الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
شركات المحمول.. منافسة للأسوأ

شركات المحمول.. منافسة للأسوأ

تدخل شركات المحمول الأربعة التى تعمل فى مصر فى أغرب منافسة من نوعها فى العالم.. وهى منافسة شرسة محترمة تقوم على شيئين ليس أى منهما فى صالح المستهلك ومتلقى الخدمة الذى يدفع دم قلبه على هذه الخدمة.. سواء ما يؤول منها لهذه الشركات من أرباح فلكية.. أو ما يؤل منها للدولة من ضرائب ورسوم.



وفيما يتعلق بالشق الأول من المنافسة فليس هناك جدال واحد فى المائة أن خدمة التليفون المحمول فى كل الشركات تسير من سيئ إلى أسوأ رغم أن عدد المستخدمين أصبح أقل فى الأربع سنوات الأخيرة بعد الضوابط التى وضعها جهاز تنظيم الاتصالات وأصبح عدد مستخدمى المحمول فى مصر الآن يقرب من 96 مليون مشترك فى الشبكات الأربعة.. والسبب فى سوء الخدمة من وجهة نظرى أن هذه الشركات منذ أن وضعت البنية الأساسية للخدمة فى أواخر التسعينيات لم تقم بتحسين هذه الخدمة من أبراج وتقوية ترددات منذ هذا الوقت إلا مرة واحدة فقط.. واهتمت هذه الشركات الثلاثة أساسا بالتوسع الأفقى لتغطية القطر المصرى كله من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب لتغطية المناطق التى كانت محرومة فإن عليها تحسين التوسع الرأسى للخدمة وأقصد به المدن والمحافظات ذات الكثافات السكانية العالية.. وأن هذه المدن والمحافظات الذى شهدت انفلاتًا وانفجارًا عمرانىًا سكانىًا وزاد عدد المستخدمين للخدمة فى هذه المناطق وكذلك الأحمال على هذه الأبراج أصبحت بعدها الخدمة تسير من سيئ لأسوأ.. ناهيك عن أن شبكة المحمول الرابعة «we» التابعة للمصرية للاتصالات لم تقم ببناء أبراج خاصة بها ولكنها عملت تردداتها على ترددات أبراج الشبكات الأخرى.. الشىء الثانى فى هذا الشق وهو نابع من الشق الأول وهو أن الأبراج التى كانت توضع أعلى العقارات كان لايزيد ارتفاع العقار على 5 طوابق وللأسف فجأة وفى العشرين سنة الأخيرة حدث الانفلات العمرانى والعقارى وأصبحت العقارات تتجاوز العشرة والعشرين طابقا.. لذلك أصبحت أبراج المحمول محاطة بأبراج أسمنتية تؤثر على جودة الخدمة.. وبالتالى المعاناة التى يعانيها المواطن حتى إجراء مكالمة أو استقبال مكالمة

أما الشق الآخر من المنافسة فهو  السباق المحموم بين هذه الشركات على استقطاب نجوم الفن والغناء والرياضة وغيرهم ليقوموا بتسويق الخدمة لديهم والعروض الجديدة  التى يبتكرونها لجذب المستهلكين ويدفعون لهؤلاء سنويا مئات الملايين بل المليارات للإعلانات فهذه الشركة تجتذب عمرو دياب وهذه أحمد حلمى.. وثالثة محمد سعد.. وغيره وغيره.. وهذه أسباب لا تسمن ولاتغنى من جوع ولو أنفقت هذه المليارات الضائعة على الإعلانات سنويات على تحسين الخدمة وبناء أبراج جديدة للترددات سيكون ذلك أفضل كثيرا للمستهلك الذى لا يعنيه كثيرا أن يحمل خطا يروج له عمرو دياب أو محمد سعد أو أحمد حلمى.. ولكن يعنيه أن يحمل خطا يغنيه عن السؤال.

الملاحظة الأخيرة: ماذا يفعل جهاز تنظيم الاتصالات مما تفعله شركات الاتصالات الأربعة.. وكيف يمكن أن يكون ملزما لها لتحسين الخدمة.. أم يكتفى فقط بنشر تقاريره دون عقوبات كافية وملزمة لهذه الشركات لتحسين الخدمة.