الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

صلاح حافظ.. مايسترو الصحافة يتذكر: محاكمة عبدالناصر ظاهرة صحية

لم يكن واردًا فى حوارى هذا الأسبوع مع الأستاذ صلاح حافظ «أن يحتل كتاب جلال الحمامصى أسوار حول الحوار مساحة من حوارنا»!! فليس جديدًا على الحمامصى أن يشكك فى ذمة جمال عبدالناصر المالية وقد سبق له ذلك وبعد البحث والتحرى اتضح أن اتهامه لم يكن سوى «دخان فى الهواء»!!



ولكن السطور التى هاجم فيها روزاليوسف وكان صلاح حافظ وقتها رئيسًا للتحرير قفزت بالسؤال إلى مقدمة الحوار.

الحمامصى يتهم روزاليوسف بالدفاع عن ذمة عبدالناصر!

وصلاح حافظ يؤكد الاتهام ويقول لى:

الدفاع عن ذمة جمال عبدالناصر تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه!

و.. تفاصيل الحوار كما جرت أرويها لكم.  

• قلت: فى يناير عام 1976 ألقى الأستاذ بقنبلة سياسية وصحفية مثيرة عبر صفحات كتاب أصدره اسمه «حوار وراء الأسوار» عندما شكك فى سلامة الذمة المالية للزعيم جمال عبدالناصر بأنه قام بتهريب مبلغ 15 مليون جنيه إلى الخارج.. وهاج الرأى العام.. وشكلت لجنة على أعلى المستويات انتهت إلى سلامة ذمة عبدالناصر المالية.. بل إن الرئيس السادات قال يومها فى خطاب له:

عيب.. اتهام عبدالناصر بالتهريب كلام فارغ.

وهذه الأيام صدر كتاب جديد للأستاذ الحمامصى اسمه «أسوار حول الحوار» عاد فيه يشكك مرة أخرى فى ذمة عبدالناصر فى نفس ما سبق أن أثاره.. كما يمكننى أن أعبر الكتاب وصاحبه وألا يحتل ما فيه مساحة ما من ذهنى لولا بعض السطور التى يقول فيها:

«كانت قضية كتاب حوار وراء الأسوار قمة المعركة الصحفية الداخلية التى كشفت من الخفايا، ورفعت الغطاء عما حبس فى داخل الإناء وخرج الصحفيون إلى العراء وقد أجبرهم الانفجار على أن يتخذوا موقفًا محددًا».

ثم يتهم صحافة مصر وصحفييها ونقابة الصحفيين بوأد حرية الصحافة إلى أن يتهم مجلة «روزاليوسف» أنها وقفت موقف الدفاع الذى لا يريد انتظار الدليل».

عدت لأسأل صلاح حافظ بعد أن طويت كتاب الحمامصى وركنته جانبًا.

فى ذلك الوقت كنت رئيس تحرير روزاليوسف الذى اتهمها الحمامصى دون انتظار لدليل ماذا تقول يا أستاذ صلاح الآن؟ ولماذا عاد الحمامصى الآن للتشكيك فى ذمة عبدالناصر؟! بهدوء شديد قال لى المايسترو:

- الحقيقة أن الأستاذ جلال الحمامصى فى عراك دائم مع ثورة يوليو، ولا أعلم متى بدأ هذا العراك معها: لكن هذا العراك أفصح عن نفسه بوضوح شديد عقب تولى السادات للسلطة فى مصر، وأطلق حرية الكلام والصحافة ورفع الاضطهاد عن الذين اضطهدهم عبدالناصر، فى ذلك الوقت مثلاً شن بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة هجومًا شديدًا على ثورة يوليو وعلى عبدالناصر مثل كمال الدين حسين وعبداللطيف البغدادى وحسن إبراهيم وصدر هجومهم فى كتاب عنوانه «الصامتون يتكلمون».

كما بدأ الأستاذ جلال الحمامصى حملة مستمرة على ثورة يوليو و.. وأقصد أن هذه الفترة هى التى شهدت بداية محاكمة عبدالناصر على صفحات المجلات والجرائد المصرية، وكانت هذه المحاكمة على أى حال فى اعتقادي: «ظاهرة صحية»؟!

• تساءلت بدهشة: ولماذا تعتبرها ظاهرة صحية؟!

قال غير مبال بدهشتي: لأنها كانت ممارسة مباشرة لنقد الحاكم أو الزعيم مهما يكن وضعه ومهما يكن إيمان الناس به، فإذا كان هناك شخص واحد يشك فى هذا الزعيم ويريد أن يكشف حقائق مجهولة عن هذا الزعيم للرأى العام فهذا حقه: لأن هذا الحق لم يكن متاحًا وأصبح متاحًا الآن، من هذه الزاوية اعتبرت تلك المحاكمة ظاهرة صحية. ولكن كونها ظاهرة صحية هذا لا يمنع أن يكون فى مواجهتها ظاهرة صحية أخرى وهى أن ترد على ما هو غير صحيح أو غير صائب وأن تصحح ما يقوله الناس، فإذا كان خصوم جمال عبدالناصر قد وجدوا الحرية فى مهاجمته ومحاكمته، فمن الطبيعى أن الباحثين عن الحقيقة يكون لهم أيضًا حرية مناقشة هذا الهجوم والبحث عما إذا كان صحيحًا أو خاطئًا.

