الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

د. محمد مجاهد نائب وزير التعليم: تجـــربة الــ «أون لايـن» ناجحـة.. وإلغـاء التعليــم الفنــى شـائعــات

قفزة هائلة حققها التعليم الفنى فى مصر السنوات الأخيرة، وهو ما يرجع إلى الخطة الواضحة التى وضعتها الدولة لربط التعليم الفنى بسوق العمل.



وسجلت مصر تقدمًا ملحوظا فى مؤشر المعرفة العالمى، نتيجة التوسع فى عمليات إنشاء شبكة من المدارس والكليات الفنية والتكنولوجية، وتطوير المناهج وتدريب وتأهيل الطلبة واستحداث تخصصات وفقًا لمعايير الجودة العالمية، التى تتناسب مع احتياجات سوق العمل داخليّا وخارجيّا.

هذا ما أكده الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى خلال حوار «صباح الخير».

 

  •  ما الجديد فى طرُق التقويم وتدريب الطلاب والصورة الذهنية عن التعليم الفنى؟

- يُعَد التحوّل للمناهج المبنية على المهنية من أهم التطورات؛ حيث التركيز على اكتساب الطالب للمهارات والمعارف، والتقويم بعد التدريب عليها، وعَقد امتحان نهائى مجمع قبل التخرج بواسطة جهة مستقلة وبمشاركة ممثلين للصناعة المختصة، وسيكون بديلا للامتحانات العملية ويحصل الطالب على شهادتين (الدبلوم والجدارات). وأنجزنا تعديل 50 منهجًا خلال العام الماضى، ويتم تطبيقها حاليًا فى 105 مدارس، وسوف يتم تحويل كل المناهج فى سبتمبر 2022، وتنفيذ المناهج المطورة فى المدارس عام 2024. 

لذلك فإن التصنيف العالمى لمصر للتعليم الفنى شهد طفرة وأصبح يوفر بيئة عمل خلال الدراسة وبعدها.

  •  ما تقييمكم لتجربة التعليم الفنى أون لاين؟

- هى تجربة ناجحة، وقد مكنتنا من بدء العام الدراسى بنجاح، والتدريب العملى للطالب والنقاش مع معلميه عن دروس المحطات التليفزيونية والوسائل الإلكترونية.

  •  أشكال التعاون مع الدول الصناعية العظمى لإنشاء مدارس فنية متطورة فى مصر تجربة جديدة وواعدة وحققت نتائج جديدة.. ماذا عن آخر تطوراتها؟!

 - وقّعت مصر وإيطاليا اتفاقية للتوسع فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتعزيز مهارات المعلمين بقيمة 40.8 مليون جنيه، وأنشأت الصين مقرّين؛ فى المدرسة الفنية لتكنولوجيا الصيانة بمدينة نصر، وكلية الهندسة جامعة عين شمس، وتم افتتاح الورشتين، وستستخدم المعدات التى أهدتها الصين لتدريب الطلاب، وتم تدريب المعلمين على المناهج المستخدمة، ومن المُخطط إنشاء 27 مركزًا بالتعاون مع ألمانيا، منها ثلاثة خلال الأعوام المقبلة فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة وكفاءة استخدام الطاقة؛ فى محافظتى البحر الأحمر وأسوان وإحدى محافظات الدلتا ومازال هناك المزيد.

•  ما هى بالتحديد ملامح خطة تدريب الطلبة وتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل؟

- بخلاف التحول إلى مناهج «الجدارات»، هناك أيضًا برامج التدريب المهارى للطالب بالمنشآت الإنتاجية والشركات لاكتسابه المهارات المطلوبة لفرصة العمل المناسبة، كما يتم التدريب حاليًا بوحدات الانتقال لسوق العمل داخل المدارس والمديريات، وتقديم برامج التوجيه والإرشاد المهنى وخدمات التدريب والتوظيف، وكذلك الاستغناء عن مهن لا تحتاجها السوق واستحداث أخرى تحتاجها؛ وبناء شراكات مع أصحاب الأعمال لإنشاء مدارس تكنولوجيا تطبيقية، والمتابعة الدقيقة لأدائها؛ لضمان تحقيق متطلبات الاعتماد الدولى للبرامج والخريجين.

  •  كيف يتم التأكد من اكتساب الخريج للمهارات والمعارف المؤهلة لسوق العمل؟

- يتم هذا من خلال أساليب التعليم والتقييم المستمر فى «الجدارات»، والطالب الذى يحقق معايير الأداء المُحددة يتم نقله إلى السنة التالية، وخلاف ذلك تتم إعادة تدريبه، ويخضع لامتحان تجميعى نهائى أمام لجنة معظم أعضائها من خارج مدرسته لتقييمه وتحديد امكانياته وتوجيهه لسوق العمل الـمناسب.

  •  هل تمت زيادة الميزانية المخصصة للتدريب وتجهيز ورش بالمدارس وتطويرها وترميم المبانى؟

- يتزايد التمويل عامًا بعد عام، ولكن التحول إلى التعليم الفنى الجديد وزيادة عدد المدارس وخفض كثافات الفصول وتوفير خامات التدريب بكميات كافية، والتركيز على التدريب المهارى، وتحديث معدات الورش والمعامل يستلزم تخصيص ميزانيات أكبر يتم العمل على توفيرها.

