السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تفاصيل شائكة لقضية «كبرى» زوجى خائن وأنا من الهند.. وزوجتى خانتنى.. وسامحتها!

عندما نقع فى الحب.. ويخطف قلوبنا هذا الإحساس الغامض، يدخلنا فى دوامة من الوعود والآمال والأحلام، نسقط فى قاع الحب، نعم قاع سحيق عميق، يبتلعنا بداخله مسلوبى الإرادة، وإلا لماذا عندما نحب نقول:.. وقعنا فى الحب حتى بالإنجليزية: fall in love.



لأننا ندخل فى الحب وكأننا دخلنا فى غيبوبة، يأخذنا الحماس وتأسرنا البدايات، فنعد بالوفاء والموت لو افترقنا والقتل لو تضرر الحبيب والصعود للقمر وإحضار لبن العصفورة مع العلم أن العصفورة لا تخرج أى ألبان! ومع ذلك نعد بذلك.

 

البدايات القاتلة.. تجعلنا عنتر، شمشون وقيس وروميو. والحقيقة أن نهاية كل واحد منهم مأساة لو ركزنا.

عنتر قتل وعبلة بكت شوية وعاشت حياتها، شمشون داليدا كشفت عن سر قوته وجعلته يحلق شعره وساعدت فى كمين له وخانته، قيس يا عينى فقد عقله وليلى تزوجت ورد ابن عمها، روميو انتحر وجولييت أيضًا.

فكرة أن القلب يحب مرة ما يحبش مرتين نظرية مع كامل احترامى عبثية، هناك من يحب كل خميس وجمعة، بعد الحب تأتى الخيانة، لا محالة.

لا ترفعوا رايات الشرف وكفوا عن نظرة الاشمئزاز، فالخيانة أنواع كثيرة لا تعد ولا تحصى.

أحببتك ثم أعجبت بآخر.. خيانة تحدثت معه.. خيانة. ذهبت معه لشرب القهوة فى مكان عام.. خيانة. أقمت معه علاقة كاملة.. خيانة.

وأيضًا لو ذمت فيك من وراء ظهرك.. خيانة، أندم على زواجى منك، خيانة حتى لو بينى وبين نفسى.

نظرت لأولادى وقلت: « كنتى فين يا لأة لما قلنا آه» خيانة، نظرت لأولادى وقلت: «أنتم الميزة الوحيدة فى الزواج» خيانة، إيه رأيكم بقى؟!

لا أقول هذا لتصعيب الأمر، بل على العكس، أقول فى نهاية الأمر أننا كلنا خائنون، رجلاً، امرأة، كلنا تخبو بداخلنا شعلة البدايات، وكلنا نخطئ.

إذن كلنا يجب أن نسامح لا تكبروا الأمر « it is not a big deal».

الأمر كله سيحسم ببساطة عندما نعترف أننا بشر مجرد بشر من طين لا نملك أجنحة الملائكة ولا صفات لأنبياء الذين بالمناسبة يخطئون أيضًا.

عاملة هندية

أعرف نماذج أدركت ذلك تكمل حياتها الآن فى سعادة تامة، زوجة يخونها زوجها، لم تقل له أصلاً أنها تعلم إلى أن جاء يوم وانكشف الأمر وعرف الجميع واضطرت للمواجهة.

غضبت وتركت البيت وتركت الأولاد، حتى يستوعب أنه فيما هو خارج يخون ويلهو.. بينما هى تحافظ عليه وعلى أولاده.

وقالت له: «هل تتصور أنك وحدك المعرض للمغريات؟، ألا تظن أننى يمكن أن يعجب بى أحدهم، أو أعجب أنا بأحدهم، أحب مرة أخرى وأترك نفسى للهوى يأخذنى بعيدًا عنك وعن حياتنا وأولادنا؟

هل أنا ملاك وأنت شيطان؟ لكن الفرق أننى أبتعد.. أتذكرك وأتذكر مسئولياتى.. فأركض مبتعدة.

 «ولأنها تعلم أنها ليست ملاكًا ولا هو اكتفت باعتذاره ووعده بألا يسقط مرة أخرى».

وعادت وأكملت حياتها، بقليل من الألم، وجرح صعب الالتئام، لكنها تراهن على الأيام.

وهناك أخرى عانت من نفس الخيانة ونفس السقوط وقررت المواجهة ووعد ولاتزال تحاول الاستمرار، لكن مشكلتها فى الثقة، الثقة التى خانها معها، فأصبحت تفتش هاتفه يوميًا وجيوبه، تدقق فى ملابسه، يصل الأمر لوضع برامج تتبع وتجسس على كل وسائل التواصل الخاصة به.

ذهبت لطبيب نفسى ليساعدها على الاستمرار، وكل هذا لأنها حقًا تحبه.. فأصرت على مسامحته رغم اعتراض أهلها وحتى ابنتها التى تبلغ من العمر 15 عامًا ورأت كيف كسر والدتها الموقف، قالت لها: اتركيه.. فردت عليها: «لن أستطيع ترك عمرى خلفى بهذه البساطة»، أكملت وهى تعانى.

