الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سرقة الكلاب.. تتزايد بسبب كورونا

سرقة الكلاب.. تتزايد بسبب كورونا

من أغرب ما ترتب على تفشى فيروس كورونا فى بريطانيا.. أن تفشت معه ظاهرة تزايد جرائم سرقة الكلاب!



وقد تتساءل مثلى:  وما العلاقة بين عدوى خطيرة تنتشر بسرعة مثيرة وبمعدلات متزايدة جعلت بعض المسئولين البريطانيين يعترفون بأن المسألة خرجت عن السيطرة، وبين الكلاب؟!

الإجابة تأتى من هيئة أهلية خيرية مهمتها مساعدة أصحاب الكلاب فى هذه البلاد، وعدد كلابهم حوالى 9 ملايين كلب وكلبة.. فى البحث عنها، سواء كانت تائه أم تمت سرقتها، وهذه الهيئة اسمها «دوج لوست».. (جمعية الكلاب الضائعة)..

تقول الجمعية فى تقريرها السنوى إن هناك ارتفاعًا مثيرًا فى عدد الكلاب التى تمت سرقتها خلال العام الماضى، عام كورونا، وتقرر أن هناك رابطًا بين هذه الزيادة، وبين تفشى الوباء.. ويكشف التقرير أن سرقة الكلاب ظاهرة موجودة قبل كورونا، لكنها زادت إلى ثلاثة أضعاف بعد انتشار الفيروس!

ويضيف أن هذه الجرائم جعلت آلاف العائلات تعانى من فقدان حيواناتها الأليفة هذه التى تسرق منها خلال تواجدها فى حديقة المنزل، أو تخطف من السيارة.. أو حتى أثناء قيام صاحبها بجولة التمشية اليومية لها.  

ويرصد التقرير أن هناك 320 جريمة سرقة سجلت لدى البوليس خلال الفترة من يناير إلى أغسطس العام الماضى فقط، بينما كان مجموع محاضر سرقة الكلاب المسجلة لدى البوليس طوال العام السابق عليه هو 170 فقط.

حتى الآن لم يكشف لنا التقرير عن سرّ هذه الزيادة، وعلاقتها بكورونا، إلى أن قال إن الخبراء يعتقدون أن الطلب على الكلاب زاد بدرجة ملحوظة خلال ظروف الحجر المنزلى والتعليمات المشددة بالبقاء فى البيوت وفترات الإغلاق وتوقف الأعمال والمصانع والمكاتب والمدارس.. فأصبح هناك كثيرون يعيشون بمفردهم، وممنوع عليهم زيارة الأهل ولا يسمح أيضًا بأن يزورهم أحد.

وهذا الشعور بالوحدة والقلق حرّك لديهم الرغبة فى صحبة الحيوان الذى يعتبره البريطانيون الصديق الحقيقى للإنسان، ومن هنا زاد الإقبال على اقتناء الكلاب، ومعه زادت أسعارها وتضاعفت وارتفعت إلى ثلاثة أضعاف ما قبل كورونا، فى بعض السلالات. 

وهذا يفسر تزايد جرائم سرقة الكلاب هنا، فاللصوص أدركوا القيمة المبالغ فيها لهذه الحيوانات الأليفة، فراحوا ينظمون عمليات وجرائم السرقة، وخاصة تلك السلالات الغالية الثمن.. ليس فقط ليبيعوها بأضعاف أسعار ما قبل كورونا، لكن أيضًا لاستخدامها فى عمليات التوليد، للإتجار فى مواليدها وجنى مزيد من المال!

ويقول أحد المتطوعين فى «جمعية الكلاب الضائعة» إن سرقة الكلاب هى فى الوقت الحالى جريمة سهلة ومخاطرها قليلة ومكاسبها كبيرة، فالقانون لا ينص على جريمة اسمها سرقة الكلاب، وفى حالة القبض على السارق لا يعاقب بالحبس، فقط يدفع غرامة تتناسب مع ثمن الكلب المسروق، بعد إعادته.

ومع ارتفاع الطلب عليها وتزايد أسعارها للأضعاف، أصبحت الكلاب فى خطر متزايد. 

وتقول الجمعية إن المكالمات التى تتلقاها حول فقدان أو سرقة الكلاب تضاعفت فى السنة الماضية لتصل إلى 125 ٪.

ويروى أحد ضحايا هذه الجريمة وهو ضابط بوليس متقاعد أنه كان يقوم بجولة فى حديقة عامة فى حى «ويمبلدون» اللندنى الذى يسكنه ويصحب كلبه «تيد» وعمره ثلاث سنوات، وهو من فصيلة «سبانيال» عندما هاجمه شخص من الخلف وأوقعه أرضًا وداس على معصمه ليستولى على مقود الكلب.. ويختفى. ورغم أنه أبلغ البوليس عن الحادث الذى وقع له قبل أعياد الكريسماس، فلم يتم التوصل لشىء. ويضيف أن العائلة كلها فى حالة سيئة بسبب سرقة كلبها المحبوب!

ومع أنه اشترى كلبه «تيد» بـ 600 جنيه إسترلينى منذ ثلاث سنوات، إلا أنه يساوى  الآن 3 آلاف جنيه، بسبب الإقبال الشديد حيث ترتفع الأسعار شهرًا وراء شهر.

ومع خطورة انتشار هذا النوع من الجرائم، عرض الأمر على مجلس العموم البريطانى (البرلمان) فى شهر أكتوبر الماضى، حيث طالب أحد الأعضاء برفع مستوى العقوبات وعدم الاكتفاء بالغرامات الهزيلة حتى يمكن السيطرة على هذا النوع من الجرائم المنظمة.