خايفين من الـ « on line » ليه؟

ابتسام كامل
61 بلدًا إفريقيا وآسيويا وأوروبيا وشرق أوسطيا وفي الأمريكتين... أغلقت مدارسها وجامعاتها بسبب كورونا! ما أدى إلى الاضطراب التعليمي لأكثر من 900 مليون طفل وشاب بالعالم.. وفق منظمة اليونيسكو! فظهرت الحاجة واضحة للتحول إلى التعليم عن بعد، وتحولت أزمة كورونا إلى فرصة للتحول إلى هذا النوع من التعليم، الذي لايزال حائرا بين من يوافق عليه ويعتبره امتدادا طبيعيا للمستقبل الذي بدأ منذ 20 عاما عبر ثورة الاتصالات والمعلومات التي تغمر العالم، وبين من يرفضه.
الدكتور مصطفى النشار، الخبير المصرى فى مجال التعليم عن بعد، يرى أن ذلك النوع من التعليم امتياز، لأنه سيساهم فى إكساب الطالب القدرة على مواكبة التعامل مع جميع الصور التكنولوجية العصرية، وسيؤهله لمواجهة تحديات العصر المتعلقة بالتعامل مع التكنولوجيا المتجددة.
ويراهن الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم الفنى على أن الطلاب سينجذبون لهذا التعليم الذى يشجعهم على تلقى دروسهم عبر شاشات الكمبيوتر والقنوات التليفزيونية خلال الأوقات التى تناسبهم.. من دون قيود زمانية ولا مكانية، و من دون تبديد للجهد! بل سيزيد هذا التعليم من فرص استيعاب الطالب أكثر حيث ستتاح له الفرصة لمشاهدة المادة التعليمية أكثر من مرة.. وفى الوقت الذى يريده.
الدكتور رأفت رضوان – خبير تكنولوجيا المعلومات – يوضح أن هذا النوع من التعليم سيتيح العديد من الفرص لتعليم البالغين الذين حرموا من الظروف المواتية للتعليم، والتخلص من مشاكل الدروس الخصوصية، وتبديد الوقت والمال والجهد فى “السناتر”، والمشاكل الصحية الناتجة عن تكدس الطلبة فى الفصول، وغياب تركيزهم الدراسى وتوفير بعض ما تتكلفه الأسرة من مصروفات الذهاب والعودة إلى المدرسة، وكافة المستلزمات الدراسية.
وتابع: “إن وزير التربية والتعليم يريد الهروب إلى المستقبل من خلال التعليم عن بعد، لأن إصلاح ما تم سابقا فى مسألة التعليم .. ليس ممكنا! فهذا النوع من التعليم يمتاز بالاعتدال والحياد”.
ورغم منطقية الدخول إلى عالم التعليم عن بعد مع حال التباعد الاجتماعى الذى فرضته أزمة كورونا، إلا أن بعض الخبراء ينصحون بضرورة اللجوء للتعليم المختلط أو الهجين الذى يجمع بين التعليم الإليكترونى والتعليم التقليدى الذى يلجأ فيه الطالب للمعلم، ويذهب فيه للمدرسة، ويمارس بعض الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية. ويقابل أصدقاءه.. وذلك لصالح التعليم والمتعلم معا! وهو ما أقرته الوزارة بالسماح لنزول الطلبة للمدرسة بناء على أعمارهم الدراسية.
مهارات مختلفة
الدكتور كمال مغيث – الخبير التعليمى – يتخوف من أن تتحمل الأسر تكاليف مادية أكثر بعد تطبيق التعليم عن بعد، نظرا للحاجة لاقتناء أجهزة كمبيوتر واشتراك فى باقات إنترنت ذات سعة معينة كى يتمكن أبناؤهم من الدخول للمواقع التى تملك الكتاب المدرسى.
أما د. فريد أنطون خبير التعليم التنموى فيشير إلى أهمية المدرسة فى حياة الطلبة! حيث يؤدى غيابهم عن المدرسة إلى حرمانهم من تعلم قيم الحياة التى يوفرها لهم التعليم التفاعلى داخل المدرسة.
متخوفا أن التعليم عن بعد سيحرم الطفل من اكتساب بعض المهارات والقيم الحياتية، مثل قيمة احترام الآخر، واحترام الاختلاف، واحترام القوانين، واكتشاف الذات من خلال ممارسة الأنشطة والاحتكاك مع مختلف الزملاء..
شروط الأهالى
أما بعض الأهالى الذين يصفون أنفسهم بـ»الإيجابيين»، فأعلنوا مساندتهم لفكرة التعليم عن بعد، وتمنوا أن يتم تطبيقها حتى بعد كورونا، مع تحديد أيام للأنشطة الاجتماعية التى يلتقى الطلبة فيها ببعضهم لضمان التمتع بتكوين صداقات المدرسة التى لا تعوض! مؤيدين جهود وزارة التربية والتعليم التى وفرت للطلبة بنك المعرفة المصري، ومجموعة البرامج المساعدة، مثل برنامج بلاك بوردBlack Board ، ومنصة إدومودو Edmodo، وتطبيق”إدراك”، وجوجل كلاسروم Google Classroom وتطبيق سى سو seesaw، ومايند سبارك Mindsparkوغيرها لصالح الطالب وتوفير الوسائل التى تساعد الطلبة على البحث والجلوس للمذاكرة.
بينما عبر بعض الأهالى عن قبولهم لفكرة التعليم عن بعد حفاظا على صحة أطفالهم طوال فترة كورونا، على أن تعود المدرسة لدورها الطبيعى بعد ذلك، خوفا من اعتياد أولادهم على الغياب عن المدرسة التى تعنى الالتزام بالواجبات والأنشطة الجادة! أما المذاكرة عبر الإنترنت فقد لا يتعامل معها الأولاد بجدية لاعتيادهم إن «النت بتاع الفيسبوك والألعاب».