الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

اللواء أ.ح يسرى عمارة: أسرت الإسرائيلى عساف ياجورى رغم إصابتى

برغم قسمات ملامحه الهادئة، يخبئ فى داخله أسد مقاتل، يفتك بكل كم يفكر فى الاقتراب من تراب مصر، إنه اللواء أ.ح يسرى عمارة-أحد أبطال نصر أكتوبر من سلاح المشاة الذى اشتهر بقتله للإسرائيليين بدون سلاح، وهو من أسر القائد الاسرائيلى الأشهر عساف ياجور وسلبه سلاحه الذى أصبح أثرا بالمتحف الحربي، وكرمه الرئيس السيسى بمؤتمر الشباب 2017. استرجع معنا لحظات عبوره القناة وحكى لنا عن مهمته فى تلك الساعة.



 

فى يوم 6 أكتوبر الساعة الثانية ظهرا كنت فى منطقة الفردان بشمال الاسماعيلية، كنت برتبة نقيب وكانت مهمتى هى عبور قناة السويس مع زملائى من أفراد القوات المسلحة، واقتحام الشاطئ الشرقى وتدمير خط بارليف، واسترداد سيناء الغالية.

بدأت أحداث اليوم عندما جاء لنا قائدنا العقيد محمود مروان الساعة العاشرة والنصف، وطلب منا أن نجهز أنفسنا لأن الساعة الثانية ستكون لحظة العبور، وبالفعل تحركنا من طريق المعاهدة اسماعيلية-بورسعيد إلى طريق القناة الذى كان يبعد عنا ربع ساعة، رأينا الطيران المصرى يقصف العدو، ومن شدة سعادتهم كانوا يطيرون على مسافة منخفضة منا ويصافحوننا ونحن فى مدرعاتنا.  وصلنا القناة فوجدنا الموجة الأولى تقتحم القناة ويرفعون الأعلام فى الضفة الشرقية، فتبعناهم وركبنا حاملة العربات المدرعة وعبرنا القناة.

يصف اللواء أ.ح - يسرى عمارة لحظات العبور، مستفيضا: كنا نبكى من شدة الفرحة فالعبور نفسه كان معجزة بتوفيق من الله، والتخطيط البارع، والشعب كان يقف خلف جيشه، لم نكن خائفين ، كل منا يريد أن يفدى زميله ويحافظ عليه.

وصلنا الضفة الشرقية، ومكثنا هناك ايام 6أكتوبر، و7 أكتوبر، و8 أكتوبر نقاتل العدو وندمر موقع تلو الآخر، فكانوا يفرون من أمامنا.

وفى يوم الاثنين 8أكتوبر وصلتنا معلومات فى الفرقة الثانية بأن هناك قوات اسرائيلية تحاول ارجاع بعض القوات المصرية التى عبرت للضفة الغربية مرة أخرى، كما تريد تعزيز بعض النقاط الاسرائيلية القوية التى لم تسقط بعد. وفى حوالى الساعة الرابعة لقطنا إشارة بمكالمة للقائد الاسرائيلى يتحدث عن موقعه الذى كان بينه وبين قناة السويس 3 كم، فقمنا بعمل كماشة على حرف U، ولم يستطع إكمال مكالمته لأننا هجمنا عليه وعلى قواته ب 73 دبابة، ودمرناهم.

أصيبت فى هذه الأثناء المدرعة التى كنت استقلها، فأنقذت المدفع وحملته ثم ربطته فى مدرعة أخرى لم يكن لى مكانا خاليا بها، فركبت فوق ظهرها، وفوجئت بوجود دم فى ملابسى وعلمت أننى أصبت، فنظرت أمامى لأجد أحد الاسرائيليين يختبئ خلف بقايا ساتر أسمنتى، لم أشعر إلا وأنا أهجم عليه وأقتله بدون سلاح، فلحق بى جندى مصرى اسمه محمد حسان وقتل بدوره اسرائيلى آخر، وأثناء هذه اللحظة استسلم 4 اسرائيليين آخرين فأسرتهم جميعا، وكان بينهم قائدهم فأخذت منه سلاحه الذى ظل حتى الآن فى المتحف الحربى بمنطقة القلعة.

فى اليوم التالى علمت وأنا فى المستشفى العسكرى أن هذا القائد كان عساف ياجورى - قائد كتيبة الدبابات الاسرائيلية، وأحد أشهر القادة الإسرائيليين آنذاك.

كرمتنى الدولة بعد ذلك، وحصلت على ميدالية، وكرمنى الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب 2017، وأنا تحت أمر مصر طول ما فى جسدى نفس.