الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مناهج ضد الدولة!

يلتبس عند البعض كثير من المواقف التى تتخذها مؤسسة الأزهر الشريف تجاه جماعات الإسلام السياسى بداية من رفضه تكفير داعش إلى المواقف التى تتسم كثيرًا بعدم الفهم أحيانًا تجاه جماعة الإخوان الإرهابية.



ولأن الشىء بالشىء يذكر، فلا يجب أن ننسى اتجاهات بعض المحسوبين على الأزهر الشريف، فى هذه المسألة، منها مثلا مواقف الدكتور محمد عمارة الذى وضع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى حرج أكثر من مرة بسبب دأبه على نشر مقالات فى مجلة الأزهر تدافع عن فكر ومنهج الجماعة الإرهابية.

ليس هذا فقط، إنما لا ننسى أيضا أنه ظل الراحل الدكتور عمارة عضوًا فى هيئة كبار علماء الأزهر حتى وفاته، وكانت الهيئة وقتها فى عهدة الشيخ حسن الشافعى أحد الألغاز الكبرى فى القضية!

منذ سنوات يعتبر محمد عبدالسلام، المستشار التشريعى والقانونى السابق لشيخ الأزهر، هو الرجل الأقوى داخل المشيخة، والمتحكم فى اختيار القيادات الموكل إليها تولى المناصب القيادية فى مختلف الهيئات التابعة للمؤسسة الأزهرية.

رجال عبدالسلام كانوا «وبعضهم للآن» هم المسئولون عن اعتماد تدريس المناهج داخل كليات الأزهر، واعتبارها مقررات رسمية تدرس على طلاب 14 كلية بجامعة الأزهر.

ففى 12 سبتمبر من العام 2018 وخلال مؤتمر صحفى عقد حينئذ بجامعة الأزهر، تم الإعلان عن اتخاذ عدد من الإجراءات لتطوير مناهج الأزهر، إلا أن هذا التطوير كان غريبًا وأثار الأسئلة!

فقد حدد «محمد عبدالسلام» عدة محاور رئيسية اعتبرها خطوات فاعلة اتخذتها جامعة الأزهر نحو تطوير المناهج الدراسية، وقد أوكل للدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، مهمة توحيد الكتاب الجامعى على مستوى الجامعة، وكانت الكارثة هى حشو أدمغة الطلاب بالفكر الإخوانى الإرهابى، من خلال 4 مؤلفات اعتمدها رئيس الجامعة ونائبه وتم تدريسها بالفعل بداية من العام الدراسى الجارى 2018/2019 وتعميمها على 14 كلية أزهرية.

أول المؤلفات التى قرر ر جال المستشار محمد عبدالسلام، تدريسها لطلاب جامعة الأزهر هو كتاب «أبرز المؤسسات الدعوية فى القرن العشرين»، لمؤلفه الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين السابق بالقاهرة، وأستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المتفرغ، ومستشار وزير الأوقاف للشئون الثقافية.

يتحدث مؤلف الكتاب من الصفحة 107 وحتى الصفحة 126، عن جماعة الإخوان الإرهابية، زاعمًا أن أعضاءها رجال الدعوة الحديثة، وأن الجماعة من كبرى الجماعات الإسلامية.

ويصف عميد كلية أصول الدين السابق بالقاهرة، فى كتابه الحكومات السابقة «بدءا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وحتى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بالحكومات الظالمة المستبدة، مدعيًا أنها ظلمت الإخوان، مما أدى لتعاطف الناس معهم، وزاعمًا أن الجماعة هى الأكثر شعبية وتنظيمًا، والأوسع انتشارًا، ومتهمًا الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى، بـ «الضعيف».

أما ثانى المؤلفات الإخوانية التى قرر رجال المستشار محمد عبدالسلام، تدريسها لطلاب جامعة الأزهر، فهو كتاب «وسائل تبليغ الدعوة»، لمؤلفه الدكتور عبدالرحمن جيرة، أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين بالقاهرة، وهذا الكتاب مقرر على طلاب الفرقة الثالثة بكليات أصول الدين «6 كليات منتشرة فى فروع الجامعة على مستوى الجمهورية».

يحرض مؤلف كتاب «وسائل تبليغ الدعوة» صراحة فى مؤلفه على الدولة المصرية، ويناوئ سياستها، ويمدح فى زعماء الإرهاب، ومن ذلك وصفه فى الصفحة 65 لمفتى الإرهاب يوسف القرضاوى، بـ «الشيخ الكبير» وصاحب الفضيلة، مدعيًا أنه أول من اعتمد على التقنية الحديثة بأنواعها المختلفة فى إيصال كلمة الإسلام إلى العالم، وأن مؤيديه أطلقوا العديد من المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت.

وجاء ثالث المؤلفات الإخوانى التى قرر رجال المستشار محمد عبدالسلام تدريسها لطلاب جامعة الأزهر، تحت عنوان «النظم الإسلامية»، وهو من تأليف الدكتور مصطفى أحمد أبوسمك، والدكتور حسن عبدالرءوف البدوى، والدكتور أحمد حسن سيد غنيم، أساتذة الدعوة بكلية أصول الدين بالقاهرة، وكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان، وهذا الكتاب مقرر على الفرقة الأولى بكليات أصول الدين، والدراسات الإسلامية للبنات.

يمجد هذا الكتاب فى نظرية «الحاكمية» مؤكدين فى الصفحة 21 أن «مجرد إعطاء حق التشريع لغير الله يعتبر شركًا»، فى دعوة إلى تكفير المجتمع.

أما المؤلف الرابع الذى قرر رجال المستشار محمد عبدالسلام تدريسه لطلاب جامعة الأزهر، فقد حمل عنوان «مناهج الدعوة الإسلامية»، وهو كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، ألفه 3 من أساتذة جامعة الأزهر، من ضمنهم الدكتور يسرى محمد هانى «أحد أقطاب جماعة الإخوان الإرهابية»، وسبق أن انتخب عضوًا بمجلس الشعب المصرى لدورتين متتاليتين ممثلا للجماعة.

وسبق أن صدر فى حق الدكتور يسرى محمد هانى قرار رسمى بالمنع من دخول الكنترولات، نظرا لخطورة أفكاره!

لا يتوقف الأمر على مناهج الدراسة الأزهرية، إنما امتد إلى تسلل بعض أصحاب الأفكار «الغريبة والمتطرفة» إلى مواقع قيادية مهمة داخل الأزهر، وأقرب مثال لهذا هو الدكتور حسن الشافعى، كان يومًا عضوًا فى تنظيمها الخاص.

وقد نجح حسن الشافعى لفترة طويلة فى خداع الجميع، لكن حينما تطرق البعض إلى بعض علامات الاستفهام داخل جامعات الأزهر بعد 30 يونيو، أفصح عن حقيقته، واعتبر أن ما حدث فى 30 يونيو «مؤامرة مدبرة بدقة وإحكام قبلها بثلاثين ساعة، بل من بدء رئاسة «الإرهابى محمد مرسى».

وقتها زاد الضغط على شيخ الأزهر أن ينظف بيته من «الإخوان»، فأصدر قرارًا بإعادة تشكيل المكتب الفنى، حيث تم إسناد رئاسة المكتب للدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، خلفًا لـ «حسن الشافعى»، فيما استقال الأخير من منصبه كمستشار لـ«الطيب».