الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«كامالا هاريس».. سر الأمريكية السمراء

 مساء 11 أغسطس الجارى أعلن المرشح الديمقراطى جو بايدن، أنه سيفوز بالبيت الأبيض بعد أقل من 3 أشهر حيث موعد الانتخابات الأمريكية، عقب إعلان حملته اختيارالسيناتور كامالا هاريس من كاليفورنيا، كمرشح لمنصب نائب الرئيس.



2016 صناعة التاريخ 

هى ابنه مهاجرين من جامايكا والهند، وتبلغ من العمر 55 سنة، وسبق أن عملت مدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا، وقد اشتهرت مع النشطاء الليبراليين لاستجوابها الصعب للمعيّنين والمسئولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب خلال جلسات مجلس الشيوخ. واعتبرت هاريس كواحدة من أوائل منتقدى سياسات تقييد الهجرة التى انتهجها ترامب فى الكونجرس، كما ضغطت من أجل حماية المهاجرين الذين أتوا إلى البلاد دون وثائق وهم أطفال. صنعت «هاريس» التاريخ فى عام 2016، عندما أصبحت أول امرأة سوداء تُنتخب لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولاية كاليفورنيا، وقد عارضت منتقدى «سياسات الهوية» الذين تقول إنهم «يستخدمون هذا المصطلح باعتباره ازدراء لتهميش قضايا العرق والجنس».

الشابة السوداء 

صعد نجم السيناتور الأمريكى كامالا هاريس للولاية الأولى عندما قفزت إلى السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى للرئاسة فى أوائل عام 2019. أحبها الليبراليون فى الحزب لكونها وجهًا لمستقبل الحزب، باعتبارها الشابة السوداء، وبالفعل دخلت السباق كمرشحة أولية وخرجت من السباق بحلول نهاية العام، حتى قبل المؤتمرات الحزبية فى ولاية أيوا. 

وناظرت «بايدن» نفسه فى يونيو 2019 لكن لم يكتب لها الغلبة فلم تستطع التعبير عن مواقف سياسية واضحة، ولكن لاحقا كانت المرشح الأول لاختيار بايدن لعدة أسباب أبرزها خبرتها الحكومية بصفتها مدعية عامة فى كاليفورنيا، ونائبة فى مجلس الشيوخ الأمريكى منذ عام 2017، كما أنها  تمثل جيلًا أصغر من القادة السياسيين الأمريكيين، وهو الأمر الذى قال بايدن، الذى سيبلغ من العمر 78 عامًا فى يوم التنصيب فى 2021، إنه كان عاملًا رئيسيًا فى اختياره لها، وهو اختيار تاريخى كأول امرأة أمريكية من أصل أسود وجنوب آسيوى تترشح لهذا المنصب. ناهيك أن «هاريس» من ولاية كاليفورنيا، وهى كنز هائل من أصوات الديمقراطيين والمانحين الديمقراطيين، كما أن بايدن يحتاح لصوت يجابه العنصرية والحاجة إلى إصلاح الشرطة بعد وفاة جورج فلويد، فى مايو الماضى، والاحتجاجات اللاحقة التى أشعلتها فى الأرجاء الأمريكية.

مواقف هاريس 

بحسب الدستور الأمريكى فإن المسئولية الرئيسية لنائب الرئيس هى تولى الرئاسة فى حالة وجود منصب شاغر مفاجئ فى المكتب البيضاوى، وليس لها سلطة كبيرة، بخلاف القدرة على الإدلاء بصوت معادل فى مجلس الشيوخ والتأثير على قرار الرئيس، لكن يمكن لنواب الرئيس تشكيل أدوار جوهرية لأنفسهم، فمثلًا «مايك بنس» يقود فريق العمل المعنى بفيروس كورونا فى إدارة ترامب، كما أشرف جو بايدن نفسه على خطة باراك أوباما لسحب آلاف القوات الأمريكية من العراق. وسيصبح بايدن فى 77 من عمره، كأكبر رئيس أمريكى سنًا فى يوم تنصيبه إذا تم انتخابه فى نوفمبر، وإن تم ذلك فإن هاريس ستحوذ نصيب الأسد من النشاط الحكومة وسيضعها منصبها فى وضع متميز للحصول على منصب الرئاسة بنفسها فى المستقبل، وقد تقع بعض مسئوليات السياسة الخارجية على عاتق هاريس كنائب للرئيس. 

وتصنف هاريس نفسها على أنها تقدمية، لكنها تعرّضت لبعض الانتقادات من اليسار، بسبب سجلها كمدعية عامة، ودعمها القوى لدولة الاحتلال الاسرائيلى، وسبق أن وبخت ترامب فى عام 2018، لانسحابه من الاتفاق النووى متعدد الأطراف مع إيران، والذى أدى إلى تقليص طهران لبرنامجها الاقتصادى مقابل رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها. 

وفى أوائل عام 2020، بعد غارة أمريكية قتلت الجنرال الإيرانى قاسم سليمانى، شاركت هاريس فى رعاية تشريع يهدف إلى منع استخدام أموال البنتاجون فى عمل عسكرى ضد إيران، فى محاولة لتجنب الحرب مع الجمهورية الإسلامية.

الأبرز هو دعم «هاريس» اللامنتاهى لدولة الاحتلال الإسرائيلى، فبعد أشهر من أدائها اليمين الدستورية فى مجلس الشيوخ فى عام 2017، ألقت خطابًا فى لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وصفت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بأنها «غير قابلة للكسر، ولا ينبغى أن تكون إسرائيل قضية حزبية على الإطلاق، وما دمت عضوًا فى مجلس الشيوخ عن الولايات المتحدة، فسأفعل كل ما فى وسعى لضمان الدعم الواسع والحزبى لأمن إسرائيل وحقها فى الدفاع عن النفس». وكان أحد الإجراءات التشريعية الأولى التى اتخذتها كعضو فى مجلس الشيوخ هو المشاركة فى رعاية مشروع قانون يعترض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذى يدين المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية. وليس هذا فحسب، ففى أوائل عام 2019 كانت واحدة من 23 ديمقراطيًا صوتوا ضد مشروع قانون شجع الدول على تقييد الحق فى مقاطعة إسرائيل.

وفى عام 2019، صوّتت هاريس أيضًا لصالح قرارات لإنهاء الدعم الأمريكى للحرب التى تقودها السعودية والإمارات فى اليمن، ومنع مبيعات الأسلحة للمملكة، تم تمرير كلا الإجراءين فى الكونجرس لكن ترامب رفضهما.