السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أرمن نعم.. ومصريون أيضًا!

لبلبة
لبلبة

يحافظون بشدة على إحياء تراث أجدادهم.. يداومون على التواجد بمنشآتهم الدينية والتعليمية والاجتماعية،هكذا يعيش أبناء الطائفة الأرمنية بمصر ممتزجين داخل المجتمع دون تمييز، فأغلبهم ولدوا بمصر منحدرين لأصول أرمنية.



ويعمل عدد كبير من مشاهير المصريين الأرمن فى مجالى التمثيل والغناء، وأغلبهم ينتمون لعائلة واحدة،وتعتبر أنوشكا من أشهر الفنانين المصريين من أصل أرمنى؛ فولدت بالقاهرة لأسرة تندرج عن أصول أرمنية، والتحقت بمدرسة كالوسديان بحى بولاق أبو العلا من مرحلة الحضانة إلى مرحلة الثانوية، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية.

 

وبدأت أنوشكا مشوارها الفنى كمطربة، ثم اقتحمت عالم التمثيل، وشاركت فى العديد من الأعمال الفنية، وقدّمت، مؤخرًا، برنامجها «صالون أنوشكا». وعددا من المسلسلات آخرها «طاقة حب».

واشتهر من أرمن مصر الفنانة «نينوتشكا مانوك كوبليان» الشهيرة بـ«لبلبة»، وولدت بالقاهرة لأسرة من أصول أرمنية،وبدأت «لبلبة» مشوارها الفنى مبكرًا وهى فى سن الطفولة، بعد اكتشاف موهبتها الفنية من المخرج نيازى مصطفى.

وارتبطت الممثلة الاستعراضية «نيللى آرتين كالفيان» فى أذهان المصريين بتقديم فوازير رمضان على مدى سنوات عديدة، لتمتعها برشاقة، وخفة ظل فريدة من نوعها،و«نيللى» من عائلة ذى أصول أرمنية قدمت من الشام، والشقيقة الصغرى للممثلة فيروز، وترتبط بصلة قرابة بالممثلة لبلبة.

ومثل «لبلبة» و«فيروز»، انطلقت «نيللى» فى مشوارها الفنى منذ الطفولة؛ فكانت تهوى الرقص والغناء، وقدّمت العديد من الأعمال الفنية طوال مسيرتها. 

ورُغم مشوارها الفنى القصير؛ تركت الممثلة «بيروز أرتين كالفايان» الشهيرة بـ فيروز، بصمة مميزة فى عالم التمثيل، ورحلت عن الحياة فى عام 2016،وقدّمت فيروز بعض الأدوار وهى فى عمر الطفولة، أبرزها كان أمام أنور وجدى، وإسماعيل يس، قبل أن تعتزل التمثيل سنة 1959، وتزوجت بعدها من الفنان الراحل بدر الدين جمجوم.

و«فيروز»، التى لُقبت بـ«الطفلة المعجزة»، هى الأخت الكبرى للفنانة «نيللى»، وابنة عمة لبلبة، واكتشفها صديق والدها الفنان السورى إلياس مؤدب.

ومن الأرمن الذين ذاع صيتهم فى قضايا كبرى سيدة الأعمال لوسى أرتين، ابنة شقيقة لبلبة، التى ارتبط اسمها بقضية فساد فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقيل إنها كانت ضحية فى هذه القضية.

أبناء الجالية

يتركز أغلب أبناء الجالية الأرمنية ممن ولدوا فى مصر فى القاهرة والإسكندرية،ويعملون فى القطاع الخاص كرجال أعمال، وأطباء، وأصحاب حرف يدوية؛ فى صناعات المصوغات، المعادن، الأثاث، الطباعة والتصوير، السياحة، والصناعات الكيميائية. 

وهناك تنوّع حزبى وسياسى بين أرمن مصر؛ فينقسمون منذ عام 1920 بين ثلاث جبهات هى: أحزاب الطاشناق الاشتراكى، الرامجافار الليبرالى، والهنشاك.

ومن أجل إحياء تراث أجدادهم،عمل المصريون الأرمن طوال تاريخهم على إنشاء منشآت دينية وتعليمية واجتماعية لتعزيز التواصل بينهم،ويبلغ إجمالى عدد جمعيات أرمن مصر تاريخيًّا نحو 104 جمعيات، أبرزها الآن «الاتحاد الخيرى الأرمنى العام «AGBU»، وجمعيتا القاهرة الخيرية، والثقافة الأرمنية «الهوسابير»، ويُنتخَب مجلس للجالية الأرمنية من 24 عضوًا كل ثمانى سنوات.

وبدورهم ينتخبون هيئة تنفيذية كل أربع سنوات لإدارة مؤسسات البطريركية الأرمنية.