• الحمامصى وخصوم يوليو!

مساحة صمت سادت بيننا لثوان، عاد بعدها صلاح حافظ ليقول: لهذا تصدت روزاليوسف للدفاع عن ذمة جمال عبدالناصر، وغير صحيح أنها تصدت لذلك دون دراسة، وأعتقد أننا فى ذلك الوقت لم نكن فى حاجة أصلاً إلى دراسة!

• قلت: لماذا؟

قال: طوال عهد جمال عبدالناصر لم تكن هناك رقابة على أى أموال مصرية، أو على أية أموال حكومية، وكانت هناك أرصدة للقوات المسلحة لا يراقبها برلمان، وأرصدة للمخابرات لا يراقبها أحد!! أى كانت هناك عشرات ومئات الملايين أمام عبدالناصر لو أراد أن يستفيد منها متاحة له كى يراكمها فى البنوك الأجنبية فى أى وقت يشاء! ومعروف أن أموال المخابرات وغيرها تودع دائمًا فى الخارج، فمن السهل جدًا أن يقتنص منها عبدالناصر ما يشاء فى أى وقت يشاء، ولن تحتاج المسألة عندئذ لشيك صادر من بلد عربى أو غيره، كان يمكن لهذا الشيك لو أراد عبدالناصر أن يسرقه أن يأمر بإدخاله إلى خزانة الدولة، ثم يعود من الخزانة كاعتماد للنشاطات السرية الكثيرة ثم يأخذه عبدالناصر ببساطة وينهبه بسهولة!! • عدت لأقول: وماذا عن الاتهام نفسه؟!

قال: الاتهام نفسه كان فى اعتقادى اتهامًا صبيانيًا! واعتقدت فى ذلك الوقت أن الأستاذ جلال الحمامصى قد تورط فيه، بمعنى أنه أبلغ به من مصادر غير أمينة وغير صادقة وأنه صدَّق هذه المصادر، لكن المدهش فى الأمر الآن أنه بعد أن تم بحث وتحقيق هذا الاتهام وشكلت لذلك لجنة على أعلى المستويات.. و.. وانتهت اللجنة إلى أنه اتهام غير صحيح، ثم أخذ الرئيس السادات نتائج هذه اللجنة وأعلن أن الاتهام غير صحيح.

يدهشنى أن أستاذًا كبيرًا مثل الأستاذ جلال الحمامصى يدرّس الصحافة فى بلدنا، ويعلم الطلبة أن السيد الأوحد للصحفى هو «الحقيقة»، وأن مهمته الأساسية أن ينشر الحقائق على الناس، عاد ليكرر الاتهام نفسه هذه الأيام.

• أسأل: ما تفسيرك لذلك يا سيدي؟!

قال بحسم: هذا التكرار لا يمكن تفسيره إلا بأن الحمامصى يتهم اللجنة التى حققت، ويقول أنها كانت واقعة تحت ضغط لكى نلون تحقيقها وتبرئ جمال عبدالناصر، وأنا لا أعتقد أن هذا كان صحيحًا، لأننا لم نسمع كلامًا من أى عضو من أعضاء هذه اللجنة قال فيه أنه قد ضغط عليه لكى يزيف ذمته، ولو كان هذا صحيحًا فلماذا لا يتكلمون اليوم.

• قلت: عندى تفسير يا سيدى.

قال المايسترو: ما هو؟!

• قلت: سبق أن أشرنا إلى جبهة خصوم يوليو التى تهاجم بضراوة ثورة يوليو وكل رموزها وفى مقدمتها جمال عبدالناصر.. وأعتقد أن كتاب الحمامصى الجديد إنما يمثل المدفعية الثقيلة فى هذه المعركة.

ابتسم صلاح حافظ وأضاف: أوافقك.. فهذا الإلحاح على تناول ذمة  عبدالناصر فى اعتقادى هو جزء من الحملة الملحة ليس فقط على تناول «ذمته» ولكن على تناول قيمة ثورة يوليو، هل هى ثورة أم انقلاب؟! وأيضًا قيمة إنجازاته هل هى إنجازات طورت مصر أم كانت نكسة؟ وهل كانت الثورة عصر نور أم عصر ظلام؟! هذه المعركة مستمرة، وستظل مستمرة طويلاً جدًا فى مصر.

