الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عمرو دياب لا يعــرف قيمة نفسه

من أجل زيارة وطن 



طار مانويل ماكرون من مطار شارل ديجول إلى مطار بيروت على متن طائرة الرئاسة الفرنسية رقم (1) من طراز (إيرباص A330 ) . قطع ماكرون 3193 كيلو متر فى أربع ساعات ونصف. كان الوطن الذى زاره ماكرون هو . 

( فيروز )  

صوت فيروز ليس «قطعة إكسسوار فى مثل هذه الأزمة «هكذا قال . وقال» أعتقد أنها تحمل بشكل ربما واقعى أو غير واقعى جزءاً من لبنان الحلم. وصوتها مهم للغاية بالنسبة لكل الأجيال التى رافقتها» . صوت فيروز لايزال مهماً . لقد تحدثنا . وأيضاً صمتنا . وصمت ماكرون . 

لبنان فى أزمة وكالعادة  فيروز فى مواجهة الأزمة . وكل أزمة . 

مصر فى أزمة. ودائما فى أزمة بحكم موقعها ونفوذها وتاريخها . كانت أم كلثوم تلف العالم لتغنى لتمحو الهزيمة المفجعة . كانت وقار وشغف ودهشة . أم كلثوم (وطن) . الغناء تراتيل الوطن . والفن روحه . مازال لدينا عمرو دياب . أشهر مطرب فى الشرق الأوسط فى الثلاثين عاما الماضية . لكنه لا يريد أن يكون وطنا . أو أهمية أن يكون وطن أو أنه لا يعرف كيف يكون وطنا . صوتا للأمة . ترتيلة أمة . لا يعرف قيمة نفسه وحجم شعبيته ومقدار فنه . لم يفكر أن يذهب إلى السودان ليغنى من أجل مصر. يجمع حوله جمهوره الغفير من السودانيين ليروا مطربهم المصرى المفضل . لعمرو جمهور غفير هناك . وفى حلق السودانيين مرارة   (ما) من مصر . لم يفكر أن يطير إلى دولة جنوب السودان ويهبط فى إقليم جونقلى ليقيم حفلا تحت رعاية رجال الأعمال المصريين ممن لهم استثمارات فى جنوب السودان وفى إثيوبيا . لتصل رسالته التى يحملها من مصر أو لم يفكر أن يذهب ليغنى فى غزة! وقتها ستتوقف أنفاس العالم . وتتوقف عقارب الساعات المعلقة على جدران حجرات أجهزة الاستخبارات الغربية والآسيوية وهى ترى وتتابع ما يجرى . لكن عمرو دياب اختار أن يغنى فى المملكة السعودية تحت رعاية صديقه الشخصى تركى بن عبدالمحسن بن عبداللطيف آل الشيخ وزير ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه . هو لا يريد . اختار المال . (رغم أنه هو الذى قال فى فيلمه آيس كريم فى جليم طظ فى الفلوس)  اختار أن يلهو ويلعب ويلتقط الصور والفيديوهات مع الفنانة دينا الشربينى ليروج لنفسه على السوشيال ميديا ويعيد إنتاج نفسه من جديد . لم ينس نفسه ولو لمرة واحدة . لكنه نسى الوطن . وأدار بوجهه عن أمته وأزمتها واستدار ليجمع المال ويرى نفسه فى المرآة . فى يده حل جزءا كبيرا من الأزمة . أزمة مصر اختار عمرو دياب عمر دياب . ولم يختار الوطن . لذا سيذوب سريعا بعد رحيله – بعد عمر طويل – . مازال أمامه فرصة . وأمام مصر فرصة. 

لكن من يريد؟