السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مريم ناعوم: أبويا اكتشفنى وخايفـة عـى مـروان ابنــى

يعرض الآن مسلسل «أنصاف مجانين» على منصة Viu وهو مسلسل فكرته جديدة على الدراما المصرية، ويمكن اعتباره من مدرسة الدراما النفسية!



وأشرفت على كتابته السيناريست مريم ناعوم ضمن ورشتها «سرد» والتى تعتبر من أهم نوافذ الإبداع الآن فى الدراما المصرية.

من ورشة «سرد» خرج مسلسل «ليه لأ» الذى أثار الجدل على مواقع السوشيال ميديا ما بين متهم لها بالتحريض ومؤيد للجرأة والفكرة, تفضل دائما العمل فى صمت، لا ترد على اتهامات يلقيها البعض ولا شائعات فمبدأها دائما «أرد بشغلى».

عن «أنصاف مجانين» وقصته تحدثنا مريم ناعوم، كما تتحدث لأول مرة عن ابنها مروان ولماذا تخاف عليه وعن آخر مشاريعها «مسلسل القاهرة» وهو تجميعة من قصص وروايات الأديب الكبير «نجيب محفوظ» وإخراج المخرج والزوج تامر محسن، ثانى لقاء لهما سويا كمسلسل كامل بعد «تحت السيطرة».

أبدأ معك بأحدث مسلسل خرج من ورشة «سرد» تحت إشرافك «أنصاف مجانين».. ما قصته؟

- المسلسل مأخوذ عن رواية «أنصاف مجانين» لشيماء الشريف وهى مؤلفة سعودية وهو من أعمال ورشتى «ورشة سرد» وهو مسلسل مختلف جدا, لأنه فيه دراما نفسية، والفكرة تدور حول أنس الذى يعانى من مرض نفسى ويخضع لعملية زرع قلب وبمجرد أن يفيق، يكتشف أن روح المتبرع تلازمه وترفض أن تتركه إلا بعد أن يحقق له أمنيته الأخيرة، فيخوض أنس رحلة ليحقق أمنيته ويخرج منها وقد اكتسب قدرات خارقة للعادة.

وماذا عن نمرة اتنين ونهاياته المفتوحة دائما؟

- هى فكرة آدم عبدالغفار، وسيناريو وحوار لكتاب مختلفين، أنا شخصيا لى حلقتان، هو صاحب الفكرة العامة، وعندما عرضت على شاهد، وجدوا أنهم يحتاجون لنجوم كبار، لذا تم استخدام مخرجين كبار وكتاب مختلفين.

وبالنسبة للنهايات هذه وجهات نظر صناع متعددين، وليست مفروضة من أحد، ربما الخبرة الحياتية لهؤلاء الصناع جعلتهم يفكرون بتلك الطريقة، والنهايات المفتوحة لأنها حلقة واحدة والموضوع أقوى وأعقد من أن تكون حلقة واحدة، فى الحياة أصلا هناك أشياء تظل بالسنوات دون أن تغلق.

مبروك على رجوعك لتامر محسن فى العمل وعلى المستوى الشخصى.

- بابتسامة وذكاء ردت: نعم نمرة اتنين حلقة نيللى كريم أول رجوع لنا سويا.. «ولم تتحدث عن الحياة الشخصية». أعرف أن هناك مشروعا كبيرا اسمه «القاهرة» سيكون أيضا إخراج تامر محسن وعن قصص «نجيب محفوظ» ما التفاصيل؟!

- مشروع القاهرة فكرة عندى من فترة وهى أننى أريد أن أدمج مجموعة من روايات الأستاذ نجيب محفوظ، ولكن أخذت فترة طويلة للبحث عن منتج وفى 2013 وجدت من يتبنى هذه الفكرة واتفقت على 30 حلقة ولكنى أحسست بعد ذلك أنه ليس هذا ما أصبو إليه، فاعتذرت وقررت عمله فيلمًا، وبدأت أعمل على عملية دمج الشخصيات والأحداث وكل فترة أحكى لتامر محسن عن جزء.

