السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ذكريات الملك في استراحة "الجنينة"

تُعتبر حديقة الحيوان بالجيزة أكبر حديقة للحيوانات فى مصر والشرق الأوسط، وهى أول وأقدم حدائق الحيوانات فى إفريقيا؛ أمر بإنشائها الخديو إسماعيل؛ ولكن افتتحها الخديو محمد توفيق نجل الخديو إسماعيل فى العام 1891؛ حيث بدأت بعرض أزهار ونباتات مستوردة غير موجودة فى الطبيعة المصرية.



 

 وتقام الحديقة على مساحة قرابة 80 فدانًا، وهى تابعة لوزارة الزراعة، وتواجه بوابتها الرئيسية شارع شارل ديجول بالجيزة، وتوجد على الضفة الغربية لنيل القاهرة.

وبالحديقة 65 نوعًا من الثدييات، و65 نوعًا من الطيور، و25 نوعًا من الزواحف. والأخيرة لها مكان مخصص يضم عشرات الأنواع من الزواحف كالسلاحف والثعابين.

كما توجد بها جداول مائية وكهوف بشلالات مائية وجسور خشبية، وبحيرات للطيور المعروضة.

ويقدر عدد زوار الحديقة بنحو مليونى زائر سنويّا؛ خصوصًا فى الأعياد والإجازات؛ حيث تحرص الأسر المصرية على زيارة الحديقة للاستمتاع برؤية الحيوانات والجلوس فى المساحات الخضراء التى تنتشر فى أرجائها لقضاء يوم كامل بأسعار زهيدة، حيث لا تزيد تذكرة دخول الحديقة على 5 جنيهات. 

جزيرة الشاى

اشتهرت حديقة حيوان الجيزة باسم "جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى إفريقيا"؛ وشهدت طوال تاريحها أحداثًا كثيرة وصورت بها العديد من الأفلام السينمائية، واختارها الملك فاروق استراحته الأسبوعية؛ حيث كان بها غرفة نوم الملك فاروق، التى تتكون من 7 قطع (والتى سرقت أيام حُكم جماعة الإخوان الإرهابية)، وكانت الاستراحة الملكية، فى منتصف حديقة حيوان الجيزة بين استراحة الخديو إسماعيل وجزيرة الشاى.

وكان الملك فاروق يقيم بها فى إجازته الأسبوعية فى فصل الشتاء، ويبدأ يومه بتناول فنجان شاى داخل المقصورة الملكية المخصصة له المطلة على جزيرة الشاى، ثم يمارس رياضة المشى بممرات الحديقة ويستمتع بمشاهدة الحيوانات، ويجلس بعد ذلك  فى الكشك الملكى فى حديقة الاستراحة ويتناول الغداء، وبعد ثورة يوليو 52 أصبح ركن فاروق مخصصًا لكبار الزوار.. وتعد «جزيرة الشاى» من معالم حديقة الحيوان، وقد أنشئت عام 1938 على مساحة 4 أفدنة، على الطراز الكلاسيكى من الخشب بحيث ترى المياه المتدفقة وأشجار الحديقة من كل الاتجاهات..  وزارها الرئيسان جمال عبدالناصر وأنور السادات وعدد من ملوك ورؤساء إفريقيا السابقين، وجلس فيها  الأدباء نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، والفنانون أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ، وجددت وأعيد افتتاحها عام 2013، وتتكون من بحيرة يسبح فيها البجع الأبيض ونافورة يندفع منها الماء.. ومن المعالم الشهيرة بالحديقة أيضًا الكشك اليابانى؛ وهو متحف صغير داخل الحديقة، يحوى بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديمًا وحديثا، تم إنشاؤه فى عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولى عهد اليابان لمصر.. وهناك  الكوبرى الأخضر أو الكوبرى المُعلق، وبناه ملك الحديد «جوستاف أليكسون ايفل»، مصمم برج إيفل، وهو أقدم كوبرى مُعلق فى مصر وإفريقيا والشرق الوسط، ففى عام 1875 كلف الخديو إسماعيل، المهندس جوستاف إيفل بإنشائه ونفذته شركته «إيفل أى سيو» بين عامَى 1875 و1879، أى قبل إنشائه لبرج إيفل بباريس بعشرة أعوام. 

ويقع الكوبرى على جبلين كبيرين صمما خصيصًا له؛ ليكون الكوبرى فى أعلى نقطة فى الحديقة ليشاهد الزوار روعة المكان من حيوانات وأندر الزهور والنباتات والأشجار فى العالم، كما يوجد مدخلان فى بدايته ونهايته تتعلق خلالهما أسلاك حديدية قوية تحمل الكوبرى، وعندما تعتلى قدماك كوبرى إيفل المعلق يظهر أعلى بوابته شعار الخديو إسماعيل المكون من حرفَى IP وتزينه ثلاث  نجوم وأسفله هلال ونجمة ويعلوه التاج الملكى.

