الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لا دينيين على مواقع التواصل؟!

«صفحتى تعبر عن أفكار إنسان حر فى تفكيره وآرائه، يهدف إلى جعل العالم أجمل بالتخلص من العقائد لأنها تقف عائقًا أمام تقدم وتطور الإنسان». هذه هى إحدى العبارات التى عبر بها أحد (الملحدين) عن نفسه عبر صفحته الشخصية والتى روج خلالها عن أفكاره حول مفهوم الدين والثواب والعقاب والجنة والنار والذى زعم أنها مفاهيم لا وجود لها طالما ليست شيئًا محسوسًا. مؤكدا عدم ميله لأى مرجعية سوى العقل وأن الغيبيات مجرد أوهام لا حقيقة لها.



 

الصفحات التى تم تدشينها على «الفيس بوك»، تكشف عن أن كثيرًا من المحسوبين على تيارات الإلحاد كانوا نتاج الأفكار المتطرفة، والتدين المغلوط.

عشرات الصفحات والمجموعات تدعو لفكرة «الإلحاد» تحت مسميات مختلفة منها صفحة «أنا ملحد، الملحدين المصريين، ملحد مصرى، ملحدون بلا حدود، ملحد وأفتخر، ملحدون ضد الأديان، ملحدون وملحدات».

 تكشف هذه الصفحات عن فكر أصحابها، حيث طرح أحدهم سؤالاً عبر صفحته الشخصية كالتالى: «ما الذى دفعك للإلحاد؟».

وجاءت الإجابات متباينة بشكل كبير، فأجاب البعض بأنه شاهد الكثير من الفيديوهات عبر اليوتيوب تعرض مناظرات بين جميع الأديان وانتهى إلى أنها جميعًا تدعو للإيمان بأشياء غيبية لا تقبل البحث ولا النقد، لذلك انتهى تفكيره إلى أنه لن يؤمن إلا بما تراه عيناه ويقبله عقله.

وكتب آخر أنه كان منتميًا لإحدى الجماعات الدينية منذ صغره ومؤمنًا بكل مبادئها وقواعدها حتى اكتشف فى مرحلة نضوجه مدى كذب وزيف هذه الكيانات التى تُسخّر الدين لخدمة أغراض سياسية بحتة فأصبح لديه عدم ثقة فى أى شىء ولا إيمان إلا بما يحمل منطقًا ويختاره عقله وهى المرحلة التى وصل اليها كملحد وأحس بعدها بصحة قراره.

وأجاب شخص ثالث على هذا السؤال قائلاً: «إن الإلحاد كان اختياره بعد دراسة لمختلف الديانات، مع أنه ما زال فى سن الشباب ورغم أن دراسة الأديان فى حاجة إلى عشرات السنين، مستشهدًا بفوضى الفتاوى الشاذة والغريبة والتى يرى أنه لا يمكن أن تصلح للعمل بها ولا يقبلها عقل، إضافة إلى التشدد الموجود لدى بعض المحسوبين على الإسلام كداعش و الإخوان والذى ينفر أى شخص من تقبل فكرة الإيمان به».

وعبر البعض على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» عن فكرة تناقض أصحاب الديانات فى نصوص وتفاسير دينهم، مشككين خلالها فى وجود «خالق»، موضحين أنه لا يوجد أى دليل حسى على وجود إله كما يقولون  ولماذا يسكت على كل هذا الشر الموجود على الأرض؟ ولماذا لا يقبل الله الدعاء سريعا بإعادة السلام إلى البشرية؟ 

إذا كنت مجرد مستكشف لصفحات هؤلاء الأشخاص الذين يزعمون «إلحادهم»، فإنهم سيطرحون عليك عشرات الأسئلة التى تضعك تحت ضغط وتفكير، حول مدى إيمانك مدللاً بأنك لم تختر دينك، وأنت مسلم لأنك من أسرة مسلمة، أو مسيحى لأنك من أسرة مسيحية.

كما أنهم يطرحون تناقض واختلاف الآراء بين العلماء والمشايخ أنفسهم حول تفسيرات بعض الآيات القرآنية والأحاديث.

 بالتجول بين صفحات ومجموعات من يدعون «الإلحاد»، تظهر صفحة «صوت الملحدين»، التى تضم أكثر من ألفين وخمسمائة متابع كما تضم عددًا من المجموعات يصل عدد أعضائها إلى 10 آلاف عضو.

وتطرح الصفحة العديد من التساؤلات حول مختلف الديانات واتهامها بالرجعية, راغبين فى أن يكون الانتماء والإيمان للعلم فقط.

صفحة كوكب الملحدين والتى تضم ما يقرب من 7 آلاف متابع كتب فى مستهل الصفحة.. «صفحة تعبر عن أفكار إنسان ملحد حر فى تفكيره وآرائه يهدف إلى جعل العالم أجمل بالتخلص من الأديان لأنها تقف عائقًا أمام تقدم وتطور الإنسان».

صفحة «ملحدات وملحدين» والتى تضم ما يقرب من تسعة آلاف متابع، حملت فى رسالتها: «تقولون أن الله خلق الدنيا لأنه لا بد لكل مخلوق من خالق صنعة من صانع ولا بد لكل موجود من موجد فلماذا لا يصح أن تكون الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق وينتهى الإشكال»؟! 

 وتنتقد صفحة «الملحدين المصريين» والتى تجاوز متابعيها 13 ألف متابع لكثير من الأحاديث والروايات المنسوبة للصحابة.

ويتخذ بعض الأشخاص من «الإلحاد» صفة جديدة تختلف عن فكر القرون الأولى التى اتخذت الدين كنمط حياة، بينما ظهر على آخرين بعض الارتباك بين عودتهم لدينهم أو الاستمرار فى طريقهم نحو حياة اللا دين حتى ذكر أحدهم فى عبارة مقتضبة تحت عنوان لا تعليق «فى مذكرات الكاتب الإنجليزى الملحد كولن ويلسون وجدوا بخط يده: الساعة الثانية فجرًا أنهيت مقالا ًأنكرت فيه وجود الله، وحين ذهبت لأنام لم أستطع إطفاء النور خوفًا مما سيفعله الله بى».

دار الإفتاء المصرية، سبق أن قالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، إن الإلحاد ظاهرة تحتاج إلى العلاج من قبل المتخصصين، حيث إن الملحدين ليسوا على درجة واحدة من الإلحاد، فالبعض منهم يكون لديه مشكلة معينة، ولكنها يسيرة وبمجرد النقاش العلمى معه من قبل المتخصصين وإزالة اللبس فى الفهم الموجود لديه يرجع عن أفكاره.