  •  لاحظنا وجود تخصصات جديدة تم فتحها وأخرى دقيقة تم إلغاؤها، فما أبرزها؟

- تم استحداث تخصصات تخدم تطورات سوق العمل؛ مثل الطاقة المتجددة واللوجستيات والتحكم الصناعى والميكاترونكس؛ فى القطاع الصناعى، والزراعة الحيوية وإنتاج التمور والزراعة المطرية والبيئية؛ فيتم تنفيذ برامج الزراعة المطرية فى المدن الساحلية؛ مثل مرسَى مطروح والزراعة البيئية فى شبه جزيرة سيناء، وقد تم إلغاء تخصصات؛ مثل مهنة الأجهزة الدقيقة؛ وتم استبدالها بتخصص التحكم الصناعى، وإلغاء تخصصات أخرى ارتبطت بوظائف أصبحت غير متواجدة.

  •  ما الذى تحقق فى خطة تأهيل المعلمين وأهم بنودها مستقبلًا؟

- إضافة إلى دور الأكاديمية المهنية للمعلمين، هناك تدريبات أخرى؛ منها إعداد  مطورى المناهج؛ فتم تدريب 570 معلمًا لذلك، وتأهيل واعتماد 400 منهم، وتدريب 3600 معلم وموجّه على التدريس وفقًا لمنهجية الجدارات، و600 للعمل كمحققين، و116 ألفًا على استخدام منصة «إدمودو»، وتدريب 2000 على إعداد الدروس التفاعلية، و120 على التصوير الاحترافى والمونتاج، وتم إنتاج 4000 فيديو تعليمى. وتلك الأعداد تخص التطبيق فى 105 مدارس، وزيادة أعدادها إلى 400 خلال العام المقبل سيستلزم التوسع فى التدريب بأكاديمية معلمى التعليم الفنى التى ستنشئها الوزارة قريبًا.. والمخطط بناء قدرات 25000 معلم.

  •  ما اختصاصات وأدوار هيئة اعتماد جودة برامج التعليم الفنى؟

- الهيئة جهة محايدة تحدد مدى تناسب مستوى التجارب القائمة مع ما تطبقه الدول المتقدمة، وسيتم طرح قانون إنشائها للمناقشة بالبرلمان.

وهى تهدف إلى تصميم معايير الجودة لأنواع التعليم الفنى والتكنولوجى، وستقوم بمراجعة واعتماد البرامج التعليمية المبنية وفقًا لـ «الجدارات»، وكذلك أعضاء هيئة التدريس والمقيمين والمحققين، وستكون هى المنوطة باعتماد المقيمين من رجال الصناعة؛ والذين سيشاركون فى تقييم الخريجين.

  • مدرسة «الضبعة للتكنولوجيا النووية» لها طبيعة خاصة، فما أهم ملامح الالتحاق والدراسة بها؟

- الضبعة مدرسة فنية متقدمة تهدف إلى تخريج فنيين لتشغيل وصيانة المفاعلات النووية، وبدأت الدراسة بها عام 2017، وتقبل المتفوقين فى الإعدادية؛ بعد اختبار المهارات الأساسية والرياضية والنفسية والصحية والمقابلة الشخصية، وقبلت 75 طالبًا سنويّا، ثم 60 من بين 3700 متقدم، تبعًا لطلب هيئة المحطات النووية المالكة للمحطة وستقوم على تشغيلها، والمدرسة بشكلها الحالى وطريقة الدراسة بها تحقق طفرة فى مجال التعليم الفنى، وتأهيل الكوادر فى هذا التخصص غاية الأهمية.

وقد بدأ تطوير الدراسة بالمدرسة باللغة الإنجليزية، ويقوم بالتدريس لطلاب السنوات النهائية أعضاء هيئة تدريس من هيئتى المحطات النووية والطاقة الذرية، ويتم أيضًا تقوية الطلاب فى التواصل بالروسية.

  •  ما أهم مواصفات الدراسة بمدارس التكنولوجية التطبيقية وعددها؟

هذه المدارس نموذج جديد للتعليم الفنى المطور، تمنح شهادة معتمدة دوليًا.

وقد تم إنشاء وحدة مستقلة لإدارتها وتشغيلها ويتم تصميم مناهجها على أساس آخر المستجدات العملية العلمية، والتقويم المستمر فيها، ويقدم المستثمر حوافز مالية مجزية للمعلمين المتميزين، ومكافأة مالية ورعاية اجتماعية مميزة للطلاب، مع إمكانية العمل بأجر كمتدربين صيفًا. والطالب المتميز له فرصة عمل دائمة بعد التخرج، وعددها 16 مدرسة حاليًا، والمتوقع أن تكون 100 عام 2030  وستشمل مجالات جديدة؛ منها التصنيع الغذائى، صيانة السيارات، تكنولوجيا الكهرباء، بناء السفن، وصناعة الرخام، وسيتخرج طلاب من ثلاث مدارس العام الحالى. 

 • وماذا عن الجامعات التكنولوجية؟

- الجامعات التكنولوجية هى أحد المشروعات القومية؛ وتم افتتاح ثلاث منها (القاهرة الجديدة، بنى سويف التكنولوجية، والدلتا التكنولوجية)، وتعمل بنظام الجدارات، 70% من طلابها خريجو التعليم الفنى، مما يشجع الطلاب لاستكمال دراستهم بالتعليم التكنولوجى، والمخطط أن تكون 27 جامعة عام 2030، وتمنح الدبلوم العالى، وبكالوريوس التكنولوجيا والماجستير المهنى والدكتوراة المهنية فى التكنولوجيا، وهى طفرة أخرى فى مجال التعليم الفنى.

  •  بعد كل هذا التطور ، كيف ترد على من يردد شائعات عن نية الدولة إلغاء التعليم الفنى؟!

- ليس هناك تفكير فى ذلك؛ وكل ما يقال فى هذا الكلام شائعات لا أساس لها من الصحة، خصوصًا أن المادة (20) من الدستور تنص على: «التزام الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواعه كافة، وفقًا لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل».