على دقة زومبا
محجبات يرفعن شعار "الرقص للجميع"

هيام النحاس
فى قاعة كبيرة مُخصَّصة للرقص بإحدى صالات اللياقة البدنية «الجيم»، اصطَّفت الفتيات؛ بعضهن محجبات والبعض الآخر سادلات شعورهن أمام مدربة رقص «الزومبا» فى حماس بالغ، لمتابعة خطواتها والرقص خلفها على أنغام الموسيقى الصاخبة.
رقصة «الزومبا» التى انتشرت فى الآونة الأخيرة أصبح لها جمهور عريض من الفتيات؛ حيث خصصت لهن أماكن ومواعيد بعيدة عن الاختلاط «حسب رغبتهن» لتصبح الفتاة المحجبة من أهم روادها، وفقًا لما قالته سما محمود مدربة زومبا بإحدى صالات الجيم: «خلال السنوات الخمس الماضية ومع انتشار عدد من الرقصات الجديدة على مجتمعنا، ولعل أشهرها الزومبا كان هناك إقبال كبير من الفتيات على تعلُّم هذه الرقصة لما تتسم به من خفة ومرونة ولياقة، كما أنها تساعد بشكل كبير فى التخسيس وعمل shsping للجسم (تقسيمة)، لذلك أصبحت هذه الرقصة تحديدًا مطلب الفتيات وكثيرات ممن هن مقبلات على الزواج، يداومن على حضور التدريبات بانتظام لمدة شهرين على الأقل للحصول على الشكل المثالى، لكن الشىء الأكثر لفتًا للانتباه هو ارتفاع عدد الفتيات المحجبات الراغبات فى المشاركة وتعلُّم هذه الرقصة، وبالطبع مع توفير أماكن خاصة بهن بعيدًا عن الرجال مع التزام معظمهن بالحجاب أثناء الرقصة».
وأضافت سما: «كان من النادر فى البداية وجود محجبة مشتركة بإحدى الرقصات، ولكن الآن الأمر طبيعى جدًا، بل أحيانًا يمثلن الأغلبية، وأنا أرى أن الرقص للجميع فلا فرق بين محجبة وغيرها فى الاستمتاع بالحياة».
تحدثنا مع إحدى المحجبات كثيرة التردد على رقص الزومبا تحديدًا وتدعى رحمة فقالت: أنا من عاشقات رقصة الزومبا وعندما ينتهى الـclass أكون من أوائل المتقدمين للـclass التالى، أشعر فى رقصة الزومبا بالحرية والاستمتاع والتخلُّص من جميع الضغوط اليومية سواء من العمل أو مشاكل الحياة عمومًا، فأنا أعمل بأحد البنوك بوسط البلد ومع انتهاء العمل أشعر بانتهاء طاقتى وإحساس بالملل والإجهاد، ولكن بمجرد التوجه إلى ميعاد الـclass أشعر بطاقة تتجدد بداخلى وسعادة لا حدود لها.
وأكملت: بالنسبة للحجاب فأرى أنه لا يتنافى مع ممارستى للرقص عمومًا فأنا لا أرقص على الملأ، كما أن قاعة الرقص مخصصة للفتيات وكذلك المدربة فتاة فما المانع إذن من الاستمتاع والإحساس بالانطلاق داخل هذه القاعات الصغيرة التى ما إن تمتلئ بالموسيقى الخاصة بالزومبا حتى أشعر أنها تسع العالم وتملأه مرحًا وسعادة.
تشاركها صديقتها الجامعية سارة الرأى، فهى أيضًا ترتدى حجابًا طويلاً، ولكن لا يمنعها أو يحرمها من حبها لرقص الزومبا، وترى أن ممارسة الرقص للاستمتاع الشخصى هى حرية ليس من حق أحد أن يمنعها، كما أن الزومبا أعتبرها حركات أو رياضة تقوم بتنشيط كل جزء فى الجسد وليس رقصًا بالمعنى الحرفى للكلمة، ورغم صعوبتها فى البداية فإنها سريعًا تشعر معها بالتحرُّر والسعادة حتى لو لم تستطع القيام بالحركات المطلوبة على الوجه الأكمل، لكن يكفى السعادة فى كل حركة والحماس الذى يملأ المكان.
وعن تكلفة هذه الرقصات قالت سارة: بدفعها من مصروفى أو ماما بتدفع لى أحيانًا خاصة مع ارتفاع أسعارها فى الفترة الأخيرة لزيادة الإقبال عليها.
أما سهام فريد، 33 سنة، مدرسة، فتجد أن رقص الزومبا يخفف كثيرًا من الضغوط النفسية التى تلاحقها سواء فى العمل أو الضغوط الاجتماعية حول تأخر زواجها إلى الآن، وهو ما وجدت فيه ملاذًا للتخفيف من هذه الأعباء، وتضيف سهام: «شجعتنى فكرة فيلم «ما تيجى نرقص» وإزاى الرقص غير حياتهم وساعدهم يتحملوا كل الضغوط اللى بيمروا بيها، فى البداية كنت قلقانة من عدم مناسبة الحجاب لهذه الفكرة، ولكن وجدت إن دى حرية شخصية وأنا هرقص مع الالتزام بالحجاب وكمان كتير محجبات موجودات وبيرقصوا بدون أى حرج لأن بالفعل مفيش أى حد بيشوفنا وكلنا بنكون بنات، فالموضوع بيكون أشبه بحفلة بنات كلهن فيها لها هدف واحد وهو البحث عن السعادة.
وطبعًا فى البداية كان فيه اعتراض من أهلى على فكرة الرقص وإن ده مش مقبول لأنى محجبة، ولكن أقنعتهم بالفكرة وأنه فعلاً بيخفف من التفكير السلبى والتوتر اللى بنعيش فيه يوميًا خاصة مع نظرات المقربين الجارحة لتأخر سن زواجى دون مراعاة لمشاعرى، ولكن عندما أرقص الزومبا لا أخجل من شىء أو أفكر فى كل هذه التفاهات.