الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إلهام شاهين لـ«صباح الخير»: هذه أسباب بكاء جمهور «حظر تجول»!

عندما تجتمع الرؤية المتميزة الواعية المثقفة مع الموهبة والشغف بالمهنة، فى زمن ندُر فيه الشغف والإيمان بالقضية والفكر، فنحن هنا أمام حالة متفردة ونجمة من طراز خاص، إلهام شاهين نجمة أصبح اسمها اتجاهًا سينمائيًا، جرأتها فى انتقاء أعمالها والقضايا التى تتناولها وشكل الشخصيات التى تقدمها أصبحت اتجاهًا لا ترى فيه سوى إلهام شاهين.



إلهام شاهين اسم ارتبط بالتميز فقط، اسم ارتبط بالجوائز التى تحصدها فى كل عمل، اسم ارتبط بقضايا مهمة وشائكة، سواء فى الدراما التليفزيونية أو فى أعمالها السينمائية، السنوات الأخيرة، التى وهبتها للمرأة المهمشة وقضاياها.

 

فاتن امرأة مقهورة دفعت ثمن قتلها لزوجها، وبعد انتهاء عقوبتها خرجت لتواجه المجتمع وتواجه العقاب الأكثر قسوة: ابنتها وأسئلتها ومشاعر اللوم والكراهية.

بعد حصولها على جائزة أحسن ممثلة عن فيلمها «حظر تجول» وردود الفعل، وحول شخصية فاتن وكيف خرجت بهذا الشكل ولمست قلوب المشاهدين، تحدثت إلى إلهام شاهين فى السطور القادمة.

إلهام شاهين حاصدة الجوائز فى أى عمل تشارك فيه، بعد ابتعاد وفترة سكون، عودة قوية، ويصدق معها حدس إلهام شاهين وموهبتها، وتحصلين على جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان القاهرة السينمائى عن «حظر تجول».. ماذا يجول فى خاطرك الآن؟

شعور رائع، وسعيدة جدًا، والشعور الأجمل أننى أتأكد أن اختياراتى مع الوقت لا يقل مستواها أبدًا، وأننى مهما ابتعدت انتظارا للدور المتميز ومهما توقفت لفترات لأننى شعرت أنه ليس هناك جديد أقدمه أو أنه ليس هناك ما يقدم إضافة لى، فعندما أعود وأنزل بعمل ويكون هذا العمل له قيمة والناس تحبه ومشرف لاسم السينما المصرية، وعندما يشارك فى مهرجان فهو يحصد الجوائز، عندما يصدق حدسى هذا أكون سعيدة جدًا وأشعر أننى أقدم شيئًا مشرفًا للسينما التى أحبها ولاسم مصر، وموضوعات مهمة وتطرح قضايا تَهُم المجتمع وتعالج مشاكل مهمة فى حياتنا وليس مجرد أعمال تمر مرور الكرام، بل أعمال تترك أثرًا على الجمهور ويحترمها النقاد، وعندما تُعرض فى أى مهرجان تكون أعمالاً مُشرفة وتفيد المجتمع، أنا أبحث دائمًا عن عمل يقدم رسالة وليس مجرد تسلية رغم أن متعة المشاهدة مطلوبة، ولكن مطلوب أيضًا أن أقدم أعمالاً لها قيمة ولها رسالة هادفة تُفيد المجتمع، لذلك أنا بالتأكيد سعيدة لنفسى باختياراتى وسعيدة بالجائزة.

«حظر تجول» الفيلم 101 فى مسيرتك.. ما شعورك بامتلاك هذا الرصيد من الأعمال؟ 

- كنت أعتقد أن هذا رقم كبير جدّا، وكنت أعتقد أننى سأتوقف عن التمثيل بعده، لكن الآن وبعد مرور هذه السنوات من العمل وبعد أن قدمت كل الأدوار التى كنت أتمنى تقديمها، فأنا سعيدة جدّا وأعتقد أنه لايزال لدى الكثير لأقدمه والعديد من الأدوار والشخصيات التى يجب أن أقدمها.

فأنا أحب السينما وأعشقها وتجرى فى دمى، وهى شغفى وأشعر بالفخر لأننى أنتمى إلى هذه المهنة العظيمة وأنى قدمت كل هذه الأدوار المختلفة التى تركت علامة فى السينما وفى مشوارى، وبالتأكيد هذا يشعرنى بالرضا والسعادة عن مشوارى.

كيف كان انطباعك الأول بعد قراءة سيناريو «حظر تجول»؟

- سعدت جدّا بالفكرة، فهى لم يتم تناولها من قبل، سواء فى فيلم مصرى أو أى فيلم آخر، نظرة المجتمع لهذه المرأة والظلم الذى تعرّضت له وكيف تواجه العالم بعد سنوات السجن وتواجه ابنتها.

وما أسعدنى أيضًا موهبة أمير رمسيس وأن يكون لدينا موهبة مثله وإبداعه، سواء فى الكتابة أو الإخراج؛ خصوصُا أنه من مدرسة المخرج الكبير يوسف شاهين، وتجربته الرائعة فى فيلم «بتوقيت القاهرة» مع النجم نور الشريف.

أمير رمسيس لديه رؤية متميزة ويجمع بين الموهبة فى الكتابة والإخراج بنفس التميز.

«حظر تجول» عمل جديد بكل المقاييس، فأنا كنت أعتقد أننى قدمت كل الأدوار وأنه ليس هناك شىء جديد، ولكن فى «حظر تجول» عشت ما لم أعشه على الشاشة من قبل.

