للفوز بالأوسكار بقائمة أفضل ممثلة فى دور مساعد.

«صوفيا لورين»

المفروض أنها بلغت 86 عامًا فى سبتمبر الماضى، رغم أنها لجأت لبعض عمليات التجميل إلا أن الأمر كان بالحدود التى لم تفقدها تعبيرات وجهها وصدق أدائها التمثيلى، والدليل تألقها فى فيلمها الإيطالى «الحياة المُقبلة»، الذى كان ضمن قائمة أفضل فيلم أجنبى بجوائز الجولدن غلوب، ورغم أن الفيلم لم يحصل إلا على جائزة أفضل أغنية أصلية فقط إلا أن هذا لا ينفى جودة الفيلم خاصة أداء صوفيا لورين لشخصية العاهرة السابقة التى تطوعت بتبنى أبناء العاهرات، تجد نفسها مضطرة لاستضافة صبى نظير 750 يورو، يحمل كل الأخلاقيات التى تجعل أى أسرة تتنصل من استضافته،  رغم كرهه فى البداية ومشاكسته لمدام روز «صوفيا لورين»، إلا أنه حرص على تحقيق أمنياتها بأيامها الأخيرة, الفيلم مرشح للأوسكار فى قائمة أفضل أغنية أصلية.

«جودى فوستر»

٥٨ سنة فازت باستحقاق بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم «الموريتانى» للمخرج كيڤين ماكدونالد لعبت دور المحامية التى تولت الدفاع عن الموريتانى طاهر رحيم، من يشاهد فوستر بالفيلم سيلاحظ ألقها بالدور رغم التجاعيد التى خطها الزمن على وجهها وجعل المُتفرج مشدودًا لأدائها ومتابعة صراعها لإخراج محمدو بن صلاحى «طاهر رحيم» من مُعتقل غواتنانامو «السجن الأسوأ سمعة على المستوى العالمى» الذى اقتادوه إليه كإرهابى بلا تُهمة ولا محاكمة، على عكس نجماتنا الذين يجعلون المُتفرج مُنتبهًا لعبث البوتكس والفيلر بوجوههن لتصبح وجوههن شمعية بلا روح مما يفقدهن جزءًا كبيرًا من مصداقية أدائهن على الشاشة, الفيلم خرج من ترشيحات الأوسكار القبل نهائية والنهائية لكنه مرشح لأكثر من جائزة فى «البافتا» يوم 11 أبريل.

«مارتين شوفاليية «وباربرا سوكوا» 

فيلم «tow of us» أو «نحن الاثنين» كان ضمن ترشيحات جوائز الجولدن غلوب فى قائمة أفضل فيلم أجنبى ورغم خروجه بلا جوائز فقد فوجئنا بترشيحه للاوسكار فى قائمة ال 15 قبل النهائية ثم تم استبعاده من ترشيحات الأوسكار النهائية، الفيلم يتحدث عن علاقة عاطفية بين سيدتين متقدمتين فى العمر الأولى جسدتها الفرنسية «مارتين شوفالية» 72 سنة، وقد كسبت تعاطف المُتفرج من خلال نظرات عينيها اليائسة وتعبيرات وجهها وصمتها المُعبر عن مشاعرها، وفى تصورى أن هذه الشخصية ذات السمات الهادئة فى حاجة لوجه مُحتفظ بعضلاته ولم تعبث به عمليات التجميل، لذلك بدت فى كامل ألقها كذلك الشخصية المُقابلة لها  التى جسدتها الألمانية باربرا سوكوا 71 سنة نجد شخصيتها بالفيلم تتسم بالانفعالية والمُجازفة والجرأة فى مواجهة أهل حبيبتها وأخبارهم بمثليتهم الجنسية.

وأخيراً:

درجة الألق الفنى الذى شاهدته بأفلام المُمثلات الكبار عُمرًا وفنًا يؤكد أنهن يعلمن جيدًا كيفية الحفاظ على «وجوههن» والحدود التى لا يتخطينها بعدم الإفراط فى عمليات التجميل، بل إن بعضهن يرفض تمامًا هذا الأمر وكأنهن يتفاخرن بالخطوط التى طبعها الزمن على وجوههن، لذلك نجد أداءهن للأدوار التى تسند لهن فى هذه المراحل العمرية شديدة التميز، وتجعلنا نضرب كفًا على كف لما وصل إليه حال نجماتنا اللائى نجدهن بأسنان ناصعة البياض ووجوه مُتشابهة مشدودة كالشمع.