السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صعـيديات علـى «عـجلـة»

تحد جديد أطلقته فتاة صعيدية، تواجه به العادات والتقاليد، وتفتح به مزيدًا من الأبواب أمام كل فتاة تعيش بمحافظات الجنوب وتمارس ضد الفتيات فى مختلف مراحل حياتها نوعًا من التضحية بسبب العادات.وأطلقت «مارجريت ناجح»، البالغة من العمر 21 عامًا، مبادرة «عَجل بنات»، فى المنيا، مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية فى كورونا, معتبرة أن تلك المبادرة لها عظيم الأثر على المجتمع الصعيدى.



 

 وتذكر «مارجريت» أنها عندما أنهت مرحلة الإعدادية توقفت عن ركوب الدراجات هى وكل صديقاتها، وذلك بعد أن نصح الأهل والجيران والديها بعبارة « بنتك كبرت» وأن «عيب بنت تركب عَجلة».

وقالت إن كل الثقافة الدارجة، خاصة أن الثقافة الدارجة والموروثة، لا تبيح للفتيات ركوب «الدراجات»، الأمر الذى تسبب فى إجبار الفتيات على عدم ركوب الدراجات مرة أخرى, سعت صاحبة مبادرة «عَجل بنات» خلف شغفها وحبها للدراجات، وحاولت إقناع والديها بفكرتها، ولم يعارضا الفكرة فى البداية، إلا أن هاجس الخوف عليها ظل ماثلا أمامهما ليحول دون تنفيذ حلمها فترة من الوقت.. لكن «مارجريت» لم تتوقف عن المحاولات، ومؤخرًا قررت التنفيذ ولجأت «مارجريت» إلى إنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى تحت اسم « عَجل بنات فى شوارع المنيا»، بهدف جمع البنات اللاتى لهن نفس الاهتمام والشغف بركوب العَجل.. وتوضح «مارجريت» إن بداية انطلاق الفتيات المشاركات فى مبادرة «عَجل بنات فى شوارع المنيا»  كان الشهر الماضى،إلا أن صفحة «الفيس بوك» الخاصة بالمبادرة شهدت نموّا سريعًا، ووصل عدد المنضمين لها نحو 7 آلاف فتاة من أعمار وخلفيات مختلفة. 

وتباينت ردود فعل الشارع بين مؤيد ومعارض، حول المبادرة، موضحة أنهن تعرّضن فى البداية لبعض المضايقات والنظرات الاستنكارية، مع بعض ألفاظ «المعاكسات»، إلا أنه مع الوقت بدأ الشارع والمجتمع لا يهتم بهن إلا من خلال آراء بعض المتشددين. 

وقالت «مارجريت» إن المبادرة اتخذت خطوات سريعة وتحولت إلى حملة للمطالبة بأن تكون «الدراجة الهوائية» وسيلة مواصلات يومية حتى للبنات، موضحة أنها وزملاءها حصلوا على موافقة من رئيس الجامعة للسماح بدخول الجامعة بالدراجات، لما لها من فوائد فى ضوء جائحة كورونا، لأنها تحقق التباعد الاجتماعى، خاصة أنها غير مكلفة للطالبة، كما أنها صديقة للبيئة ولها نتائج صحية وعقلية. 

وتتمنى «مارجريت» أن يتم تخصيص طريق للدراجات، طامحة هى وزميلاتها فى المبادرة لمقابلة وزير الشباب والرياضة، مؤكدة أن ذلك  سيحدث فرقًا كبيرًا ليس للمبادرة فقط، ولكن لكل فتاة تشعر أنها مهمشة فى الصعيد. 

وتابعت: «هذه الخطوة ستشجع الأهالى بصورة كبيرة على عدم الخوف على البنات، أو الإفراط فى الحرص عليهن، والعودة إلى ثقافتنا المنفتحة التى اندثرت، وهو ما سيقوم بدوره بتحول كبير فى تنشيط السياحة الداخلية لعروس الصعيد».