وأعتقد أن الأخطر من الذى كتبه الحمامصى هو تلك المناقشات التى تدين ثورة يوليو كثورة، وتدين إجراءاتها، وتتهم السد العالى،وتتهم مجانية التعليم والإصلاح الزراعى.. و.. وهذا أخطر وإذا وضعنا أمثال هذه الحملات إلى جانب حكاية الشيك إياه أبو 15 مليون فإنه يبدو مجرد «نونوة قط فى غابة مليئة بزئير الأسود والنمور»!!

• أشفق على الحمامصى!!

قلت: يندهش الحمامصى أيضًا فى كتابه كيف أن الذين قاسوا فى معتقلات وسجون عبدالناصر أقسى أنواع العذاب كانوا على قمة الذين انبروا يناقشون الذين مسوا ذمة عبدالناصر.. فهل كان الحماصى يتصور أن هؤلاء أول من سيقفون بجواره حتى ولو كانوا من اليساريين؟!

قال بحسم: عبدالناصر كان زعيمًا للأمة المصرية والأمة العربية، وقد نجح فى أن يحفر اسمه فى ضمائر الشعب المصرى والشعوب العربية، وفى وقت من الأوقات كان القتلى من ثوار الجزائر عندما يحمل الفرنسيون جثتهم يفاجأون بصورة جمال عبدالناصر معلقة بواسطة سلسلة فى صدورهم: عبدالناصر هو الرجل الذى أقنع جميع التيارات بصدق وجدية وفائدة ثورته وأقنع حتى الذين اختلفوا معه فى فترة من الفترات بأنه زعيم يجب أن يؤيد، ويجب أن تؤيد ثورته! فإذا كان هناك قوم سجنوا أو عذبوا ثم اقتنعوا بأن عبدالناصر على صواب فنسوا آلامهم الشخصية فأيدوا عبدالناصر لصالح الشعب المصرى،فليس هؤلاء القوم هم الذين يجوز نقدهم أو التعبير عن الدهشة لموقفهم، إنما الجدير بأن يكون موقفهم مدهشًا هم الذين يعتقدون أن الألم الشخصى كفيل بأن يغمض الإنسان عينيه عن الحقيقة الساطعة والناصعة هؤلاء الذين عذبوا فى عهد عبدالناصر وأيدوه برغم ذلك يجب أن تعلق على صدورهم نياشين الوطنية، والإخلاص للشعب والإخلاص للحقيقة!

وأنا أعتقد أن الأستاذ جلال الحمامصى سيدهش جدًا عندما يعلم أن تأييد عبدالناصر من جانب عدد كبير جدًا من اليساريين قد جرى وبدأ وأعلنوه وهم فى السجن، وظلوا فى السجن أيضًا وهم متمسكون به، لأن الذين سجنوا فى عهد عبدالناصر لم يكونوا حثالة قوم، ولم يكونوا باحثين عن أهداف شخصية إنما كانوا مناضلين فى سبيل الشعب المصرى، وفى سبيل مصر كوطن!

ولو أن آلامهم الشخصية فى السجن منعتهم من أن يعلنوا التأييد لسياسة عبدالناصر المفيدة لبلادهم لكانوا بذلك قد خانوا وطنهم، وجعلوا آلامهم الشخصية أولاً ثم الوطن ثانيًا، لكنهم كانوا أرفع من أن يرتكبوا هذه الجريمة البشعة.

• قلت للأستاذ صلاح حافظ: هل تأذن لى بوجهة نظر متواضعة؟! قال: كلى آذان صاغية. قلت: لعلك تعرف ويعرف الجميع أن الأستاذ الحمامصى بدأ حياته السياسية «وفديًا» ثم ما لبث أن انشق عن حزب الوفد وشارك مع مكرم عبيد فى وضع الكتاب الأسود الذى هاجم الوفد والنحاس باشا زعيم الوفد.. وقيل أن القصر الملكى لعب دورًا فى إعداد هذا الكتاب لتشويه الوفد، ثم تقوم ثورة يوليو وكان الحمامصى واحدًا من المقربين لعبدالناصر الذى أولاه ثقته وجعله رئيسًا لتحرير جريدة الجمهورية جريدة الثورة، ويرحل عبدالناصر ويتولى السادات الحكم ويعود الحمامصى رئيسًا لتحرير الأخبار وينهال هجومًا على عبدالناصر فى كتابه «حوار وراء السوار» ثم يرحل السادات فيصدر كتابه «القربة المقطوعة» وفيه هاجم عبدالناصر والسادات أيضًا.. وأذكر أننى فى ذلك الوقت قدمت عرضًا للكتاب على صفحات الزميلة مجلة الوادى وكنت أنت أحد مستشاريها أقول فى تلك المقالة: «فى حياة مصر الثقافية والسياسية ظاهرة غريبة يمكن أن نسميها البطولة المؤجلة! ومن بين هؤلاء الأبطال الكاتب الصحفى المصرى جلال الدين الحمامصى».

