الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
إبداع لا يعرف المستحيل

إبداع لا يعرف المستحيل

يأتى الإبداع من رحم الموهبة،فهى تتفجر فى النفس البشرية لتثمر فناً راقياً ينم عما يختلج الروح من توجه إبداعى يليق بملكات حسية وإمكانات فنية فى أى من المجالات،فيأتى الإبداع باعتباره ابتكاراً ينم عن أصالة تنم عن عبقرية تكشف عن عظمة هذا المبدع وقدراته. 



وحينما تجد شاباً فى العشرينيات يتحدى الصعاب ويؤمن بملكاته الإبداعية ويطور من قدراته حتى يتمكن من فنه الذى يؤمن به،فيجب مساندته،باعتباره نموذجا للإصرار على النجاح والاعتزاز بالنفس،إنه ابن عروس الصعيد إبراهيم صلاح عاشق النحت الذى أذهلنى بموهبته أثناء تصفح إحدى منصات التواصل الاجتماعى،لأجد مبدعاً فى مقتبل الطريق يستحق الرعاية،تواصلت معه لمعرفة دراسته ومؤهلاته وماذا ينقصه لتنمية مهاراته،دهشت لعزيمته وحرصه على التعلم والاستزادة لموهبة حباه الله إياها،لم يدرس الفن بشكل علمى أو أكاديمى حيث حصل على شهادة متوسطة (دبلوم صناعة تخصص كهرباء سيارات)،ومارس هواية النحت باستخدام العديد من الخامات،وعمل كمصمم جداريات ومجسمات وصخور صناعية مع بعض مكاتب ديكور ومصانع. بعدها بدأ يستقل بذاته ويعمل على تنفيذ جداريات،ثم طور أفكاره وانتقل لمرحلة أكثر تطوراً فى استثمار الخردة والمواسير الحديدية ليصنع منها أباجورات وأعمال فنية. علم إبراهيم نفسه من خلال متابعته للفنان رائد تدوير فن الخردة الدكتور صلاح عبدالكريم،وكذلك زيارة المتاحف والمعارض للوقوف على أحدث الإبداعات،واستطاع خلال عامين التعبير عن الهوية المصرية والتأكيد على حضارة أجدادنا القدماء حيث نفذ بالفعل عملا عن حورس،والملكة كليوباترا،والقط الفرعونى الشهير «الماو» بارتفاع ستة أمتار وحصل على الجائزة الأولى عنه كأفضل وأكبر عمل فنى يدوى فى مصر من مسابقة ميكر فير السنوى للأعمال اليدوية،كما نفذ طائرة حربية كنموذج لإحدى طائرات حرب أكتوبر موضوعة فى مدخل أكتوبر،كما صمم شعار بطولة كأس العالم لكرة اليد.

تواصلت مع نقيبة التشكيليين الدكتورة صفية القبانى من أجل تبنى مشروع هذا الفنان،وتقديم العون له،وبالفعل فى إيجابية شديدة وسرعة غير مسبوقة تم تحديد موعد لمقابلته وتقديم كل سبل الدعم،ولكن يظل حلم الدراسة يطارده،رغم الموهبة الفطرية التى أفرزت هذه الإبداعات،لذا أعتقد دعمها بالدراسة الأكاديمية على أيدى متخصصين سيكون له دور فى ترسيخ إبداعه ودفعه للأمام،ولهذا أناشد الأستاذ الدكتور ماجد نجم رئيس جامعة حلوان وأعلم مدى حرصه على احتواء الشباب وإيمانه بدور الفن لتوجيهه بتبنى الشاب المصرى الواعد وتقديم منحة دراسية مجانية بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة،وإتاحة الفرصة للعرض من خلال قاعة متحف الفن المعاصر الملحق بمجمع الفنون والثقافة بحرم الجامعة والذى افتتحه سيادة الرئيس العام الماضى. إنه الفن.. السلاح الحقيقى لمواجهة الظلامية والإرهاب..وليتنا نحيا اليوم الذى يتحول شبابنا فيه لمبدعين.. فالإبداع لا يعرف المستحيل.