وللطائفة الأرمنية حاليًا أربعة نوادٍ ثقافية فى القاهرة، واثنان بالإسكندرية، تُقدم أنشطة لشباب الجالية مثل فرق الرقص والكورال، وتمتلك الطائفة أيضًا ثلاثة أندية رياضية فى القاهرة، واثنين بالإسكندرية، وتعتبر لعبة كرة السلة هى النشاط الرئيسى لتلك الأندية. 

 

أنوشكا
أنوشكا

 

وتلعب المنشآت التعليمية دورًا أساسيًّا فى الحفاظ على اللغة الأرمنية بين أبناء الطائفة، ولـهم حاليًا أربع مدارس، هى: نوبريان بمصر الجديدة، وكالوسديان فى وسط القاهرة، والأخوات الكاثوليكية فى هليوبوليس، وبوغوسيان بالإسكندرية.

وشُيدت أولى المدارس الأرمنية سنة 1828، تحت اسم «يغيازاريان»، بجوار كنيسة القديس سركيس بحارة زويلة فى القاهرة،واستبدلت هذه المدرسة، عام 1854م، بمدرسة «خوريتيان» بجوار كنيسة العذراء فى درب الجنينة، قبل نقلها إلى بولاق سنة 1897، وأطلق عليها اسم «كالوسديان»، وفى عام 1907، تأسست مدرسة «كالوسديان ڤارجان»، التى ضمّت روضة أطفال، ولم يبقَ منها اليوم غير مبنى واحد وساحة بشارع الجلاء فى وسط القاهرة، قبل ضمّها لمدرسة مصر الجديدة سنة 2013. 

ودشّنت عام 1937، مدرسة إعدادية للبنات الأرمنيات فى القاهرة، واقتصرت المدرسة على الفتيات الأرمنيات حتى عام 1967، وبعدها فتحت أبوابها لجميع الطالبات المصريات.

 

 
 
نيللى
نيللى

 

صحف ومجلات

صحيفة «آرمافينى» الإلكترونية هى النشرة الرسمية للجالية الأرمنية فى مصر حاليًا، وتُعنى «النخلة»،و«آرمافينى» هى أول صحيفة أرمنية بمصر، وصدرت فى 16 مارس 1865، تحت إشراف الصحفى أبراهام مراديان، الذى لُقب بـ «أبو الصحافة الأرمنية فى مصر»،واليوم تصدر صحف «هوسابير» أو «باعث الأمل»، التى تأسست سنة 1913، و«أريڤ» أو «الشمس»، وأنشئت سنة 1915، و«جاهاكير» أو «حامل الشعلة»، وتعود لسنة 1948، وتصدر الجمعية الخيرية الأرمنية مجلة «أريك» الشهرية باللغة العربية، ودورية «ديغيكادو» الفصلية؛ فتنشر كل ثلاثة أشهر.

أما الكنيسة الأرمنية فهى الرابط الروحى بين أبناء المصريين الأرمن، وبلغ عددها طوال تاريخهم بمصر نحو 25 كنيسة، وخمسة أديرة، لم يتبق منها الآن سوى ست كنائس، ويتوزّع الأرمن بمصر فى بطريركيتين أساسيتين، اعترفت الدولة المصرية بهما رسميًّا عام 1905، وهما: «الأرمن الأرثوذكس»، و«الأرمن الكاثوليك»، وهناك عدد قليل من البروتستانت.

 

المطران كريكور أوغسطيونوس كوسا
المطران كريكور أوغسطيونوس كوسا

 

ويتزّعم الأرمن الأرثوذكس حاليًا، المطران «أشود مناتساجنيان»، ويقع مقر بطريركية الأرمن الأرثوذكس بمنطقة رمسيس فى وسط القاهرة، بينما يقع المقر البطريركى للأرمن الكاثوليك بكاتدرائية «سيدة البشارة» بشارع صبرى أبو علم بالقرب من ميدان طلعت حرب، وسط القاهرة، وأنشئت عام 1905،ويرعى الطائفة المطران الحالى «كريكور أوغسطونيوس كوسا»، مطران الأرمن الكاثوليك بمصر والسودان.

ويمتدُّ جذور أرمن مصر إلى عهد الدولة الفرعونية، وبرز ظهورهم بالعصر البيزنطى، وشارك العديد منهم فى الدخول العربى الإسلامى لمصر،ويتصف عهد محمد على بأنه «العصر الذهبى للأرمن»، فاستعان بهم فى خطته الإصلاحية، وساهموا فى النهضة العمرانية والتنموية لمصر الحديثة.

ومن مشاهير الأرمن تاريخيًّا نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر، بوغوص بك يوسيوفيان، الذراع اليمنى لـ محمد على، واشتهر باسم «يوسف أفندى» وهو الذى أدخل الماندارين لمصر.

وساهم كل من يوسف حكيكيان، إسطفان دميرجيان، آرتين تشراكيان، ونجله يعقوب، فى إدخال العلوم الحديثة لمصر، بينما اعتبر أديب إسحق رائد الصحافة المصرية.