والآن أسأل كواحد من أبناء يوليو: ما الذى سوف يقوله الحمامصى ذات يوم عن عصر مبارك وما تفسيرك يا سيدى لظاهرة البطولة المؤجلة؟!

صمت الأستاذ صلاح حافظ لحظات.. عاد بعدها ليقول لي:

تقدر تنشر هذا السؤال كاملاً زى ما قلته دلوقتي! لكن أنا أشعر بحرج شديد فى الإجابة على مثل هذا السؤال إشفاقًا على أستاذ من أستاذة الصحافة هو الأستاذ جلال الحمامصى،وأعتقد أنك يجب أن توجه هذا الاتهام إلى الأستاذ الحمامصى شخصيًا لكى يرد ويفسر فقد يكون عنده التفسير!

• اغتيال الزعامات المصرية!

• قلت: يحفل تاريخ مصر السياسى بظاهرة فريدة، أقصد اغتيال الزعماء لبعضهم البعض، وكلما وصل زعيم إلى كرسى الحكم أدان واغتال الزعيم الذى قبله! فمثلاً كان أحمد عرابى فى نظر زعماء الحزب الوطنى خائنًا وعميلاً، وكان سعد زغلول فى نظر زعامات الحزب الوطنى زعيم الرعاع.. جاء عبدالناصر فاعتبر أن يوم 23 يوليو بداية تاريخ مصر وأدان كل زعماء مصر قبل الثورة، أما السادات فقد اعتبر 15 مايو هو بداية التاريخ وحدد زعماء مصر بخمسة فقط ما يلفت النظر حقًا ويدعو للدهشة أن الرئيس حسنى مبارك يؤكد عبر أحاديثه الصحفية وفى عشرات المناسبات احترامه الكامل لكل الزعامات المصرية وأيضًا لم يهاجم واحدًا منها.. لمذا شذ حسنى مبارك عن هذه القاعدة؟

ضحك الأستاذ صلاح حافظ وقال وهو يستمر فى الضحك: على العموم الواحد قبل أن يجيب على هذا السؤال لا يملك إلا أنه يضحك، لأنه من التفسيرات الطريفة لهذه الظاهرة أنها ظاهرة مصرية أصيلة وفرعونية، فمن المعروف أن كثيرًا من الفراعنة كانوا عندما يصلون إلى عرش الحكم كانوا يبدأون عهدهم بمحو أسماء الحكام الذين سبقوهم من فوق جدران المعابد ويضعون أسماءهم فوق هذه الإنجازات.

لذلك فإن كثيرًا من المؤرخين ينظرون بتحفظ شديد إلى ما هو معروف عن معارك رمسيس وتحتمس بالذات ويعتقدون أن كثيرًا من هذه المعارك قد قام بها فراعنة سابقون، وبعضهم اكتشف أن أحد هؤلاء نسب إلى نفسه انتصارات حربية باهرة لا يمكن أن يقوم بها لسبب بسيط أنها قد وقعت قبل مولده بزمن طويل.

شاركنى الأستاذ صلاح حافظ الابتسامة ثم قال:

أما فى العصر الحديث ومحاولات طمس ما هو سابق وإدانته فقد بدأته أساسًا ثورة يوليو، قبل الثورة كان يحكم مصر الأسرة العلوية «نسبة إلى محمد على» وكان أحمد عرابى خصمًا للأسرة العلوية التى تمرد عليها، وكان رأى الأسرة العلوية فيه وأيضًا الحزب الوطنى «حزب مصطفى كامل» أن عرابى خائن لأنه قام بثورته بالاتفاق مع الإنجليز ليتيح لهم دخول مصر! ومع ذلك كنا ندرس فى المدارس تاريخ عرابى الحقيقى كاملاً، وكنا نعلم كأطفال أنه كان فى مصر زعيم مناضل يناضل من أجل حرية البلاد اسمه عرابى، ونعرف أنه هزم بالخيانة وبتحالف الخديو توفيق مع الإنجليز ضده، كان هذا كله ندرسه فى ظل الأسرة الملكية العلوية.

ولم نكن قد عرفنا بعد مسألة طمس الزعامات السابقة أو إعادة صياغة التاريخ حيث يروق للحاكم وحده.

• أقول له: لماذا؟!

يقول: لأن النظام كان نظامًا دستوريًا، والملك كان مقيد السلطات، فلا يستطيع أن يمنع تدريس كتاب من كتب وزارة المعارف يحوى كل هذه المعلومات.

• خطيئة يوليو الثقافية!

• قلت: وماذا جرى بعد الثورة؟!

