الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 بكرة أحلى!

 بكرة أحلى!

الهلع فى قلوب الناس.. والأوهام والقلق والمخاوف حاصرتهم..فى وقت وصل فيه عدد المصابين حول العالم 100 مليون إنسان فى أطول رحلة عذاب منذ زمن الحروب، من فيروس مجهول اقتحم حياة الناس وسرق فرحتهم وأمانهم وبهجتهم.



لكل منا أسلوب حياة مختلف، وفكر منطقى يواجه به الظروف والتحديات، بعض البشر يتراقصون على أنغام الجراح، والبعض اكتسب سلوك التفاؤل إيمانًا بأن الطاقة الإيجابية هى جوهر العطاء وأكبر مناعة للإنسان فى مقاومة أى وباء. ولو التفتنا حولنا، لوجدنا الكثير مما يدعو للتفاؤل، فرغم الشبح الجائح المتسبب فى انعزال الناس عن بعضهم، فإن المجتمعات كانت تتوحد فى مواجهة الأزمة، ونجحت المعاملة الطيبة وحالة التضامن فى رفع الروح المعنوية بين المجتمعات فى أنحاء العالم. الطفل المصرى ميسرة محمود 15 عامًا كرمته النمسا بجائزة شخصية العام فى البلاد لمساعدته المرضى المسنين وتلبية احتياجاتهم فى مدينة فيينا النمساوية، ورُفِعت القُبّعة لوالديه على هذه التربية الحسنى. يدعو للتفاؤل أيضًا الموقف البطولى للمواطن المصرى على سيد صديق الذى كاد يضحى بحياته لإخماد حريق كبير شب بأحد المبانى فى ميلانو بايطاليا، وساهم فى إنقاذ عدد من الأرواح من موت محقق.

الأزمة دفعت نحو استغلال الرقمنة بشكل أفضل، كما بات ممكنًا استشارة الطبيب عبر الإنترنت، كما أن العلماء يراهنون نتيجة للجائحة على حدوث طفرة فى تقنيات الآلات والمعدات الطبية الرقمية، مما يدعو للتفاؤل بالغد.

ومما يدعو للتفاؤل أيضًا اختيار ابنة بنى سويف إلهام فضالى التى تنهى رسالة الدكتوراه بجامعة إندهفون بهولندا كأفضل باحثة فيزياء على مستوى العالم عام  2020. 

التفاؤل دفع الجدة المعمرة «آمنى هوكينز» التى تعيش فى مقاطعة ويلز بإنجلترا مع أربعة أجيال من عائلتها أن تحتفل بعيد ميلادها العاشر بعد المائة، فقامت بغناء أغنية تعود إلى أيام الحرب العالمية الأولى، وأثناء أدائها أغنية «طريق طويل لتيبيراري»، تم تصوير الجدة ونشر الفيديو الذى صُور بتطبيق تيك توك ليشهد إقبالًا ومشاهدة كبيرين، فتحولت الجدة «آمنى» إلى نجمة وسائل التواصل الاجتماعي وحققت 30 ألف مشاهدة.

التفاؤل دفع فريق Flaming Lips أن يجد مخرجًا لتقديم عرضين موسيقيين فى أوكلاهوما، ولحماية معجبيهم وأنفسهم من بعضهم البعض، وانطلاقًا من قاعدة التباعد الاجتماعى، تم وضع الجميع داخل فقاعات قابلة للنفخ وتسمى «فقاعات الفضاء» وذلك لجعل الحفل الموسيقى «أكثر أمانًا من الذهاب إلى متجر البقالة» على حد تعبير «واين كوين» ممثل الفرقة، كل فقاعة تحمل ما يصل إلى ثلاثة أشخاص ويمكن لكل عرض أن يستوعب 100 فقاعة. 

لو نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود لرأيت الجمال شائعًا فى كل ذراته. التفاؤل فن تصنعه النفوس الواثقة بأن الله بيده المعادلات كلها وبيده موازين القوى. كم هو جميل بأن نُحسن الظن بالله تعالى وأن نؤمن بأن كل ما يحدث لنا هو الخير.

كم هو جميل أن نبتسم ولو فى أحلك ظروفنا.. أن نتفاءل ونتطلع إلى غد أجمل.