الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
سماعي

سماعي

بالمليون؟!



• أكاد أجزم أن أساتذة الاجتماع وعلم النفس يجلسون فى مقاعد المتفرجين، إنهم يشاهدون ظواهر غريبة طرأت على المجتمع المصرى دون أى اندهاشة وهذا ما يسبب دهشتى البالغة، وفى جيل كان إذا طرأت ظاهرة على سطح المجتمع المصرى يبادر د.سيد عويس عالم الاجتماع بالكتابة عنها والدعوة إلى حوار مجتمعى لمحاصرة الظاهرة، اليوم لم يعد أساتذة العلوم الإنسانية يكترثون بما يجرى فى المجتمع وكأنه مجتمع ساحل العاج، وسبب عدم الاكتراث أن أصواتهم غير مسموعة لأن «الصيف بحر ونت»!

هذه المقدمة كانت ضرورية وأنا أتحدث عن ما شغل المجتمع المصرى خلال الأيام الماضية، خروج رمضان صبحى من الأهلى ورخامة هزار كهربا لاعب الأهلى الذى تعرض لغرامة مالية فلكية!

تعرض كهربا بسبب الهزار «الرخم» لمليون جنيه غرامة تخصم من راتبه!! «ست علامات تعجب»!

نعم ما صدى هذا الخبر فى نفوس هؤلاء الكادحين الذين يواصلون الليل بالنهار ومرتباتهم تكفى نصف الشهر ثم يستدينون؟!

ما صدى الخبر عند طبيب يتعرض كل يوم لوباء الكورونا وهو فى مستشفى تعالج المصابين بالوباء؟ ما صدى الخبر عند مدرس يشقى ويخلص للمهنة وليست له مجموعات لدروس خصوصية؟!

وهل بلغت الكرة هذا الشأن من الرفعة؟ وهل لاعب الكرة هو رأس المجتمع ويفوق المهندس والطبيب؟

ففى المجتمع بسطاء يسبب لهم هذا الخبر «أذى نفسيًا كبيرًا».. ثم ما هو هذا الانقلاب فى المهن، كان شباب جيلى يحلمون بمهنة الطبيب والمهندس فهذه المهن تتخرج فى كليات قمة ولا تقبل الطلبة إلا بمجموع مرتفع، إن الطبيب المتخرج لن يصل راتبه فى أحسن الأوقات أكثر من خمسة آلاف جنيه، وربما كان هذا أكبر من الواقع.

انقلب الهرم الاجتماعى وصار نجم الكورة على القائمة.

انتقال رمضان صبحى من الأهلى لناد آخر، أحدث زلزالاً فى المجتمع!

ولايزال للخبر أصداء وتساؤلات هل أمسك بقلمه ووقع باسمه أم ارتدى الفانلة الجديدة فقط؟

أما كهربا فقد بدأ الهزار عاديًا ويبدو أنه انقلب جارحًا، وبالتالى ارتكب كهربا ضربة جزاء مع حارس مرمى الأهلى الدمث، فكانت هذه «الغرامة» التى كانت حديث الناس فى الشارع. فى زمن صالح سليم كانت الكورة رياضة ورياضة فقط وفى زمن كهربا، صارت الكورة فلوس بالمليون!ش