قال: عندما جاءت ثورة يوليو وكان عليها أن تواجه راكمًا طويلاً سابقًا على قيامها، وأن تمحوه.. فمحت الإقطاع والملك والسياسيين السابقين والأحزاب.. و.. وفى غمرة الحماس لمحو الماضى السيئ ارتكبت خطيئة هى محاولة المحو الثقافى أيضًا.

• قلت: ولماذا نعد ذلك خطيئة؟

قال: أصبح تاريخ مصر يبدأ يوم 23 يوليو 1952، وكل ما هو سابق على هذا التاريخ عصر جاهلية وليس فيه نقطة واحدة مضيئة.. ليس فيه سعد زغلول، أو ثورة 19، ليس فيه عرابى، ومصطفى كامل ليس فيه شيء بالمرة، وأعتقد أن الثورة أدركت هذا الخطأ عندما وصلت إلى مرحلة التفكير فى الاشتراكية وإصدار الميثاق الوطنى،ففى الميثاق سمع الجيل الجديد لأول مرة عن ثورات سابقة ونضال سابق للشعب المصرى،ثم أدين هذا التاريخ من زاوية أنه لم ينجح فى تحقيق المطالب الوطنية، وبذلك نسبت ثورة يوليو نفسها إلى الثورات السابقة بدلاً من أن تعاديها، وأنها جاءت لتكمل رسالة ثورة 19.

يضيف الأستاذ صلاح حافظ: وكان هذا فى رأيى تصويبًا لا بأس به للماضى،لكن العادة استمرت عادة أن كل ما هو من إنجاز يوليو صائب ورائع وعظيم، وكل ما أنجز فى الماضى لا وجود له أو قاصر وعقيم!

• قلت: نأتى للسادات يا سيدى!!

قال: كانت مشكلة السادات فى البداية أنه حل محل زعيم له رصيد ضخم، وكان عليه أن يملأ المكان بأن يصنع لنفسه رصيدًا، وقد صنع بالفعل رصيدًا، عندما أوقف سلطات الأجهزة السرية والخفية وفتح الباب لحرية التعبير وإضفاء المشروعية على التيارات الفكرية المختلفة التى كانت داخل الاتحاد الاشتراكى ثم عندما تحولت إلى أحزاب ثم إلغاء الرقابة عن الصحف وحرب أكتوبر.. و.. إلخ.

وعندما تشكل للرئيس السادات هذا الرصيد من الإنجازات، بدأ يمارس نفس العادة «اليوليوية» وهى أن التاريخ يبدأ بالإصلاحات التى حققها، وكل ما هو سابق عليها كان خطأ، ولعلك تذكر أن السادات كان فى كل خطاب له يحصى هذه الإنجازات فيقول سنة 71 عملنا ثورة التصحيح وسنة 72 الدستور الدائم وسنة 73 حرب أكتوبر وهكذا.

وأصبح هذا هو بداية تاريخ مصر، بل بالغ السادات فى هذا الاتجاه وقرر تشكيل لجنة لإعادة كتابة التاريخ وصياغته، ومن المؤكد أن هذه اللجنة لو أنها قد قامت بهذه المهمة فى ظل حكم السادات لكان التاريخ قد كتب وقد حذف منه ليس محمد نجيب وحده بل عبدالناصر أيضًا.. يضحك الأستاذ صلاح قائلاً: أعتقد كده!!

تسألنى فى أول الحديث لماذا لم يفعل ذلك الرئيس حسنى مبارك؟! وهذا سؤال وجيه جدًا!! انبسطت وقلت: أقصد لماذا شذ الرئيس مبارك عن القاعدة؟!

قال: لعلك لاحظت من سردى السابق أن نزعات إلغاء التاريخ السابق، وأن التاريخ يبدأ بحاكم معين هى نزعات مرتبطة بطراز واحد من الحكم، هو طراز السلطة المطلقة! فعندما يمتلك الحاكم سلطة مطلقة فإنه يميل بحكم النزعات النرجسية الطبيعية فى أى إنسان أن يعتبر عهده هو بداية تاريخ شعبه، لهذا شاهدنا هذه الظاهرة فى عهد عبدالناصر وأيضًا فى عهد السادات لم نشاهدها فى عصر فاروق لأنه لم يكن حاكمًا مطلقًا فقد كان مقيدًا بدستور، وصحافة حرة وحكومة هى المسئولة.. إلخ.. فإذا خرجنا من هذا بقاعدة فأننا يمكن أن نلخصها فى أنه إذا غابت الديمقراطية وكان الحاكم مطلقًا فإنه بالضرورة سينفى كل ما سبقه وسيمحو كل ما سبقه، ويعتبر أن الحياة بدأت به.

إذا طبقنا هذه القاعدة الآن  على الرئيس حسنى مبارك نستطيع أن نقول إذن أن رفض حسنى مبارك لمحو ما سبقه دليل على أن عهده عهد ديمقراطى وأنه مخلص حقًا لقضية الديمقراطية.