المتحف الحيوانى

تضم الحديقة المتحف الحيوانى الذى تم بناؤه فى العام 1906، ويحوى مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة، وهو متحف مخصص للحيوانات المحنطة، ويتألف من 3 طوابق، وبه أكثر من 2200 حيوان وطائر محنط؛ منها  1352 طائرًا محنطا، و555 من الثدييات، و259 من الزواحف، 115 من الجماجم، و49  من الرءوس، و35 من الهياكل  العظمية. 

وهو الوحيد فى الشرق الأوسط وإفريقيا الذى يعرض محنطات لحيوانات نادرة، بل ومنقرضة، مثل غزال أبيض كان موجودًا فى مصر قبل 100 سنة، ونمر مصرى كان يعيش فى سيناء؛ و«تمساح نيلى فرعونى» يبلغ عمره 7000 سَنة وطوله نحو 6 أمتار، ولا يقدر بثمن، كما يضم محنطات عمرها 300 سنة، به أيضًا فترينة بها البنادق الأثرية التى كانت تستخدم فى الصيد وصور تاريخية عن الحديقة.

 ويوجد أيضًا فترينة تحتوى على أنواع الثعابين بمختلف أحجامها، وتوجد مثل هذه الحيوانات النادرة فى الطابق الثانى من مبنى المتحف، الذى تضم فيه القاعة الرئيسية بالطابق الأول بقايا عظمية محنطة لحيتان وزرافات وقرود، كانت كلها تعيش، قبل نفوقها، بحديقة الحيوان التاريخية بالجيزة، وثمة حفريات غير موجودة فى متاحف أخرى،  ويعرض المتحف مجموعة واسعة من الحيوانات، جميعها تم حفظها كما هى من خلال عملية تحنيط بالغة الدقة. 

وهناك مجموعة متميزة من المحنطات النادرة " طيور، ثدييات، زواحف وبرمائيات"، فالحياة البرية فى مصر غنية ومتنوعة نظرا لتنوع البيئات الجغرافية.. ويرجع هذا المحتوى من المقتنيات بالمتحف إلى أن البيئة المصرية تحتوى على أعداد كبيرة من الطيور- لأن مصر تقع على أحد طرُق هجرة الطيور الرئيسية بالعالم- والعديد من الثدييات والزواحف والبرمائيات، فهناك بالفعل ما يقرب من 143 نوعًا من الحيوانات البرية فى مصر ويطلق عليها أنواع متوطنة، أى ليست موجودة فى العالم كله.. ولكنها موجودة فى مصر فقط وغالبا مهددة بالانقراض، لذلك يكون لها قيمة كبيرة عالميا، ويوجد بالمتحف ما يقرب من 20 نوعًا من ثدييات مصر مهددة بالانقراض من بينها الفهد، الغزال المصرى الكبش الأروى، ومنها ما أصبح مختفيًا بشكل هائل منذ سنوات مثل النمر السيناوى، ريم "الغزال المقرن".

وانخفض عدد كبير من الثدييات الصغيرة بسبب التوسع العمرانى، وهناك أنواع كثيرة من الزواحف والبرمائيات من بينها ستة أنواع متوطنة ونوع واحد مهدد بالانقراض هو السلحفاة المصرية، وهناك تمساح النيل الذى كان منتشرًا على طول النيل وتناقصت أعداده أيضًا، وهناك الورل النيلى وغيرها وبسبب السلوك الخاطئ للإنسان فى التعامل مع الحياة البرية أصبحت فى خطر..  وعلى مَرّ تاريخها احتوت حديقة الحيوان على العديد من الطيور والحيوانات التى تم الحصول عليها من مواطنها الطبيعية من مختلف أنحاء العالم، منها الفيل الإفريقى، وأبو شوك وهو من الحيوانات التى تنتمى لفصيلة النيص ويتواجد بجنوب إيطاليا.

كما ضمت الحديقة إنسان الغابة، الذى سمى بذلك لأن وجهه تبدو عليه بعض التعبيرات البشرية كالتفكير أو تحريك شفتيه بأشكال مختلفة يعتقد أنها طريقة للاتصال.

كما تواجد حيوان الأورانجوتان، وهو من فصيلة القرود وموطنه إندونيسيا، وهى من أنواع القرود متوسطة الحجم التى تقضى معظم وقتها على الأشجار فى الغابات الكثيفة.