الإرهاب بإسم حقوق الإنسان

عمرو عبد المنعم
شبكة عنكبوتية من المؤسّسات تحت غطاء أنشطة خيرية أو حقوقية تتخفى خلفها جماعة «الإخوان» الإرهابية فى عدد من البلدان الأوروبية، بهدف التغلغل فى المجتمعات والتأثير فى صناعة القرار، ولتصبح قنوات تمويل تحت غطاء لأنشطتها التخريبية التى ترتكبها أذناب هذه الجماعة فى شتى بقاع الأرض.
وتكشف العديد من المراكز البحثية عن تنامى أحوال المراكز التى تعمل تحت ستار العمل الإنسانى التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية فى أوروبا؛ حيث يستخدم التنظيم الدولى عددًا كبيرًا من المشروعات الاجتماعية بهدف التغلغل فى أوروبا، ويتقرب فى الوقت نفسه من الأحزاب والشخصيات السياسية الفاعلة داخل المجتمع الأوروبى.
ورصدت المراكز البحثية عددًا من المؤسّسات والمنظمات الدولية التى ترسل أموالًا للكيانات التابعة لجماعة الإخوان «الإرهابية»، من بينها «هيئة الإغاثة الإسلامية»، التى بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضى، تكثيف أعمالها عبر جمع التبرعات تارة باسم الجهاد فى أفغانستان، واستمرت للآن بدعوى إغاثة المسلمين فى المناطق المنكوبة حول العالم.
وتستمر تلك الكيانات فى العمل؛ حيث تكون بابًا خلفيّا لإدارة أموال الجماعة وتلقى أموال بلا رقابة، وتأتى على رأس هذه المؤسّسات، مؤسّسة أوروبا للإغاثة الإنسانية (اليت) تأسّست عام 1997 ويقع مقرها فى «ليستر شاير» فى وسط إنجلترا، وشغل فى البداية الإخوانى الشهير «أحمد الراوى» منصب مديرها التنفيذى، وهو عضو فى المكتب الدولى لجماعة الإخوان؛ حيث تتلقى تلك المؤسّسة تبرعات أموال تستخدم فى تمويل أنشطة الجماعة.
ويصل حجم الشراكة الاقتصادية التى أقامتها مؤسّسة «أوروبا» مع كبرى الشركات فى الاتحاد الأوروبى نحو 33 مليار يورو.
وتأتى مؤسّسة «الموسياد»، وهى أكبر لوبى اقتصادى تركى فى أوروبا، ويمثل حجم اقتصادها (15 %) من حجم الدخل التركى، أبرز أعضائها أحد رجال التنظيم الدولى لجماعة الإخوان وهو «غزوان المصرى» تركى من أصل سورى، وقد ازدادت عضوية «الموسياد» من(400) رجل أعمال إلى (3000) فى الأعوام السبعة الأخيرة، وتعمل المؤسسة فى مجال الإغاثة ودول آسيا الوسطى والقوقاز، بالإضافة لمنظمة الشباب المسلم، التى تعتمد عليها الجماعة الإرهابية فى تمويل أنشطتها بالإضافة لامتلاك شركات متعددة فى مجالات مختلفة على رأسها تركيا.
أمّا أخطر الكيانات التمويلية للجماعة الإرهابية؛ فهى مؤسسة «الأقصى»، التى يديرها عبدالرحمن أبو دية المكنى «أبو عامر»، والذى يدير من خلالها عدة أنشطة إرهابية، ويقدم دعمًا قانونيّا وحقوقيّا لعدد من الأنشطة الخاصة بالجماعة حول العالم.
و«أبوعامر» من الشخصيات الغامضة، ويحمل عدة جوازات سفر من عدة دول، كما أنه أحد المقربين من قيادات قناة الجزيرة القطرية، ويدير قناة «مكملين» ويضع على رأسها أحمد الشناف، ويطلق عليه عناصر «الإخوان» المفصولون «الرجل الغامض بسلامته».
«أبوعامر» حاصل على الدكتوراه فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، ولديه أقارب يعملون فى الديوان الأميرى القطرى، أهمهم عزام التميمى، وهو فلسطينى أيضًا وأحد قيادات التنظيم الدولى للإخوان، ويقدم نفسه كمفكر إسلامى، وهو مدير قناة «الحوار»، التى يملكها «أبو عامر».
أمّا رابطة مسلمى بلجيكا؛ فهى القناة التاريخية للإخوان فى بلجيكا، وتملك الهيئة عشرة مساجد ومقرات بعدة مدن، ويديرها «كريم شملال»، وهو من أصل مغربى يعمل طبيبًا فى مجال علم الأحياء، بالإضافة إلى رابطة المجتمع المسلم فى هولندا التى أسّسها فى «لاهاى»، «يحيى بوياف» المغربى الأصل، وتضم الرابطة عدة منظمات، منها على وجه الخصوص «مؤسسة اليوروب تراست نيديرلاند» و«المعهد الهولندى للعلوم الإنسانية والإغاثة الإسلامية».
وتدير جماعة «الإخوان» الإرهابية اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية فى إيطاليا بإشراف «محمد نور داشان» السورى الأصل، ويضم الاتحاد ما يقرب من مئة وثلاثين جمعية، ويتحكم فى ثمانين بالمائة تقريبًا من المساجد فى إيطاليا، كما يمتلك الاتحاد فرعًا ثقافيّا وفرعًا نسائيّا آخر شبابيّا.
تدير جماعة «الإخوان» الإرهابية أيضًا عددًا من الشركات «الأوف شور»، التى نجحت فى التخفى عن الأنظار خلال السنوات الماضية، وهى جزء لا يتجرأ من قدرة تنظيم «الإخوان» على إخفاء ونقل الأموال حول العالم، على رأسها شركة «نون» للإنتاج الإعلامى المملوكة لـ«أبوعامر» فى لندن، وهى الشركة المالكة للنشاط الإعلامى الإخوانى فى تركيا، وهى الشركة التى تمول الأنشطة والبرامج الإخبارية لقناة «مكملين ووطن» فى تركيا.
كما تدير «الإخوان» الإرهابية عددًا من البنوك وشركات الصرافة، منها بنك التقوى الذى أسسه القيادى الإخوانى يوسف ندا، وبلغ رأس ماله نحو (229 ) مليون دولار، وقامت مجموعة التقوى بتأسيس العديد من الفروع لها فى ليختنشتاين وبريطانيا.
ويمول بنك التقوى أنشطة إغاثية تتبع بنط العقيدة فى ناسو، فى فيينا، بالإضافة لبنك «أكيدا الدولى»، والذى تأسس فى «ناسو» عاصمة دولة الباهاماس، وتوضح البيانات «يوسف ندا» كعضو بمجلس الإدارة، أمّا الأنشطة البنكية الحقيقية؛ فتتم من خلال علاقات تبادلية مع بنوك أوروبية.