وليس صدفة ولا هو شىء عجيب يستحق الدهشة والتساؤل أن الرئيس مبارك لم ينقض أو يمحو تاريخ السابقين عليه لأنه ببساطة فى رأيى أن مبارك قرر أن يكون حاكمًا ديمقراطيًا.

• مبارك صورة بالكلمات!!

• قلت: لماذا لا تحاول أن ترسم صورة بالكلمات للرئيس مبارك؟!

قال: بالنسبة للرئيس مبارك ينطبق ما سبق أن قلته لك أننى ليست لى علاقة حميمة بالحاكم، لم ألتق أبدًا بعبدالناصر، جمعتنى بالسادات مناسبات وكان بيننا حوارات، وجمعتنى بالرئيس مبارك مناسبات وكان بيننا حوارات، ولكن كل هذا لا يرقى إلى مستوى العلاقة الحميمة.

وأنا لم أعرف الرئيس مبارك إلا بعد حرب أكتوبر وبعد أن صار بعدها نائبًا لرئيس الجمهورية، وأيضًا كان ذلك بحكم المصادفة فقد ذهبت كصحفى معه فى جولاته خارج مصر.. واحدة من هذه الجولات كانت جولة طويلة فى البلاد العربية، فمن الطبيعى أن أراه كل يوم وأن نتحدث أنا أريد معرفة الكثير عن حرب أكتوبر العظيمة ودور الدفاع الجوى والطيران و.. وكان مبارك يشرح لى ويفهمنى،وأذكر أنه بعد بضعة أيام من مناقشتنا أحسست أنه لا بد من كتابة كتاب عن هذا الطراز من الدفاع الجوى الذى تم، فقد كان قائمًا على تكنولوجية حديثة جدًا ومعقدة.. وكانت هذه المعلومات التى يشرحها لى نائب الرئيس شيئًا جديدًا ومغريًا تمامًا.. واقترحت عليه أن يستكمل ما بدأ بشرحه لى وأن نتولى نشره فى روزاليوسف.. وأذكر أنه وافق على الاقتراح.. ولكن ظروفه المتلاحقة ومسئولياته العديدة ربما شغلته عن الكتابة. بعد ذلك كانت هناك مناسبات تجمعنا من وقت إلى آخر، ولقد تركت عندى انطباع أنه رجل شديد الانضباط مع نفسه، وأنه ليس من طراز الرجال الذين يأخذون قرارات عصبية أو قرارات غاضبة، وأن من طبيعته الحساب الدقيق ليتخذ أسلم القرارات.

• قلت: ربما بحكم أنه طيار سابق، والمليمتر فرق قد يكلف الطيار حياته؟!

قال: ده صحيح طبعًا، والمسألة ليست هزارًا، يعنى عندما تقود الطائرة.. لا تستطيع أن تغضب مثلاً فتترك الطائرة.

كذلك عرفت أنه أخلاقيًا رجل شديد الإنصاف وشديد الحرص على أن يكون عادلاً، فلا يترك نفسه لسماع كلام يتأثر به.. فلا يتخذ أية قرارات بناء على كلام سمعه، والحقيقة أننى أعجبت به، ثم إنه رجل شديد البساطة لا يحيط نفسه بهالة من العظمة، ولا يوجد فى داخله إحساس أنه متفوق على الآخرين أو أنه شخصية فذة والآخرين أقزام، وهذه صفات وقيم لا يمكن قياسها، فهو رجل يؤمن بالأشياء التى يمكن قياسها وهذا أيضًا بحكم مهنته وخبرته كطيار، هذا إحساسى وشعورى ناحية الرئيس مبارك.

من جانبه شعرت أنه يشعر بنوع من المودة نحوى،وبين وقت وآخر إذا كنا فى اجتماع مثلاً يداعبنى إذا كنت أرتدى بدلة جديدة فيسألنى: البدلة دى منين!

أذكر مرة بعد أن صار رئيسًا للجمهورية أن دعا رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات إلى الاجتماع به، رغم أننى كنت قد تركت رئاسة تحرير روزاليوسف إنما دعيت، وذهبنا.. جلسنا فى حجرة حول ترابيزة بسيطة منتظرين مجيء الرئيس.. أنا كنت أقف فى مواجهة الترابيزة، ودخل الرئيس ولم أشعر بدخوله، فلم يحدث زيطة أو حد قال انتباه.. المهم أن الرئيس صافح الجميع وعندما وصل ناحيتى صافحنى ثم قال لي: إيه ده يا صلاح أنت ما بتكبرش خالص.. وده أنت زى ما تكون مش عايش معانا!! وضحكنا جميعًا، وأحسست من تعليق الرئيس أنه قد بدأ يشعر بهموم المسئولية وهموم البلد.. وأن أنا ليست عندى هموم فأبدو شابًا ذا شعر أسود فاحم. ضحك صلاح حافظ وقال: طبعًا الذى لا يعلمه الرئيس مبارك أن مظهرى الذى يبدو شبابًا طول الوقت هو مظهر وراثى، وأن والدى الذى تجاوز التسعين من عمره أكثر شبابًا مني!! • كلهم فوجئوا بالثورة:

