السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نصيحة لقمان الحكيم لهانى مهنى

يبدو أننا أمام حلمى بكر جديد، أى شخصية فنية مرموقة تترك الكلام فى الفن والإبداع وتمتنع عن نصيحة الأجيال الجديدة وتسلم نفسها بمحض إرادتها لصنارة العناوين الساخنة المثيرة للجدل، اللافت أن حلمى بكر الجديد هو موسيقار أيضًا، وكأن الألحان غادرته فلم يعد يستمع إلا لنفسه، إنه هانى مهنى، الاسم الكبير والمهم فى الموسيقى المصرية، والذى بات ظهوره على الشاشات مرتبطًا فى الأسابيع الأخيرة بحكايات شخصية وتصريحات «نشاز» تسبب صداعًا واستياءً لمن يسمعها، فكيف الحال بمن تطالهم كلماته التى يقولها دائمًا ببرود أعصاب يحتاج إلى تفسير.



للإنصاف، حلمى بكر يخرج عن النوتة الموسيقية كثيرًا، لكنه يظل متمسكًا بالكلام فى الموسيقى وحسب، غير أنه صنع شهرة العشرات من المطربين خصوصًا مؤدى المهرجانات بالهجوم المستمر عليهم ولم يسلم من لسانه إلا القليل، أما مهنى فبدأ كذلك بتبرُّؤه الخالى من اللياقة من دعوة بعض مطربى المهرجانات لزفاف ابنته على زوجها أحمد خالد صالح، ثم قرر تقييم عمرو دياب وحمو بيكا فى حوار تليفزيونى واحد، لكن الطامة الكبرى وقعت عندما خرج فى حوار إذاعى وتحدث عن ذكرياته فى السجن مع أسماء كبيرة بتفاصيل دفعت البعض للظن بأن انفلاته متعمد لاستفزاز فئات معينة، يومها أدركت أن العكس هو الصحيح، الموضوع كان عشوائيًا بدرجة كبيرة والدليل أنه لم تصدر أى توضيحات أو تصريحات لفض الالتباس، والدليل الآخر أن مهنى لم يتعلم من تلك الأزمة التى لم يمض عليها أقل من شهر ولم يستمع إلى نصيحة لقمان الحكيم لابنه التى تنطبق عليه بشدة: «يا بنى إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر أنت بحسن صمتك»، هذا على اعتبار أن مهنى يظن أن ما يتكلم به من حسن القول.

لم يتعلم أبو هنادى وإلا ما تكلم هكذا عن فنانة كبيرة يحترمها الملايين هى سميرة سعيد، حكى قصة انفصالهما فى حوار لموقع إلكترونى، وأهان فى الطريق فنانة كبيرة أخرى هى نادية مصطفى، وتكلم وكأنه يدردش مع صديق فى جلسة «ساونا» وليس أمام الملايين الذين انحازوا لسميرة، ليس حبًا فيها كمطربة، وإنما لأنهم لم يسمعوها يومًا تسىء لأحد ولا حتى لهانى مهنى الذى لو صدقت حكاياته خصوصًا طريقة انفصاله عنها فكان الأحرى بها أن تخرج لتهاجمه و«تركب الترند» مبكرًا، لكنها لم تفعل، على مدار أكثر من ربع قرن من الانفصال لم تتكلم، ثم يأتى هانى مهنى فى زمن السوشيال ميديا، حيث تنتشر الإساءة قبل أن يقف دوران الكاميرا ويسىء لزوجته السابقة ويتكلم وكأنها حكاية قبل النوم لطفل صغير، وكأن تلك الحكاية لن تؤذى أحدًا، إنه حتى لا يقول لماذا فعل ذلك أو لماذا يرويه الآن، هو فقط يفتح أرشيفه وكأنه يعوض سنين طويلة غابت عنه الأضواء فيها، سنين التزمت فيها سميرة سعيد بالصمت، ربما لأنها أدركت مبكرًا أن علاقتها به «حب ميئوس منه».