هل ستكون هناك ورشة فى هذا المشروع؟

- لا، فعندى تصور واضح وأحب أن أنفذ بنفسى الموضوع بعد أن اختمر داخل رأسى.

لاحظت أنك منتشرة على السوشيال ميديا على غير  عادتك مؤخرا ماذا حدث؟!

- «ضاحكة»: لست أنا.. هناك من يقوم بهذا العمل لى.. لأنى لا أحب أن أكون موجودة, فلا أعتبره من أساسيات مهنتى فعملى هو الكتابة, وأنا شخص أفضل أن أكون مع نفسى داخل قوقعتى، لا أحب الاختلاط طوال الوقت، ليس عندى هذه الطاقة.

هل لهذا السبب عندما يكون هناك اتهامات أو جدل يخصك لا تردين؟

- نعم، لأنى أشعر أنه لن يوصلنى لأى شىء، عندى قناعة أن كل حقيقة ستظهر فى وقتها، فكل ما تعرضت له على مدار السنين بانت على الأقل للناس الذين يهموننى أو كانوا طرفا فى المشكلة عرفوا أنهم فهموا غلط، أو حكموا غلط.

اشتغلت مع المخرج محمد ياسين فى «موجة حارة» وكان عملا أيضا من أعمال أسامة أنور عكاشة هل تتعودين نفس النجاح مع تامر محسن؟

من حظى أننى سأعمل مع تامر محسن فى القاهرة.. أعتبر نفسى محظوظة لأننى عملت مع أساتذة كبار، لكن أعتقد أن هذا المشروع أصعب، بل هو أصعب مشروع اشتغلت عليه.

يتم اتهامك أنك تحتاجين ورشة لتكتب معك تقولين الفكرة وهم يكملون؛ ما ردك على هذا الاتهام؟

- أنا بدأت لوحدتى، ونجحت لوحدى، لذا خليهم يقولوا.. أنا لم أصل لما وصلت له من فراغ، أكيد كان هناك شىء مميز.. هذا ردى.

«ليه لأ»! نجاحه كان قبل نزوله من أول نزول الأغنية والهجوم أيضا.. لماذا دائما هناك هجوم مصاحب لأعمالك؟ - أراه شيئا إيجابيا، فالهجوم معناه أن هناك جدلا.. والجدل يجعل الناس تفكر، وهذا هو هدفى.. أفتح موضوعات تجعل الناس تفكر، وموضوعات جدلية نخبر فيها الناس أن الحياة ليست إما أبيض أو أسود، لم يعد هناك مسلمات «ما بقاش ينفع» ربما من 30 سنة كان ينفع أما الآن فلا.

كنت قاصدة النهاية السعيدة على غير عادتك؟

- تضحك وتقول: أنا مش نكدية، لكن البنت تعيش حياة طبيعية، أكون مستقلة بقراراتى وأتجوز  وأحب. وفيه اللى يقبل ده. وإلا نشترط أنها لو معتمدة على نفسها لن تتزوج وهذا خطأ.

نبيل ناعوم.. وكتاباته أثرت فى مريم ناعوم بنسبة كام؟

- لست متأكدة من فكرة كتاباته أثرت فىَّ لأنه يكتب فوق الأرض أوى وأنا على الأرض جدا لكن هو أثر فىّ شخصيا, أولا حببنى جدا فى القراءة، فأصبحت شيئا أساسيا فى حياتى، وهذا فرق كثيرا فى شخصيتى وعملى.

جعلنى أحب الفنون بشكل عام، الموسيقى، السينما، أعتقد أن جزءا أساسيا الذى جعلنى أعمل فى هذا المجال بهذه الخلفية هو وأمى.