• قلت للأستاذ صلاح حافظ: عندما قامت الثورة فى 23 يوليو 1952 كنت تعمل صحفيًا فى جريدة الأخبار التى يملكها مصطفى وعلى أمين.. وبحكم اقترابك الشديد منهما هل كانا على علم بموعد قيام الثورة.. أم أن الأستاذ هيكل وحده كان يعلم! بينما يرى آخرون أن إحسان عبدالقدوس وأحمد أبو الفتح كانا على علم بذلك الموعد؟!

قال: لم يكن أحد من هؤلاء جميعًا يعلم بموعد قيام الثورة.. لا ده .. ولا ده.. أو ده.. بالعكس مصطفى وعلى أمين من الذين فوجئوا بحكاية الثورة.. والأمريكان كانوا يعلمون أن هناك تنظيمًا!! وأن الملك منهار!! ويوجد وضع قابل للانفجار.. وهناك تنظيمات عديدة.. وممكن الثورة تحدث من جانب الإخوان المسلمين أو من اليسار.. فالناس كلها متحفزة!!

• قلت مستوضحًا: من هنا كان إلقاء القبض على مصطفى وعلى أمين فى الأيام الأولى للثورة.

قال: طبعًا.. وبالإضافة إلى مصطفى وعلى أمين كان قد تم القبض على اللواءات والوزراء وبعض زعماء الأحزاب.. فكل هؤلاء اعتبرتهم الثورة رموزًا للنظام القديم المنهار.. أيضًا كان معروفًا للكل مدى العلاقات القوية بين أخبار اليوم وبين الأمريكان والإنجليز.. لهذا كانت الثورة تريد تأمين نفسها ضد هذه القوى بالقبض على مصطفى وعلى أمين.

معنى هذا كله أن موعد الثورة لم يكن يعلم به أحد على الإطلاق.. وما عرفناه بعد ذلك بسنوات طويلة أن موعد قيام الثورة لم يكن فى  يوليو 1952 بل كان فى سنة 1955.. ولكن ضباط يوليو عجلوا بالموعد بعد أن عين الملك قريبه إسماعيل شيرين وزيرًا للحربية لكى يؤدب «هؤلاء العيال»!!

• عبدالناصر.. السادات وصحافة مصر!

• قلت: لا أدرى تفسيرًا لهذه الظاهرة: أن الرئيس عبدالناصر نادرًا ما أدلى بحديث صحفى إلى صحيفة مصرية، بينما السادات كان كثيرًا ما يدلى بأحاديث صحفية لرؤساء التحرير المصريين ربما كانت مجلة روزاليوسف صاحبة أكبر نسبة من هذه الأحاديث.. ما تفسيرك أنت لموقف الرئيس من الصحافة المصرية؟!

قال: الواقع أنه فى عهد عبدالناصر كانت هناك عملية لبناء صورة عبدالناصر فى الخارج، وأخرى لبناء صورته فى الداخل، كانت الصورة التى بنيت له فى الداخل هى صورة الرجل الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أى أنه شبه إله.. وأعتقد أن رفض عبدالناصر للإدلاء بأحاديث للصحف المصرية كان يعكس ما سبق أن أشرت إليه من خصومة بين الثورة وبين الصحافة المصرية، أو على الأقل التقليل من شأن هذه الصحافة، لماذا أتكلم مع صحافة أملكها؟!

ثم أتحدث مع من؟! إن أى صحفى هو موظف عندى فلماذا أوثره بحديث صحفى وأجلس معه الساعات الطويلة ليخرج بحديث صحفى يصبح بعده اسمًا لامعًا.

وقد يكون من أسباب عزوف عبدالناصر عن الإدلاء بأحاديث للصحافة المصرية، ولا أريد أن يكون هذا اتهامًا، هو إصرار هيكل على أن يكون الأوحد الذى ينفرد بالحديث مع جمال عبدالناصر ويناقشه، فلو أن عبدالناصر مثلاً تحدث مع «زيد» من الصحفيين لكان هذا إعلانًا بأن زيد لا يقل أهمية عند عبدالناصر من «السيد هيكل»، ولا تنسى أن هيكل كان رصيده الأساسى أنه المحاور اليومى لعبدالناصر وأن مقاله الأسبوعى «بصراحة» أنما هو أفكار عبدالناصر، أو هكذا اعتقد الناس! وأعتقد أن هيكل قد لعب دورًا فى أن يجعل عبدالناصر لا يتحدث إلى الصحافة المحلية وإن كنت غير واثق بالطبع من هذا الاتهام!

