السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خريف الغضب الأمريكى.. إلى أين؟

العَدُّ العكسى أو التنازُلى للانتخابات الأمريكية بدأ ومستمر. وبالطبع المواجهة شرسة وستكون أكثرَ شراسة فى الأسابيع المقبلة. الحزب الديمقراطى يُحذر من تبعات زوال الديمقراطية وانهيار مؤسّسات الدولة فى أمريكا وأن ما تم من هدم فى بنيانها خلال سنوات حُكم «ترامب» لا يمكن السماح بتكراره لفترة رئاسية ثانية. الحزب الجمهورى فى المقابل والرئيس ترامب شخصيّا يلوح بعواقب تسليم الأمور للمرشح الديمقراطى «جو بايدن»؛ لأنه ضعيف وغير قادر على تحمُّل المسئولية؛ خصوصًا فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد.



  ولا شك أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 حُبلى بكل الاحتمالات وكل المفاجآت السياسية. وتأتى فى ظروف غير عادية واستثنائية فى زمن الـ «كورونا» وفى أجواء الغضب الأسود، وبالطبع وسط طوفان السوشيال ميديا من الأكاذيب والمعلومات الملفقة بكمٍّ وكيف لم تشهدهما أمريكا من قبل.

منذ أيام ليست ببعيدة ذكرت تقارير صحفية أن «فيس بوك» أكبر وسيط أو وسيلة للتواصل الاجتماعى تستعد للانتخابات الرئاسية المقبلة وهى تأخذ فى الحسبان (كما قيل) أن الرئيس ترامب غالبًا ما سيشكك فى النتائج وتفاصيلها، وبالتالى من المنطق ومن الحكمة أن تأخذ «فيس بوك» احتياطاتها من الآن، وأنها وضعت سيناريوهات محتملة لما يمكن أن يحدث فى الخريف الأمريكى المقبل. الكل يتابع ما يحدث أو ما يجرى فى المواجهة الانتخابية وفى كواليس السياسة الأمريكية.. إن الوباء المعلوماتى الذى عانينا منه كثيرًا هذا العام سواء كان فيما يخص الوباء المنتشر أو الغضب الأسود له دوره أيضًا فى الأجواء السياسية الحالية. ولم تتردد إدارة «فيس بوك» فى أن تعلن أنها قامت باستبعاد أو شطب أكثر من ١١٠ آلاف مادة من على صفحات «فيس بوك» خلال الفترة ما بين شهرَى مارس ويوليو الماضييْن على أساس أن هذه المواد تخالف قواعد اللعبة التى حددتها «فيس بوك» فيما يخص نشر مادة أو مضمون قد يمكن التشكيك فى أمره.. أو فى صحته!

وأمام هذا الوباء المعلوماتى السياسى- إذا جاز التوصيف- انتهجت الصحف الكبرى نهجًا أخذ شكلًا صحفيّا متميزًا فى السنوات الأخيرة. يوجد فريق من المحررين الكبار والشبان معًا يقفون بالمرصاد لكل ما يرد على لسان الرئيس الأمريكى والوزراء وقيادات الكونجرس من الحزبيْن والساسة وأيضًا المرشحين للانتخابات العامة.. هل ما قالوه صادق أمْ كاذب؟!.. والتقييم ليس اعتباطيّا أو غير منهجى أو مجرد رأى.. فمع  بيان وتوصيف الكذب تأتى المعلومة الصحيحة، فالهدف فى كل الأحوال ليس إحراج الكاذب أو التصدى له.. بل إعطاء المواطن (القارئ أو المُشاهد) الحقائق المؤكدة وما يفيده فى فهم ما يجرى وفى تقييم الأشياء بنفسه!

حديث المدارس لم يتوقف

أثناء الحديث عن العودة إلى المدارس ما شد الانتباه الالتفاتة إلى مدى استعداد المدارس للتعامل مع الوباء.. إذا حدث المكروه لا قدّر الله وظهر «كوفيد - 19» وسط التلاميذ والتلميذات، ومن ثم تكشف أن نحو 25 فى المائة من المدارس العامة. لا توجد فيها ممرضة أو ممرض. وحسبما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» فإن فى مدينة نيويورك توجد ممرضة واحدة لكل ألف و800 تلميذ وتلميذة. رقم مخيف يكشف حجم المشكلة وحجم التحدى الذى يجب التعامل معه إذا تم اتخاذ القرار بالعودة إلى المدارس. مدن كبرى مثل بوسطن قررت أن العام الدراسى المقبل سوف يكون «أونلاين»، وذلك كإجراء احترازى يسعى إلى تفادى الوقوع فى احتمالات الإصابة الفيروس وانتشاره. وبما أن أغلب المدارس سوف تضطر إلى اللجوء للتعليم الـ«أونلاين» فإن التقارير كشفت أن نحو 17 مليونًا من الأطفال فى السن المَدرسية لا يملكون فى بيوتهم خدمة الإنترنت السريع، كما أن أكثر من 7 ملايين طفل لا يملكون الكمبيوتر (أو التابليت) ليشاركوا فى العملية التعليمية التى سوف تتم عبر الكمبيوتر والإنترنت فى المرحلة المقبلة. وقد ذكر أيضًا أن الأطفال المنتمين لفئات اجتماعية فقيرة وتحديدًا وسط السود والهسبانيك وسكان أمريكا الأصليين سواء فى الجنوب الأمريكى أو فى المناطق الريفية يعانون أكثر من هذا النقص أو الانعدام فى أجهزة الكمبيوتر. بالتأكيد تحديات التعليم فى زمن الـ«كورونا» عديدة ..ومختلفة عمّا كانت فى السابق!

يوم واحد.. وأرزاق!

إنه فى يوم 18 أغسطس عام 2020. ما حققه الملياردير الأمريكى الشهير «جيف بيزوس» من مكاسب مالية ارتبطت بقيمة أسهمه تجاوز الـ 7 مليارات دولار لتصل قيمة ثروة بيزوس مؤسّس أمازون وأغنى أغنياء العالم إلى 197.8 مليار دولار. فى اليوم نفسه تم الإعلان أن زوجته السابقة «ماكنزى سكوت» كسبت نحو 2 مليار دولار لكى تصل قيمة ثروتها إلى 62.7 مليار دولار. وحسب الاتفاق الذى تم بين الزوجين عند الطلاق فإن ربع ثروته تم تخصيصه للزوجة السابقة.. التى كانت قد أعلنت فى شهر يوليو الماضى بأنها تبرعت بنحو 1.7 مليار دولار لـ 116 منظمة غير ربحية تعمل على امتداد البلاد. إنها أرقام للتأمل.. أو التألم أيضًا لدى البعض منا!