بماذا يعلق على شغلك؟ وما أكثر وعمل أعجبه؟

- هرد بطريقة مختلفة.. بابا أول ما قلت سأسمى نفسى مريم ناعوم اعترض.. أنا أسميها المفروض مريم نبيل، فقال: لا، لا، وإن فشلت ستؤذين اسمى، لا، ثم ضحكت، أما ماما لأننى تخرجت سنة 2000 وأول فيلم كان 2009 كانت تشعر أننى ضيعت مستقبلى، إلى أن شافت فيلم «واحد صفر» كانوا يظنون أنى سأفشل فشلا ذريعا «تضحك» لكن الحمد لله.

لم يكونوا موافقين على فكرة كتابة السيناريو؟

لا، ولكنى طوال الوقت منذ صغرى كنت أجهز نفسى لأصبح مهندسة.. أحب الرياضيات وأذاكرها جيدا وهذا كان أملى, وتفاجأنا جميعا باختيارى السيناريو «وضحكت», تفاجأت أن عندى الموهبة.

وكيف اكتشفتها؟

- كنت مدمنة على الذهاب للسينما، يوميا وأحيانا فى الإجازات أذهب مرة واثنتين.. هذا الشىء الوحيد الذى أعمله والحقيقة أننى كنت أنوى دراسة المونتاج لأنه هندسى أكثر شبه دماغى وأخذت كورس «أفيد» ثم الدكتور محمد كامل القليوبى رحمه الله كان صديق والدى وكان عندنا فى فرنسا وقتها، وقال لى فى مصر هتشتغلى على برنامج تانى خالص.. هتتعلمى من أول وجديد، فسألنى: فكرتِ فى السيناريو؟! فقلت له: لأ.. فقال لى: جربى، فقلت: مش بعرف.. فرد والدى قائلا: لا هى بتعرف تكتب هى لسه مش عارفة.. والدى عرف لأنى كنت أبعث جوابات لأصدقائى فى مصر وكنت أقرأها له وتعجبه طريقتى فى الكتابة، كنت أحكى عن الحياة فى باريس بسخرية، وكنت عندما يسافر مصر كنت أبعث له خطابات.. فكان يعلم أنى أكتب جيدا وأنا لا أعرف.. «هو شاف حاجة أنا ما شفتهاش».

حياتك كانت فى مصر أم باريس؟

- إعدادى وثانوى وجامعة كل مرحلة سنة.. كنت أسافر هناك فى كل مرحلة سنة.. «أتخنق» أرجع لمصر، وقتها فى أواسط التسعينيات لم أكن أتحمل برود الناس هناك.. كنت أقول لهم وحشنى أنزل الصبح على بتاعة الجرجير، والسايس وأسمع صوت الأنابيب، كنت أفتقده، لم أستطع تحمل الذهاب لشراء عيش كل يوم من نفس الست لا تبتسم فى وجهى! لم أستطع.

كما أنه كان سببًا طبيعيًا أن أكون متشوقة لأصدقائى والحياة وسطهم، فقد كانت الحياة فى فرنسا باردة، ووحيدة و أنا أصلا ليس لى أخوات.. واستبدلت حياتى بالسينما.

هل ستتركين مروان وحيدا مثلك؟

- ردت بسرعة وثقة: آه.

أصبح الزمن صعبا جدا، أفضل أن يكون طفلاً وحيداً. خايفة عليه من تأثير الأصدقاء فى سن معينة، أصبحنا منفتحين على العالم ولا يمكن التحكم فيمن يعرفهم. 

هل ستسمحين له أن يسافر لإكمال تعليمه؟

- لو كان هذا قراره سأوافق أنا ووالده بالطبع، ولو أصر يكمل حياته هناك سنتقبله أنا ووالده أو نقوم بزيارته كل فترة.

ولأى شىء تريدين أن تدقى ناقوس الخطر؟

- أكثر حاجة تحركنى دائما هى القهر بأنواعه أيا كان من أين يأتى, أنا لست مقهورة، وربما لذلك أشعر بشدة بأهمية أن يكون الفرد ليس مقهورا.