وأعتقد أيضًا أنه قيل لعبدالناصر أن الرئيس الأمريكى لا يتحدث إلى الصحافة الأمريكية، فأغراه المستشارون أن يفعل نفس الشيء على أساس أن الرئيس هو الدولة! والدولة لا تتحدث مع نفسها! وأنما تتحدث إلى الأجانب، وهذا فى الواقع تقليد موجود فى الولايات المتحدة ولم يحدث سوى مرة أو اثنتين أن أدلى رئيس أمريكى بحديث إلى محرر صحفى محلى.

• قلت: ماذا كان وقع هذه الظاهرة على باقى الصحفيين؟!

قال بأسى شديد: هذه الظاهرة كانت نوعًا من الإذلال اليومى للصحافة المصرية، كان جميع الصحفيين يشعرون أنهم صحفيون من الدرجة الصحفية العاشرة، وكان عبدالناصر يتحدث بالساعات مع صحفى هندى أو يوغسلافى أو باكستانى أو أمريكى أو سوفيتى ولا يجلس دقيقة واحدة مع صحفى مصرى ليدلى إليه بحديث.. ابتسم صلاح حافظ ثم قال لي: مرة واحدة فقط خالف  عبدالناصر هذه القاعدة وأدلى بحديث صحفى إلى المرحوم «كامل الشناوى» وكانت أعجوبة صحفية، وكتب كامل الشناوى الحديث بلهجة شاعرية جميلة ورائعة وأدبية إلى أقصى الحدود، وكان هذا يعتبر نصرًا صحفيًا لم يسبق له مثيل فى الصحافة المصرية.. وأنا لى ذكرى بصدد هذا الحديث بالذات، لأنى كنت وقتها مسجونًا، وكتبت رسالة إلى كامل الشناوى أتحدث إليه عن الظروف السياسية الموجودة فى مصر، و.. ووكنت قد أصبحت مؤيدًا لعبدالناصر وثورته بعد إعلان قرارات يوليو الاشتراكية.. وفوجئت بكامل الشناوى بأن يخصص سؤالاً من أسئلته لهذه الرسالة.

• مفيش لزوم!!

• قلت: وكسر السادات القاعدة وتحدث لغالبية الصحف والمجلات المصرية وخص روزاليوسف بعدد لا بأس به.

قال: نعم فى البداية كسر السادات هذه القاعدة، وأعتقد أن لهذا أسباب، أن السادات أراد أن يتمايز عن عبدالناصر ويختلف عنه فى هذه الناحية، وثانيًا ربما أراد السادات أن يكسب ود الصحافة المصرية بموقفه هذا، وفى اعتقادى أنه ربما يكون أهم الأسباب أى السادات نفسه كان صحفيًا وكان يدرك على عكس عبدالناصر أن حرمان الصحف المصرية من الأحاديث مع الرئيس فيه إذلال للصحافة المصرية، وأعتقد أن هذا الشعور بالمذلة لا القارئ يدركه ولا الحاكم ولكن الصحفى فقط هو الذى يدركه!

وربما أراد السادات أن يقول أن هيكل لم يعد هو الوحيد الذى يتحدث معى،وأنتم جميعًا مدعوون إلى مائدة الحديث.

• قلت: وكيف كان يتعامل مع الأحاديث التى أجرتها معه روزاليوسف هل كان يقرأها قبل النشر؟ هل كان يحذف منها بعض الإجابات؟

قال: لم ينس السادات وهو يدلى بهذه الأحاديث كونه صحفيًا، فقد كان يدرك جيدًا تفاصيل المهنة! وكان يعرف أن ما يقوله سيكتب مرة ثانية وبلغة غير التى تكلم بها.. وكان يعلم ما أهمية الحديث هذه المجلة أو الصحيفة.

وقد نشرنا فى روزاليوسف عددًا من الأحاديث له أجراها الأستاذ عبدالرحمن الشرقاوى والأستاذ عبدالستار الطويلة، ولم نرسل بنسخة من الحديث إلى رئاسة الجمهورية لكى يقرها بل فقط على سبيل الإعلام وفى حدود خبرتى أن السادات كان يقول عندما نعرض عليه كصحفى أن نرسل له الحديث ليقرأه قبل النشر كان يقول: مفيش لزوم! اكتبه أنت! أى أنه لم يكن مهتمًا بمراجعة أحاديثه أبدًا، كان يدلى بالحديث ثم يترك لك كصحفى أن تكتبه كما تشاء.

صمت الأستاذ صلاح حافظ كمن تذكر شيئًا وعاد ليقول: مرة واحدة فقط طلب منى السادات أن أذهب إليه فى الإسكندرية ومعى عبدالستار الطويلة بشأن حديث أجراه عبدالستار.. و.. ودار حوار أربع ساعات بين السادات وبيننا حول هذا الحوار المثير. رشـاد كامـل