الإثنين 20 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عمر: روسيا حققت لى حلم الطب ولن أقبل الجنسية

مازال تنسيق القبول بالجامعات للمنتصرين في معركة الثانوية العامة ،هو الصخرة التي تتحطم عليها طموحات الكثير من الطلاب ،فيحاول كل منهم البحث عن أفضل الحلول المتاحة ليستفيد بما حصل عليه من مجموع، و يأتي الحل الأول في الجامعات الخاصة ذات درجات القبول الأقل والتكاليف التي تقسم الظَهر، أوالحل الثاني وهو الدراسة بالخارج ، وقد يبدو هذا الحل  عظيم المشقة أمام الكثيرين، ولكن بحسابات بسيطة يجدون التكلفة قد تكون واحدة ومصاعب الاغتراب تذللها التكنولوجيا.



 عمر عصام، الطالب بالفرقة الثانية فى كلية الطب بإحدى الجامعات الحكومية الروسية بمدينة نوفغورود، هو واحد من كثيرين يفضلون أن يستبدلوا بإنفاق مصاريف التعليم الخاص داخل مصر، إلى السفر للدراسة بالخارج.

  حصل على الثانوية الأمريكية بمجموع 88 %. وكان يرغب بالتقديم فى كلية الشرطة أوالكلية الجوية، لكن الظروف تدخلت لتلقى به الرياح على روسيا المتجمدة ويقول عمر: “لم أتقدم لكلية الشرطة بسبب الطول ففكرت فى الجوية لكن اختباراتها استغرقت وقتاً أكثر من اللازم ولم تكن مضمونة القبول كما خشيت أن تفوتنى اختبارات القبول بالجامعة الروسية التى تقدمت للدراسة بها من قبل عن طريق شركة،  واختيارى لدراسة الطب  فى روسيا هو وسيلة لتحقيق حلم آخر وهو أن أتقدم للعسكرية ثانية لأتخرج كضابط طبيب، ولذلك سأرفض الجنسية الروسية التى سأحصل عليها خلال 3 سنوات».

«ثقافة ولغة جديدتان»

يضيف عمر:» روسيا لم تكن خياراً شائعا للراغبين فى التعليم بالخارج من قبل لكنها فى السنوات الأخيرة شهدت إقبالاً من الطلاب ،وسمعت أن الكثيرين قد سافروا روسيا للتعليم وأخبرونى أن نظام التعليم بكلياتها أسهل من الجامعات الخاصة فى مصر، وغالبية المصريين والعرب يسافرون للالتحاق بكليات الطب تحديدا، فلماذا ألتحق بجامعة خاصة  فى مصر إذا كان بإمكانى دفع نفس التكاليف ، والمعيشة فى مكان جديد وأتعرف على ثقافة أخرى وأحصل على شهادة من خارج مصر، كما أن روسيا بلد رخيصة بالنسبة لغيرها حيث يساوى الجنيه الواحد 4 روبلات ومن ثّمَّ لا أواجه صعوبة فى المعيشة بل إنها أرخص».

 الدراسة هناك 7 سنوات أيضاً لكنها أسهل والأساتذة بالكلية يسهلون علينا التعامل والامتحانات، حتى السكن بالجامعة جميل ومريح، المصاريف الجامعية شاملة السكن والتأمين، تكلفنى حوالى 60 ألف جنيه إضافةً إلى مصاريف للشركة المسئولة عن التقديم بالجامعة، خارج مصاريف المعيشة والسفر الذى أصبح أغلى بسبب الأزمة الحالية «.

وحول مواجهته لمشاكل الاغتراب والتكيف مع المجتمع الروسى قال عمر :» سافرت من قبل إلى لبنان والمغرب وأحببت السفر والتعرف على ثقافات وبلاد أخرى كما لم أشعر أنه من الصعب أن أتدبر أمرى بمفردي، بالطبع كانت والدتى قلقة كأم لكن والدى شجعنى لحرصه على مصلحتى أولاً، أهاتف عائلتى يومياً بالفيديو وأطمئن عليهم ، وأعود إلى مصر مرتين سنوياً فى كل إجازة، كما أن أصدقائى الروس هنا ودودين جداً ولا أشعر معهم بالغربة وتعلمت منهم اللغة الروسية لكن لم أجيدها تماماً بعد .

ورغم أننى فى بلد جديد فإننى لم أضل الطريق ولو مرة، أصدقائى الروس عرفونى بتطبيقات للحافلات والمطاعم وغيرها وأستخدمها دائماً لتسهل على الأمور، الجو المتجمد ثم السفر ذهاباً وإياباً هما الشيئان الوحيدان اللذان أرهقانى منذ بدأت الدراسة بالخارج لكننى اعتدت الأمر، سمعت شكاوى من بعض الطلاب فى روسيا لكن فى مدن أخرى يواجهون صعوبات فى التعامل أو الدراسة وصعوبتها لكن لم أجد مثل هذا».

 «الحياة فى روسيا أثناء الجائحة»

جائحة كورونا التى قلبت العالم من روسيا حتى أمريكا كان لها وقع آخر على عمر ورفاقه المغتربين فى روسيا وحول ذلك يقول: «فى البداية كانت الأوضاع صعبة وتم إعلان حظر التجول كما أغلقت المحال عدا الغذائية، وكانت الشرطة توقع غرامات على غير الملتزمين بارتداء الكمامة، لكن فى المجمل لم نواجه العديد من المشاكل أثناء فترة الحظر حتى حلت الأمور، لكن تسببت «اللخبطة» فى إعادتى لإحدى المواد التى خضعت لامتحانها «أونلاين» أما فى المدينة الجامعية لم نخضع لإجلاء بل اكتفوا بعزل الطلاب المصابين والمخالطين لهم وتعقيم غرفهم.

«الشعب الروسى بوعيه والتزامه مع الإجراءات الصارمة ساهم فى السيطرة على الجائحة بروسيا. حين أغلقت المطارات بسبب الأزمة أجلت السفر حوالى شهر وقضيته فى المدينة أمارس حياة طبيعية لأن إجراءات الحظر كانت قد خففت وعادت الحياة لطبيعتها».