السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الأخلاق والرياضة لا ينفصلان

الأخلاق والرياضة لا ينفصلان

أن تمارس رياضة وتحقق بها إنجازات شىء رائع، والأروع أن تتزين بالقيم والأخلاق الرفيعة، فالرياضة ليست وسيلة فقط لترويض الجسد، وإنما هى غاية ووسيلة لتهذيب النفس فالالتزام بالأخلاق الرفيعة محور لحياة الإنسان السوى والروح الرياضية السامية هى من أهم السمات لممارسة الرياضة والتى تعتبر رسالة للحب والتقارب بين الدول على امتداد الكرة الأرضية.. وهناك الكثير من المواقف المؤثرة على مر الزمان للاعبين أجبروا التاريخ على تسجيلها، بل اكتسبوا معها قلوب عشاق الرياضة حول العالم وسأكون متحيزة، وأبدأها بالموقف النبيل للاعب الجودو الخلوق محمد رشوان الذى ركل الذهبية حتى لا يصيب منافسه بطل العالم اليابانى ياسوهيرو ياماشيتا بعاهة مستديمة حتى إنه كسب احترام العالم، فكرمته اليونسكو لروحه الرياضية ونال جائزة اللعب النظيف عام 1985 وجائزة أحسن رياضى فى العالم من اللجنة الأوليمبية الدولية وكذلك اليابان بأغلى وسام (الشمس المشرقة )، محمد صلاح لاعب الكرة الذى رفع يديه الاثنتين عقب تسديده لهدفين فى مرمى نادى روما فى إشارة اعتذار لزملائه السابقين بالفريق حتى أصبح قدوة للأطفال الإنجليز بسجودهم على الأرض أيضًا، ميروسلاف كلوزة مهاجم ألمانيا السابق كان يلعب لنادى لاتسيو الإيطالى وقد سجل هدفًا فى مرمى نادى نابولى احتسبه الحكم بالخطأ، ولكن كلوزه رفض الاحتفال بالهدف وطالب الحكم بإلغائه!  العداءة النيوزيلندية نيكى هامبلين وأثناء تصفيات الـ 5000 متر ساعدت منافساتها الأمريكية آبى داغويستنو بعد أن وجدتها متعثرة إلى أن أكملت السباق وسط فرحة كبيرة من جمهور المشجعين وقرار من الاتحاد الدولى للعبة بفوزهما ومشاركتهما معًا فى نهائى السباق.. موقف مشابه للعداء برايما سونكار من غينيا بيساو عندما أنقذ منافسه جوناثان بيسبى على استكمال آخر 200 متر فى تصفيات الـ5000 متر بوضعه ذراعه على كتفه وجره حتى خط النهاية عندما أوشك اللاعب على السقوط أرضًا من فرط الإجهاد.. وهكذا فخلف كل لاعب كبير حكاية إنسانية عظيمة، فالرياضة ليست بطولات وميداليات فحسب، وإنما أخلاق داخل وخارج الملعب، كما فعل ميسى عندما أنقذ زميله البرازيلى السابق رونالدينيو وشقيقه من السجن لاستخدامهما جوازات مزورة لعبور أوروجواى، بل تعاقد مع محامين لإنقاذهما بدفع 4 ملايين يورو.. والحكايات تتوالى فهكذا هى الرياضة ومسيرة الأبطال المضيئة معها فنعم الحديث عنهم ونعم القدوة للأجيال القادمة.