الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اللواء د. محمد الغبارى: المهمة: تأمين تدفق قواتنا لعبور القناة

رجل عسكرى من الطراز الأول، دائما ما التف حوله جنوده وطلابه وخاصة عندما تولى إدارة كلية الدفاع الوطنى بالقوات المسلحة المصرية، فخرج أجيالا من الضباط والعلماء.



 فى مجال العلوم العسكرية، فى يوم 6 أكتوبر كانت مهمته الصعبة هى حماية وتأمين القوات العابرة لقناة السويس، فلم يعرف النوم طريقا لعينيه حتى اطمئن على مرور جميع القوات المخطط لها العبور من نقطته. إنه اللواء د. محمد الغباري-أحد أبطال نصر أكتوبر، ومدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق.

بدأ اللواء د. محمد الغبارى تفاصيل مهمته متذكرا: يوم 6 أكتوبر يوم مشهود فى تاريخ مصر، وفى حياة البشر الذين حرروها لأنهم كانوا ينفذون حرب غير تقليدية قيَّمها التاريخ بمعجزة بكل المقاييس حيث كانت مخططة بشكل دقيق جدا ذو أسس علمية، كما أنه شهد ابتكارات عظيمة لم تكن قد طبقت فى أى حرب من قبل.

ففى يوم المعركة كنت برتبة نقيب فى عمليات الفرقة الثانية مشاه، وكانت مهمتى هى تأمين تحركات القوات التى ستدفق لعبور القناة، فلم يكن العبور يسير بطريقة عشوائية، بل كان يسير بجداول زمنية تسمى جداول العبور.

كنت مسئول وقتها عن تأمين المحور الرئيسى لعبور قوات الفرقة الثانية - الكوبرى 131 فى نقطة اسمها (نقطة المراجعة) تبعد عن القناة بحوالى 600 متر، وكنت متواجد من الساعة 10 الصبح  مع ضابط شرطة عسكرية، ومهندس من سلاح المهندسين العسكريين و كان لدينا خبر أننا من المحتمل أن نعبر القناة، لكن بدون معرفة الموعد المحدد للعبور فمستوى وظيفتنا لم يكن مسموح له بمعرفة الموعد على عكس القادة الكبار.

كان لدينا أوامر ألا نستخدم زى الحرب، فكنا نرتدى الأفرول العادى كأى يوم عمل روتينى عادى حتى جاءت الطيارات قبل الحرب بنصف ساعة، فبدأنا نرتدى معداتنا وكامل الزى ونتجهز للحرب، ومع مرور الطائرات الجوية المصرية ووصول إشارات بدء الحرب بدأنا فى تنفيذ مهامنا.

بدأت القوات فى التدفق سواء كانت قوات مشاة، قوارب، أو ماكينات المهندسين العسكريين التى ستبدأ فى فتح الساتر الترابي، وكل ذلك كان بتوقيتات زمنية محددة، لكن المشكلة فى الحماس الزائد الذى نتج عنه زيادة التدفق من قبل القوات فى اليوم الأول من الحرب، لكن الحمد لله تفهم الجميع والتزموا بجدولهم الزمني، وبدأنا فى السيطرة على نقطة العبور.

يصف اللواء د. الغبارى شعوره لحظة العبور قائلا: لا أستطيع أن أصف إحساسى ولا أحد يستطيع وصفه، وجدنا نفسنا نهتف بأعلى صوت: الله أكبر فى جميع مواقع الاشتباكات، حتى زملائنا المصريين الذين كانوا فى سوريا كانوا يهتفون الله أكبر، وهذا إن دل فهو يدل على أن الروح المعنوية المرتفعة دائما تكون مصحوبة بإلهام من عند الله.

يؤكد اللواء الغبارى أن ثقة المصريين فى قياداتهم وفى قواتهم المسلحة خلقت مسئولية كبيرة فوق عاتقهم، وجعلت الفرحة بالنصر مضاعفة، والرئيس السادات كان قائدا عسكريا سياسيا بدرجة كبيرة استطاع توحيد المصريين خلف الجيش المصري، واهتم بالفرد المقاتل واستطاع الحصول على الأسلحة اللازمة للمعركة وزودنا بها حتى استطعنا تحرير واستعادة الأرض، وقضينا على العدو، وكبدناه أكبر الخسائر.