الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فتاة المولوية.. ورقصة الدوائر

أول رقصة مولوية لأفنان من عرض مسرحية قواعد العشق
أول رقصة مولوية لأفنان من عرض مسرحية قواعد العشق

بثوبها الأبيض وعِمامتها الضخمة تدور وتدور، تمزج الموسيقى حولها فى دوائر.. صوفى كنت أَم لست مقتنعا بالفكرة ستمس قلبك وأنت ترى أمامك فتاة عشرينية ترقص فى دائرة مغلقة وروح تهيم وسط الأصوات الشجية فى دوائر تتسع وتتسع حتى تحيطك بها. 



 أفنان شاهر خريجة كلية الحقوق، تعمل فى مجال التسويق والدعاية؛ لكن لأفنان وجها آخر تظهر به على مسرح كلية الحقوق بجامعة عين شمس فى ظاهرة لم نعرفها فى مصر عن فتاة ترقص المولوية، وتقول «أفنان»: شغفى الأصيل هو المسرح ورقص المولوية الذى أفنى وقتى وجهدى فيه بدون مقابل.

لكن كيف أصبحت راقصة مولوية، وهو مجال لا نصادف فيه الإناث إلا نادرًا، قالت «إن الموضوع جاء بالمصادفة، عندما كنت أشارك بالأعمال على مسرح الجامعة لسنوات، صادف أن بدأنا العمل على رواية قواعد العشق الأربعون وقام المخرج محمد فؤاد بإسناد  دور شخصية «ورد الصحراء» الفتاة المرغمة على الدعارة حتى قابلت شمس التبريزى الصوفى الشهير الذى استمر فى زيارتها متخفيًا حتى ساعدها على الخروج من عالم الخطيئة والهرب، وأصبحت ورد تلميذته وتعلمت منه رقص المولوية».

 

تؤدى المولوية مع فريق مشروع روح
تؤدى المولوية مع فريق مشروع روح

 

وتابعت «أفنان» كان من أهم جوانب الشخصية أن تجيد رقص المولوية، التى تدعو للحب والسلام، أهم مشاهد الدور هو رقصتها بعد التوبة، وبالفعل تعلمت الرقصة على يد أستاذ سامى السويسى وأديتها كجزء من دورى فى الرواية، ومن هنا بدأت قصتى.

لا ترى أفنان رقص المولوية مهنة، وأكدت على أن الصوفية وكل سماتها وتعاليمها لا يمكن بحال اعتبارها عملاً, وقالت: أؤدى الرقصة منذ 2017 حتى اليوم وأرقص فى الحفلات دون أجر؛ بسبب إيمانى بروحانيات الرقصة. وتضيف مجهود تلك الرقصة فوق احتمال البشر، لا بد أن يحبه المؤدى وإلا لن يستطيع القيام به».

لم تتعلم أفنان المولوية بين ليلة وضحاها، قضت شهورًا فى التدريب حتى تتخطى الدوخة التى يسببها الرقص

قالت: فى البداية كنا نشعر بالدوخة والإعياء وتقيأت أكثر من مرة، حتى إننى كنت أهرب من البروفات أحيانًا، فى أوقات أخرى كنت أسقط بلا حراك؛ التركيز على التوازن يحتم علينا مراقبة كل عضلة فى الجسم مع حركات اليد والرأس والوسط، لكن من يحب الرقصة يتحامل على نفسه ويكمل، كان أستاذى سامى السويسى يخبرنا أنه كلما صرخ جسدك وقال لا أستطيع المواصلة اصرخ فيه بأنك تستطيع.

رد فعل المشاهد هو الهدف من أى عمل فنى مسرحى أو راقص، عندما سألناها عن ردود أفعال جمهورها وما تلمسه منهم قالت أفنان: فى مجال التمثيل يقال إن التصفيق كالفودكا، وهى جملة حقيقية جدًا، لكن الفودكا لها طعم مختلف فى المولوية؛ دائمًا ما أشعر أن المشاهد يرى نفسه يقف مكانى، يؤدى نفس الطقوس، وهنا يصل له الإحساس وهو ما ألمسه دائما أثناء الحديث مع الجمهور بعد العرض.

وقالت: عائلتى رحبت بالفكرة، حتى إن فكرة التمثيل كانت أصعب فى تقبلها بالنسبة لتقبلهم المولوية؛ وهو من أكبر الحوافز التى تدفعنى للمواصلة.

المسرح له طابعه الخاص، يحمل معه العديد من المواقف السارة والحزينة على حد سواء للمؤدى، وتخبرنا أفنان عن بعض المواقف التى تذكرها «عندما أرقص أنفصل عن العالم، لا أدور سوى بإحساسى وتركيزى مع الله، وأصوات التواشيح فى أذنى وهى الحالة الخاصة التى لا يخرجنى منها إلا النشاز.. وتقول: فى إحدى الحفلات شعرت بالنشاز فى صوت المغنى وهو ما دفعنى للتوقف وترك المسرح فجأة.