ماذا عن «فاتن»، وما مشاعرك تجاهها من أول لحظة؟

- أحببت فاتن جدّا وتعاطفت معها وبكيت من أجلها، فهى امرأة ظلمت من كل من حولها ومن المجتمع بأكمله، قليل ما نجد هذا النموذج فى السينما المجرم أو القاتل من أجل ظروفه دفعته لارتكاب جريمته، إذ إن فاتن امرأة تستحق التعاطف، وهى موجودة فى مجتمعنا بشخصيتها وملامحها.

ملامح فاتن وتفاصيلها.. كيف تم رسم الشكل الخارجى لشخصيتها؟

- اتفقت مع أمير رمسيس أننا سنعمل على شكل ملابسها مع ستايلست العمل، ولكن لآخر لحظة وقبيل التصوير بساعات لم أكن مقتنعة أن أظهر بلون شعرى الفاتح إلى حد ما، وطوال عمرى أبتعد عن لون الشعر الأسود؛ لأنه يطفئ لون وجهى، فقررت أن أغامر واتصلت بشقيقتى إيناس شاهين وهى ستايلست وسألتها فأخبرتنى أنها سترسل لى باروكة سوداء لأجرب شكلى.

وفى اليوم التالى جاءنى أمير رمسيس بالصدفة وأنا أقوم بتجربتها وأصوّر نفسى فاندهش، ومن ثم بدأنا فى إضافة لمسات أخرى كإضافة خصلات شعر باللون الأبيض، فاتن فى الخمسينيات فقط ولكن حياتها فى السجن وشعورها بالقهر يضفى سنوات على الشكل، فالشعور بالقهر والظلم يصيب بالعجَز ويضاعف العمر وشكل الإنسان، والمصداقية هى أهم شىء بالنسبة لى، لذلك لا أخشى أن أظهر بأى شكل مادام يخدم العمل ويظهر الشخصية التى أقدّمها بشكل صادق، وأنا فى تاريخى كله أعمال كثيرة قدمتها بهذه الجرأة ولم أهتم بعمرى أو بشكلى مادام هذا يخدم العمل.

ما أغرب رد على أدائك فى المهرجان؟

- فى العرض الأول للفيلم حضرت العديد من النجمات وحرصن على تهنئتى بعد انتهاء الفيلم وكانت الدموع فى أعينهن، وكانت الجملة التى ترددت على ألسنتهن جميعًا أبكيتينا.. فاتن أبكت الجميع وتعاطف معها الجميع رغم جريمتها.

ما المشهد الذى أبكى إلهام شاهين؟

- المشهد الأخير ووداعها لابنتها؛ خصوصًا بعد أن سمعت منها كلمة «ماما» بعد أن حُرمت منها عشرين عامًا وكَمّ الوَجع الذى شعرت به والحرمان ومشاعرها بعد سماعها لهذه الكلمة، أبكانى هذا المشهد وتأثرت به جدّا. 

المرأة وقضاياها ومعاناتها أغلب أعمال إلهام شاهين؟

- بالتأكيد، فالمرأة المقهورة المغلوبة على أمرها تستحق أن نسلط الضوء عليها وعلى مشاكلها ونوجّه نظر المجتمع إليها.

المرأة المُهمّشة والمظلومة التى لا تملك زمام أمورها ولا السُّلطة لإدارة حياتها، المرأة التى يقهرها زوج أو أب أو أخ أو أى شخص يملك سُلطة عليها أو يستغل احتياجها المادى بحجة أنه يعيلها، المرأة التى تتعرّض للتحرّش، سواء لفظيّا وماديّا أو يتم استغلالها بأى شكل من الأشكال، هذه هى قضيتى والدفاع عنها وعن قضيتها وما تتعرض له حتى من أذى نفسى، المرأة المتعلمة الناجحة التى استطاعت أن تدافع عن نفسها فى المجتمع موجودة ولكن ليست الغالبية العظمى، النسبة الأكبر من النساء هن الأضعف.

قضيت عمرى وأنا أحاول أن أقدم هذه النماذج وعندما وجدت أعمالًا تلمس هذه القضية تحمست لها أيضًا كمنتجة لإيمانى الشديد بها وسأظل متمسكة بهذا الإيمان، وأبحث عن الأعمال التى تحترم عقل الجمهور وتقدم نماذج واقعية تعيش حوله.

إلهام شاهين تظهر دائمًا كامرأة قوية، حتى بلحظات ضعف لشخصية تقدمينها.. هل أنت فعلًا امرأة قوية؟

- فى أشد لحظات الضعف أو فى أى أزمات أعيشها، أحاول دائمًا أن أبدو قوية وألا أُظهر ضعفى على الملأ؛ خصوصًا أمام أهلى والقريبين منّى الذين يستمدون قوتهم منّى أو يحزنون من أجلى.

ألم تفتقدى التواجد فى دراما رمضان كما يفتقد الجمهور وجود إلهام شاهين؟

- أنا لن أكون موجودة لمجرد التواجد، فأنا قدمت أعمالًا عظيمة فى الدراما مع مخرجين كبار، لن أغامر برصيدى لمجرد التواجد وأقدم أعمالًا لن تضيف لى.

هل مازلت على موقفك من السوشيال ميديا؟

- تضحك وتستطرد: أريد أن أوجّه شكرًا لكل التعليقات الإيجابية التى وصلتنى من الجمهور على الفيلم، وأعتقد أن هذا هو أحد الجوانب الإيجابية القليلة من هذه المواقع، ولكن مازلت على موقفى أن سلبياتها أكبر بكثير وأن الناس من خلالها يستبيحون مشاعر الناس والتدخل فى حياتهم، وأنا ليس لدى الوقت لكل هذه الصراعات المصطنعة، ولا اريد أن أكون طرفًا فيها، لذلك مازلت أراها إضاعة للوقت والطاقة.