هذه السيدة ستحسدها كل امرأة متزوجة على هدوئها وطول بالها، فهو يخونها كما تقول من أول أسبوع زواج، عاكس صديقتها، وأخبرتها، ردت عليها.. «مش قصده، بيهزر» وهى ترى أن الكل خائن، بطريقة أو بأخرى، كما أنها تؤمن إيمانًا شديدًا بأنها لو تركته وتزوجت غيره قطعًا سيكون مثله، فكلنا نختار نفس الأشخاص بنفس الذوق والدماغ.

سامحت زوجتى

أما الرجال الذين نجزم فى مجتمعنا أنهم لا يسامحون فى الخيانة حتى ولو كانوا هم خونة، ولدينا نماذج حقيقية من لحم ودم وكثيرة.

فهذا الرجل الذى أحب وأفنى حياته من أجل حب حياته فوجئ بعد 7 سنوات أن زوجته تطلب الطلاق، ودون إبداء أسباب، مع أنه رجل نموذجى، يحب ويعافر ويجتهد لتوفير حياة كريمة، لكنه فى زخم الحياة لم يحافظ على الشعلة بينهما فانطفأت، وأضيئت شعلة أخرى فى مكان آخر مع رجل آخر ولم تقاوم، اعترفت له وطلقها.

وبعد سنتين عادت له، ودموع الندم تملأ عينيها فأخذها فى أحضانه وانتهى الأمر، وعندما سألته: كيف استطعت، قال: «الحب» هى سقطت فى هوة الملل وأخطأت وأنا سامحت لأننى أثق أن ما بيننا أكبر من أى هفوة.

وآخر عرف وسامح ويقاوم شكه كل يوم، الغيرة زادت وهى تحملها له زادًا، فهى تقدر مشاعره، تقدر وجعه، ويكملان محاولين نسيان ما حدث، ليس بسبب وجود أولاد بينهما، ولكنه السقوط فى الحب، الحب يجعلنا نسامح ويسمينا البعض أغبياء.. من يقول هذا اسأله «حبيت»؟ أو راقبه كيف يعامل حبيبه، ستجد مفهومه عن الحب مختلطًا بأفكار بعيدة عن الحب مثل: التملك، السيطرة، الرجولة! 

أما العلم فيحلل هذا كما تقول الدكتورة منى رضا استشارى الطب النفسى: إن الذى يسامح سواء رجلاً أو امرأة فالأسباب واحدة، إما الحب أو العشرة، الأولاد.

قالت: فى البداية نحن لا نبرر للخيانة ونرفضها، لكن إذا حدثت هناك الكثير من الأسباب للتسامح، إما أن الرجل أدرك خطأه الذى جعلها تخون مثل الإهمال، أنه أهمل فى حقها بصورة أو بأخرى، وممكن يكون التسامح العقل وتفضيل رأب الصدع، وممكن تكون لأسباب عاطفية، ولم يعبر عن المشاعر بشكل صحيح وقرر أن يتغير ويصلح ما حدث، وهذه هى الأوضاع عندما يكون الأشخاص طبيعيين.

لكن التسامح أحيانًا تتنوع أسبابه، مثل أن يكون شخصية اعتمادية.. معتمد على الزوجة فهو لا يستطيع ترك العمود الذى يعتمد عليه فيضطر لتقديم تنازلات، والشخصية الوسواسية، وهذه الشخصيات ترى أن هذا هو نمط الحياة ولا يمكن تغييره، حتى لو حدث عطب، لكن لا يتصور حياته دون زوجته وأولاده، فيعدى الخيانة حفاظًا على نمط الحياة الذى تعود عليه.

وهناك الاعتمادى، معتمد ماديًا على الزوجة وبذلك لو خسرها سيخسر دخله فيتمسك ويسامح.

وهناك أصعبهم الشخصية السيكوباتية، الذى يمثل أنه سامح، ولكنه يخطط للانتقام، لكن من يسامح من قلبه هم من ينظرون للأمر بموضوعية ورزانة وحكمة وهم نسبة ضئيلة جدًا.

أما عن كيفية مواجهة المجتمع بقبول التسامح مع الخيانة واتهام البعض للمسامح بالضعيف فقالت: غالبًا لا يعرف من حولهم بالأمر، ولكن يكونون متوقعين والعائلة دائمًا ضد فكرة الطلاق، فيساعدون على الاستمرار. 

وتضيف أن الأنسب للطرفين هو التصرف الصحيح، فمن قرر السماح يجب أن يسامح نفسه أولًا، فمن خان يسامح نفسه على ما فعله والطرف الآخر يسامح من القلب وينسى ويعيش بشكل طبيعى، ويكون كل طرف مدركًا أنه أخطأ وتسبب فى تلك السقطة أو الخيانة لتكون الحياة أكثر صحية واستقرارًا.