السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وصفة غير سحرية للتعامل مع الزوج الخائن!

 إن كنتِ تخشين أن يقع زوجك فى المحظور وتتعرضى للخيانة، أو كنت بالفعل قد تعرضتِ لموقف خيانة فلا يسعنى سوى أن أقول لك أنتم السابقون ونحن بكم لاحقون. 



لا أعمم أو أجزم ولكن القليل؛ بل القيل جدًَا هم أزواج لم ينفلت عيارهم الأمنى وينقادوا وفقًا لنزواتهم وشهواتهم وعصموا أنفسهم من الوقوع فى بئر الخيانة،  فيما عدا ذلك  الأغلبية العظمى من الأزواج وقعت أرجلهم فى فخ الخيانة ولم يسمِّ عليهم أحدٌ.

 

الفرق  أن هناك أزواجًا يتم كشف أمرهم وآخرين أكثر حيطة لم يكتشفوا حتى الآن.

كل ما أود قوله  إن هذا الموضوع يهم السيدات كافة، وهو كيف تتعاملين مع زوجك الخائن؟ 

لا أملك وصفة سحرية، ولن أجعلك عرضة لأعمال الدجل والشعوذة حتى  تربطى زوجك الحيلة أبَد الأبدَين فى محرابك! لأن كل ذلك خرافات فلا أعمال السيدة خديجة المغربية تنفع  ولا أعمال عم بهلول تشفع!

كله خرافة ولكن العمل فى يدك أنتِ، لا أعنى بذلك أن التقصير منك وأعلم أن هناك العديد من الأزواج لو قدت أصابعك العشرة شمعًا وقمتِ باستلاف أصابع الجيران لتوقديها له لن يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب ولن يملى  عينه حرفيّا سوى التراب، ولكنْ هناك أزواج يخونون رغم حبهم لزوجاتهم!

هل يجتمع الحب والخيانة ؟ إن أغلب السيدات إن لم يكن جميعهن يسقطن الحب  من قلب الزوج الخائن مرددات  «لو كان بيحبنى مكنش خان»، لكن هناك رجال تحب حقا وتخون، ليست فراغة عين وإنما لافتقادهم اهتمام معين أو شىء معين فى الحياة الزوجية!

 بالطبع أرى ملامح كل القارئات الآن وسؤالًا يعتلى جبينهن قائلات: «هل هذا مبرر للخيانة؟ هل لأن الزوج ينقصه شىء فى حياته الزوجية يكون رد فعله الخيانة؟ نحن أيضًا ينقصنا العديد  فهل لنا الحق أن نصبح خائنات مثلهم؟».

والعديد من الأسئلة التى أعلم أنكن تهاجمننى بها، ولهذا أوضح أننى لا أبرر خيانة الرجل مطلقًا!  ولكن أفكر معكن بتفكيرهم الذكورى البحت، فالرجال عندما ينقصهم شىء لا يحاولون إصلاحه والأسهل لهم أن يبحثوا عن ما ينقصهم فى مكان آخر. وأبسط مثال  لهذا نحن السيدات إذا انقطعت حقيبتنا أول ما يبدر فى ذهننا  إصلاح الحقيبة أمّا الرجل إذا انقطعت حقيبته فلا يبحث عن إصلاحها وإنما يبحث عن محل لشراء أخرى.

 مع كامل اعتذارى لهذا التشبيه المجازى  فهناك فرق كبير لأننا لسنا سلعًا وإنما بشر من لحم ودم ومشاعر ولكن هو فقط توضيح مبسط لماهية تفكير الرجل!

 هنا نحاول سويّا يا سيدات أن نتعرف على عقول الرجال من حيث منطق الخيانة بعيدين كل البُعد عن الرجل الذى يخون كل ثلاثاء وأربعاء، لأننا قلنا أن لا حل له!، ولكن ماذا إذا اكتشفتِ أن زوجك حبيبك خائن؟ بالطبع تختلف الخيانة ما بين زواج ثانٍ أو مجرد معرفة «طيارى» فى الحالتين كيف ستتصرفين؟ وما الذى عليك فعله لتدارك الأمر؟ 

 من خلال حديثنا مع دكتور «سيرين شوقى» استشارى الأمراض النفسية وأخصائية العلاقات الأسرية، تمكنا من استخلاص بعض النقاط لكيفية التعامل، قالت: عند اكتشافك لخيانة زوجك لا قدر الله، لا تواجهيه مطلقًا قبل أن تسألى نفسك عدة أسئلة، أولها: هل ستتخذين قرارًا حاسمًا؟ أعنى أن المواجهة إذا حدثت لا بُد أن تكونى على قدرها والقرار الذى عليك  اتخاذه حينها هو الطلاق. 

 فهل أنتِ مستعدة للطلاق وتحمُّل مسئوليتك ومسئولية أطفالك إن وجد  بمفردك؟ 

 ثانيا:  هل انتهى الحب من قلبك ولن تقوى على مسامحته بينك وبين نفسك؟

ترى دكتور «شيرين شوقى» أن الزوجة عندما تواجه زوجها بمعرفتها لخيانته تفقد حاجز خوف الزوج وتفقده رهبة معرفتها فيصبح الأمر عاديّا، فالزوج يحاول بكل الطرُق إخفاءَ ما يفعل خوفًا على مشاعرها وخوفًا من أى قرارات ستتخذها وستؤدى إلى أن يخسرها ويفقد أسرته.

تضيف الدكتورة شيرين: فمواجهتك  سيجعل الأمرَ فى يدك، فأنت الآن على علم فإمّا عليكِ تقبُّل الوضع كما هو، ويعتاد أنك تسامحين وتبقين على الاستقرار الأسرى، وإمّا أن تطلبين الطلاق، والقراران أرى بهما صعوبة. 

 تضيف: فمن الأفضل أن تتحمّلى الصدمة بدلًا من أن تجعلى الخيارات فى يديك بين ما هو مُر وأمَرّ، فمرارة صدمتك بخيانة زوجك أقل حدة من أنك تكسرين هيبتك وخوفه من معرفتك، وأقل ضررًا من  الطلاق.

أمّا إذا كانت حياتكما الزوجية فى الأساس مجرد أشخاص يعيشون سويّا فى نفس  المنزل ولكنهم منفصلين؛ هنا فقط أنصحك بكشف المستور عن ما تعلمينه». 

تقول د. «شيرين»: كزوجة لا بُد من التعامل بذكاء وحاولى جذبه من جديد أو إصلاح الأمر من دون أن تشعريه بعلمك، راجعى نفسك فجميعنا نخطأ ونقصّر أحيانًا ونولى أبناءنا كل الاهتمام وننسى حياتنا العاطفية والزوجية، حاولى استرجاع  علاقتكما بأشكال مختلفة وإذا  ظل وضعه كما هو عالقًا فى علاقة أخرى بالزواج  أو الحب، عليكِ أن تقررى بين الاستمرار معه دون إعلامه بمعرفتك والتضحية من أجل الأبناء، أو الطلاق. 

 وبين القرارين لا تنسى أن لنفسك عليك حقّا أيضًا فلا تحمّلى نفسَك ما لا تستطيعين تحمُّله، فإذا كان تواجدك معه وأنتِ على علم بخيانته يدمرك نفسيّا ابتعدى على الفور!