الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مذكرات مفقودة لنجيب محفوظ

فى اكتشاف جديد يكشف أسرارًا خفية فى حياة أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، يصدر قريبًا كتاب «الأعوام» ويحوى مخطوطات بيد الراحل، كتبها فى سن الثامنة عشرة من عمره.



يصدر «الأعوام» قريبًا للكاتب الصحفى بأخبار الأدب محمد شعير، ويحقق فيه مخطوطات لم تنشر من قبل، كان قد كتبها فى «كشكول» تكلم عنها نجيب محفوظ كثيرًا فيما سماه «كراسة الأعوام».

وكتب محفوظ سنوات عمره ما قبل الثامنة عشرة وتفاصيل حياته فى حى الجمالية قبل انتقال الأسرة للعباسية، وسبق أن أكد محفوظ أكثر من مرة أنه أحرق تلك «الكراسة» قبل أن يكشفها شعير بسنوات، وينشرها فى كتاب جديد.

لم يحرق محفوظ كراسته التى تحوى قصة طفولته، ربما أراد أن يهرب من الإلحاح، ولكن ظهرت بعد رحيله بعض المخطوطات فى أحد أشهر المزادات بلندن وأوقف رفض أسرته هذا المزاد، ولم يكن من الصعب تتبع رحلة مسار تلك الأوراق من خلال اتصالات بجميع أطراف المزاد.

بعد فترة من الاتصالات والرسائل الإلكترونية مع بعض الشخصيات التى ارتبطت بالمزاد، وجد شعير ذات صباح على بريده الإلكترونى كنزا يخص صاحب نوبل!

مخطوطات لأعمال حديثة مثل أحلام فترة النقاهة والأغانى، وبعض القصص القصيرة التى نشرتها نصف الدنيا على مدار عشرين عامًا، ورواية كاملة تبدو وكأنها بروفة أولى للثلاثية، أوراق رسمية وكراسات يسجل فيها الكثير من أفكاره حول الفلسفة رحلة مسار تلك الأوراق من خلال اتصالات بجميع أطراف المزاد.

بعد فترة من الاتصالات والرسائل الإلكترونية مع بعض الشخصيات التى ارتبطت بالمزاد، وجد شعير ذات صباح على بريده الإلكترونى كنزا يخص صاحب نوبل!

مخطوطات لأعمال حديثة مثل أحلام فترة النقاهة والأغانى، وبعض القصص القصيرة التى نشرتها نصف الدنيا على مدار عشرين عامًا، ورواية كاملة تبدو وكأنها بروفة أولى للثلاثية، أوراق رسمية وكراسات يسجل فيها الكثير من أفكاره حول الفلسفة الإسلامية، قصص قصيرة من البدايات.

وكانت المفاجأة التى استغرقت «شعير» أن حوى البريد الإلكترونى مخطوطات مذكرات طفولة «نجيب محفوظ» التى أشار إليها كثيرا «كراسة الأعوام».

كتب أديب نوبل تلك الكراسة على الأرجح عام 29، لم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة، كان مغادرًا لعالم الطفولة ومتأملا سنواته القليلة بنظرة بسيطة تجاه العالم.. وحملت مؤشرات للمنابع الأولى التى شكلت عالمه الإبداعى وستظهر أصداء الأعوام الأولى وحكاياتها مصاغة فى رواياته.

وافقت أم كلثوم ابنة نجيب محفوظ على نشر هذا المخطوط دون الاطلاع عليه.

يضم «الأعوام» حكايات السنوات التسع الأولى التى قضاها محفوظ فى الجمالية وتنتهى بمشهد السيارة التى تنقلهم للعباسية.

والطفل فى الأعوام هو نفسه الطفل كمال عبدالجواد فى الثلاثية يكاد أن يكون صورة مطابقة له كطفل، والمعادل الموضوعى له شابا خاصة فى أزمته الفكرية.

ويظهر فى «الأعوام» علاقة «محفوظ» بأمه التى كانت مصدرا لحكايات كثيرة وبثورة 19 التى أحبها منذ اللحظة الأولى لأنها رحمته من المدرسة والكتاب، وقد كان يرى فيهما كل الشقاء، إضافة لعلاقته بالمكان «حى الجمالية» وسيدنا الحسين وزيارة الأولياء والمقابر.

وعلاقته بالسطوح الذى كان منبعًا للأحلام والأفكار ومبعثًا للإلهام.. وعلاقته بأخواته البنات وكيف كن مصدرًا للحكى عنده ورواية السير الشعبية.. كما حكى عن زواج أخته في الريف وكيف تعلق بهذا الريف، وكان ظهور الأب وحضوره خافتًا لانشغاله الدائم بالخارج.

تأثر «محفوظ» فى سيرته «الأعوام» بالأيام من حيث الصياغة وإيقاع اللغة، والبناء وتقنية السرد، واستعارة ضمير المتكلم.. واستدعاء ذاكرة الطفل.. وقد فتح تأثره بطه حسين آفاقا لكتابة السيرة الذاتية، ونجد فى نص محفوظ فكرة السخرية.

يقول شعير: الطفل موجود فى أغلب أعمال محفوظ، وأظن الدراسات النفسية التى تعرضت لأدبه لم تغط دراسة مرحلة الطفولة وذاكرتها، وبطبيعة الحال يعود أى إنسان بسنواته الأخيرة للطفولة، فنجد شخصية عبدربه التائه يبحث عن طفولته الضائعة فى أولاد حارتنا مثلا.

ويبحث «محفوظ» فى «الأعوام» عن أصل تسميته «نجيب» والتى يعيدها إلى أسطورة ما روجت أنه سمى تيمنا بالطبيب نجيب محفوظ الذى ولد هو على يديه، ولكن بالبحث فى مذكرات الطبيب الشهير يجد شعير أنه سافر بعد زواجه نوفمبر 1911 لمدة شهرين، بينما ولد الأديب فى ديسمبر من العام نفسه.

ويتحدث محفوظ فى «الأعوام» عن عدم ممارسة الكتابة من قبل أفراد أسرته، فأبوه لم يقرأ سوى رواية واحدة للمويلحى طيلة عمره، أما جده لأمه فكان أحد علماء اللغة ومحققًا تراثيًا وحقق عشرة مخطوطات واسمه «الشيخ مصطفى قشيبة».

كتب محفوظ سيرته وهو فى عمر الطفولة مما يختلف عما كتبه طه حسين الذى كان على مشارف النضج، فقد كان فى عمر الثامنة والثلاثين.. وقد أعاد محفوظ كتابة سيرة الطفولة فى نص «المهد» بعدما تجاوز مرحلة الطفولة، وهنا يظهر الفارق بين النصين.