الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
العلام والتعليم والحياة الديجيتال

العلام والتعليم والحياة الديجيتال

الأهالى والطلاب فى بلادى ما زالوا يتعاملون مع مسألة التعليم بمنطق الشهادة والمنهج والامتحان والنجاح والرسوب. بينما العالم يتحدث عن ثورة صناعية رابعة أُطلق مصطلحها منذ العام 2016 فى منتدى دافوس ليعلن عصر سيطرة التكنولوجيا على كل مناحى الحياة. هنا يصبح الحديث عن المناهج وحذف أجزاء منها كى يمتحن الطلاب بسهولة وينجحوا و يعيشوا فى هناء لمدة 4 شهور الصيف حتى ولو كانوا لا يعرفون الألف من كوز الذرة، نوعًا من العبث وإهدار المال العام والمستقبل لملايين العيال.



نعم لقد تابعت المؤتمر الصحفى لوزيري التربية والتعليم والتعليم العالى، وحديثهما عن نظم الامتحانات فى الفترة المقبلة وكيفية عودة الطلاب إلى المدارس بعد إجازة طويلة قضوها بعيدًا عن المدارس دون شرط المكوث فى المنازل، حيث قضوها فى جميع ربوع الوطن. واكتشفت أن غضب الأهالى والطلاب لا علاقة له بما يتجه له العالم فى ظل ثورة صناعية وتكنولوجية غير محدودة فى كل المجالات، وبين انتشار فيروسات باتت تسيطر على سلوك الإنسان وتدعم بقوة سيطرة التكنولوجيا عليه لتكون وسيلة التواصل والعمل فى زمن «التباعد الاجتماعى». 

ماذا أقصد؟

أقصد أن هناك فارقًا بين العلام الذى هو عملية تعلم مستمرة مدى الحياة من خلال كل الوسائل المتاحة فيها، دراسات حرة فى معاهد متخصصة -دورات عبر الإنترنت- قراءة كتب فى مجالات متخصصة، وبين التعليم الإلزامى الذى هو عملية مرهونة بوقت أو منهج محدد أو مادة بعينها دون شرط الاستمرارية. العلام قرار شخصى يسعى له الإنسان للفهم والإدراك واكتساب المهارات فى الحياة بغض النظر عن مقصد هذا التعلم.   

الواقع يقول: 

إن العالم بات يسابق الزمن بالتكنولوجيا والتقدم العلمى ومهارات البشر التى يجب أن تتحدى التكنولوجيا لتجد لها مساحة فى سوق العمل.

إن مسارات التوظيف تدعم اليوم الجمع بين العديد من المهارات وعلينا إعداد أبنائنا لذلك.

وفقًا للبيانات الدولية فإنه بحلول العام 2022 ستكون نسبة ساعات العمل التى يقوم بها البشر 58 % مقابل 42 % بواسطة الآلات والتكنولوجيا.

إن الطلب فى سوق العمل سيحتاج لمزيج من العلوم التكنولوجية والعلوم الإنسانية.   

من يقع عليه عبء إعداد الطلاب لذلك؟

المدرسة والجامعة ومعهما الأسرة فى المنزل، والمصانع، والشركات، ومؤسسات الدولة المختصة بالتدريب والتعلم والتأهيل. كلنا مسئولون فى زمن الثورة الصناعية الرابعة وإلا سيدهسنا قطارها ويفوتنا الكثير فى المستقبل القريب والبعيد. نحتاج لإعداد الطلاب للحياة الديجيتال فى العلام وسوق العمل مع الحفاظ على هويتهم. فهل ندرك أن القصة ليست منهجًا وامتحانًا وشهادة فقط، بل سلوك وتفتح ومتابعة وتدريب وعلام وأخلاق لفهم أكثر واكتساب معارف تجعل لنا وجود فى الحياة؟