السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأحاسيس الإلكترونية حب النهارده شكله إيه؟!

الحب هو الحالة التى احتار العلماء فى تفسير أسبابها، وعجز الكثير عن فهمها ومعرفة دوافعها، فهى مجموعة من المشاعر المتداخلة تتراوح بين أسمى الأخلاق الفاضلة إلى أبسط العادات اليومية.



أساس الحياة هو الحب، فهو ركيزة أساسية فى بناء الحضارات على مر العصور، كما أنه احتياج إنسانى لا غنى عنه، ويعتبره الكثير بمثابة الدرع الواقية من متاعب العالم.

 

«صباح الخير» طرحت السؤال المهم: هل المشاعر الإنسانية المرهفة النقية مازالت موجودة اليوم، أم تغيرت مع تطور الأجيال واختلفت مفاهيمها، وأصبحت نادرة الوجود؟

الدكتورة شيرين درديرى، استشارى نفسى سلوكى، ترى أن المشاعر تغيرت بشكل كبير عن الماضى، فالحب الآن أصبح إلكترونيًا، وبالتالى تحولت المشاعر أيضًا إلكترونيًا، بناء على لغة العصر والانفتاح التكنولوجى، الذى أصبح له تأثير كبير على المشاعر والأحاسيس، والأجيال الجديدة هى من تحصد هذه السلبيات ،فالمشاعر الآن لا تسيطر على الأحاسيس مثلما كان قديمًا، بل أصبح إيقاعها سريعًا.

شيرين، أوضحت أن الحب فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، كان مبنيًا على المشاعر الراقية والأحاسيس الصادقة والوفاء والإخلاص، فنموذج الحب قديماً مختلف تمامًا عن الآن، ما أدى إلى تغير البرمجة اللغوية العصبية التى تكون نتيجتها سلوكياتنا وأحاسيسنا.

وأشارت إلى أن الحب حالياً يغلب عليه المصلحة ولغة الجسد أكثر من المشاعر، وذلك لأن مشاعرنا أصبحت مبرمجة إلكترونيًا عن طريق الرسائل، ولم يعد بها نوع من الأحاسيس، ما أدى إلى حدوث تدنٍ كبير فى القيم الأخلاقية وانعكس بشكل كبير على أحاسيسنا، فالقيم هى الحب والخوف على الحبيبة والحفاظ على سمعتها، وبالتالى الزواج يجب أن يكون هدفًا وليس مجرد غرض.

وقالت درديرى: رغم أن السوشيال ميديا أخذتنا لطريق بعيد لا يتناسب مع عادتنا وتقاليدنا، وأثّرت بشكل سلبى على مفهوم الحب، لكنى أرى بارقة أمل، فهناك الكثير ينادون بعودة القيم القديمة، كما أن جائحة كورونا أثّرت بشكل إيجابى على العلاقات الأسرية، وهذه هى المنحة التى تأتى من قلب المحنة، وعلى الشباب التمسك بالعادات والتقاليد والقيم الإسلامية فى الحب والزواج، وألا ينساقوا وراء الغرب فى «تقاليع الحب».

سلوكيات أنانية

الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، قال: إن الحب لايزال موجودًا بيننا، ولكنه اختلف بطبيعة الحال مع اختلاف الأجيال، فجيل اليوم لا يهتم بالحب أكثر من اهتمامه بالعلاقات العاطفية، بمعنى أنهم يدخلون فى أكثر من علاقة عاطفية من منطلق حبهم للعلاقات العاطفية المتعددة، وهذا يعتبر فعلاً أنانيًا، لأنهم يبحثون عما يسعدهم فقط لا غير، فمفهوم الحب هو الحب الصادق الملىء بالمشاعر والأحاسيس الصادقة، الذى يترتب عليه بناء علاقة عاطفية سوية بين المحبين.

حمودة طالب الشباب بضرورة أن يفهموا أنفسهم جيدًا أولاً، وأن يدركوا معنى الحب والعاطفة، ويبحثوا عن الحبيب المناسب لشخصيتهم، ما يتناسب مع إمكانيتهم وقدراتهم، كى يضمنوا استمرار العلاقة بشكل صحىّ وسوىّ، لأن الحب ليس مجرد انجذاب الطرفين فقط لبعضهم البعض عاطفيًا مثلما يفعل الشباب والفتيات الآن.

دكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع، أكدت أن العواطف الموجهة بين الناس بعضهم البعض لم تتغير، لأن الإنسان لا يستطيع الحياة دون حب، لكن فى نفس الوقت اختلف التعبير عن الحب، ففى الماضى كان يأخذ شكلاً يتناسب مع العصور القديمة، لكن فى الوقت الحالى التعبير عن الحب أصبح يأخذ أنواعًا مختلفة للتعبير عنه، ومعظم الناس تطلب أشياء مادية للتعبير عن حبها، سواء كان حبيبًا لحبيبته، أو حب الأبناء.

هدى شددت على أن العاطفة الإنسانية موجودة فى حياتنا منذ بدء الخليقة، ولكن اختلف شكل التعبير عنها باختلاف الحضارة، فالحب فى الوقت الحالى أصبحت فرص التعبير عنه سهلة وسريعة، وذلك لأن وسائل الاتصال تطورت وأعطت للمحبين فرصًا التعبير عن الحب حتى لو تفصلهم بلاد فيتعاملون وكأنهم فى نفس المكان.