الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
البحث عن فضيحة !

البحث عن فضيحة !

عندما يكون المجتمع على درجة كبيرة من الوعى حول استخدام التقنية الحديثة، عندئذ بمقدورنا أن نتغلب على كل المهاترات وربما المصائب، علاوة على وجوب توظيف الضمير الإنسانى فى تعاملاتنا الحياتية. 



ماحدث مؤخرًا من حالة غضب سادت بين رواد مواقع التواصل بسبب الاحتفال بعيد ميلاد سيدات مسنات، لا نملك معه إلا أن نقول إتقوا الله فى الحرمات والتشهير بالناس. تسابقت القنوات التليفزيونية مع صفحات التواصل الاجتماعى لنشر الخبر بشكل مُبالغ فيه متنافسة مع صفحات التواصل الاجتماعى، مروجة لظاهرة الـ«باباراتزي». 

ظهرت كلمة باباراتزى (صيغة الجمع الإيطالية لكلمة «باباراتزو») لأول مرة فى فيلم «لا دولتشى فيتا» (الحياة الحلوة)  لفيلليني. وفى الفيلم ثمة شخصية مصور فضولى لجوج اسمه السنيور باباراتزو. ويقال إن فيللينى اختار هذا الاسم بالذات لتشابهه مع كلمة «باباتاسيو» الشائعة فى جزيرة صقلية وتعنى البعوضة اللجوج. وخلال عام واحد، أى عام 1961، دخلت كلمة «باباراتزي» قاموس اللغة الإنجليزية. ومن أشهر «الباباراتزي» فى العالم المصور الإيطالى تاتسيو سيكايرولي، الذى اشتهر فى أواخر عقد الخمسينيات من القرن الفائت، وبخاصة بعدما اشتبك بعراك مع الملك فاروق ملك مصر السابق، عندما كانت بصحبة الأخير فتاتان داخل مقهى «كافيه دو باري» 

فى العاصمة  الإيطالية روما عام 1958 وفى ظل محاولات كثيرة لتقييد حركة هؤلاء المصورين، فإن الأمر يتحول حاليًا إلى مستوى أكثر تعقيدًا، لا سيما مع ظهور «فصيل» جديد من الـ «باباراتزي» يسمح لأى شخص بالانضمام إليه، والشرط الوحيد هو أن يكون الشخص مزودًا بهاتف جوال ذى كاميرا أو آلة تصوير رقمية شخصية، بحيث يمكن التقاط أى صورة فى أى مكان أو أى وقت، إن لم يكن هناك مطبوعة تقبل نشرها، فإن باب الإنترنت مفتوح دومًا، وبالإضافة إلى المنتديات فهناك مواقع متخصصة فى نشر «مساهمات» المستخدمين مثل موقع «فليكر» الخاص بالصور الفوتوغرافية، و«يوتيوب» المتخصص بملفات الفيديو، وفى الواقع فإن أهمية هذا الفصيل تحديدًا باتت تزداد بشكل كبير مؤخرًا، وخصوصًا أنه يثبت بأنه فى كثير من الأحيان يكون أكثر قدرة على الوصول والتحرك من المصورين المحترفين، وبالنظر إلى أحداث عالمية بارزة حدثت نجد أن الفضل فى تصوير كان على أيدى «مواطنين صحافيين» حملت أجهزة جوّالة مزودة بكاميرات، وهو ما ينطبق على أول صور لكارثة «تسونامي» التى وقعت فى ديسمبر 2004 حيث أرسلها سياح إلى المؤسسات الإعلامية. 

ومن أبرز الدلائل على تنامى أهمية هذا النوع من التصوير، هو قيام صحف ومجلات وحتى قنوات تليفزيونية بالإعلان بشكل مستمر عن استعدادها لشراء أى صور يلتقطها أناس من العامة ويرون أن فيها قيمة.

واللوم يعود على أصحاب المؤسسات الإعلامية ووكالات الصور التى فتحت الباب أمام هذه الظاهرة، وقد لا يكون الضحايا هم من المشاهير.

هذا الفصيل لم يتوقف عند الحصول على السبق الإعلامى بل يستخدمه البعض للانتقام، والآخر ليُضحك الآخرين، وفى الحالتين من يفعل ذلك لا يملك الضمير .. وفى النهاية من يدفع الثمن؟