الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لواء طيار أبوبكر حامد: كلفت بنقل الكلية الجوية إلى أرض المعركة

يعد الطيار المصرى المقاتل من أفضل طيارى جيوش العالم، وفى نصر أكتوبر ضرب نسور الجو أروع مثال فى القوة والشجاعة وأثرة الوطن على أنفسهم، ومن هؤلاء الأبطال اللواء طيار أبو بكر حامد-أحد أبطال نصر أكتوبر والذى كان مدرسا بالكلية الجوية أثناء الحرب، وأصبح بعد ذلك طيارا للرئيس أنور السادات، ومن بعده الرئيس مبارك، ولقب بـ( طيار الرؤساء).



 

يتذكر لواء طيار أبوبكر حامد لحظات العبور فى الساعة الثانية ظهرا قائلا: كلفت مع مجموعة من زملائى بنقل جميع طيارات الكلية الجوية إلى المطارات القريبة من جبة القتال، وحتى طيارات التدريب التى كنا ندرب طلاب الكلية عليها. 

فقد صدرت الأوامر يوم 5 أكتوبر بنقل طائرات الكلية المجهزة للقتال إلى مطارات الجبهة إيذانا باشتراكها فى المعركة التى لم تحدد بعد. وفى يوم 6 أكتوبر صباحا، قمنا بعمل طلعة تدريبية للخريجين ثم أعدناها مرة أخرى طبقا للتعليمات، وكررنا هذه العملية عدة مرات.. سألت اللواء أبو بكر: هل كان يعلم بموعد الحرب؟، فأجابني: لم نكن نعلم موعد الحرب، وكان ذلك إحدى طرق الخداع الاستراتيجى  فالسرية، والمفاجأة كانتا من أهم أسباب النصر.

 علمنا قبل المعركة بنصف ساعة ان الحرب ستبدأ الساعة الثانية ظهرا، فقد كنت أقود طيارتى الساعة الواحدة ظهرا لتدريب أحد الطلاب الخريجين، فوجئت من برج المراقبة يطلب منى أن أعود بسرعة، فاستغربت لأن الجو كان مناسبا للتحليق، لكنى نفذت الأوامر، وبمجرد رجوعى علمت أن الحرب ستقوم بعد نصف ساعة، والحمد لله كان لنا شرف ضرب جنود العدو غرب القناة وتحطيم معسكراتهم، وحماية جنودنا أثناء عبورهم قناة السويس، تلك الضربة التى أشاد بها الرئيس أنور السادات، وأشاد بها العالم أجمع.

والحقيقة أن كل طيارى الكلية الجوية قد اشتركوا فى حرب تحرير سيناء، لدرجة أننا استخدمنا جميع الطائرات التى لدينا حتى الخاص منها بالتدريب، وكلما كنت اتقدم بطائرتى من قوات العدو كنت أرى الخوف والذعر والجبن مسيطر على ملامحهم، رأيت قائد مركبة اسرائيلية يقفز منها ويختبئ تحتها ، ويترك جنوده بدلا من أن يثبت فى مكانه ويكون قدوة لهم، وهذا مالا يفعله أى قائد أو حتى جندى فى الجيش المصرى..

اشتركت بعد ذلك فى العمليات الجوية التى كانت تستهدف ضرب جميع معسكرات العدو فى ثغرة الدفرسوار و التى كانت تحتوى على أقوى أنواع الأسلحة الاسرائيلية من صواريخ، مدفعية ثقيلة، دبابات، ومدرعات.

يصف اللواء أبو بكر حامد لحظات النصر، مسترجعا شعورها: إحساس لا يمكن لكلمات أن  تصفه، فبعد أن ضربنا مع جميع قوات الجوية المصرية معسكرات العدو، رأينا قوات الجيش تتقدم لتعبر القناة ويرفعون علم مصر على أرض سيناء، لحظات لا يمكن أن أنساها طالما حييت.