الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لازم نصيّف

عائلات كثيرة قررت أن تتحدى أجواء الفزع من الفيروس، إلى البحر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا، بالمقارنة بما كانت عليه عقب عيد الفطر الماضى.



الجميع يريد أن يستجم ويتخلص من ضغوط الامتحانات وإصابة بعض الأقارب والأيام الصعبة، أملاً فى الاستمتاع بيود البحر، والبعد أن روتين الحياة، واستعادة ذكريات المصيف السنوية، حتى إن قلت بعض الشىء بسبب استمرار الخوف من كورونا..

عيد الأضحى غير الفطر فى الساحل

قررت أحلام محمود، الشهيرة بوالدة توأم الثانوية العامة، أن تستثمر إجازه عيد الأضحى وأن تهرب إلى شاليه العائلة فى الساحل الشمالى، رغم تشديد قريتها على أن لا يدخل القرية غير ملاك الشاليهات وأسرهم فقط وعدم اصطحاب أى فرد غيرهم، وكانت تجربتها فى قضاء عيد الفطر غير مرضية.

 خلال عطلة عيد الفطر الماضى شعرت أحلام وأسرتها أنهم معزولون فى مكان مهجور لا يسمع فيه غير صوت الهواء من كل الاتجاهات، وكأنهم ليسوا فى الساحل الشمالى، فالسوبر ماركت مغلقة والكافتيريات جميعها مغلق، وحمامات السباحة فارغة، لا شىء يمكن فعله سوى أن تجلس أمام البحر حتى المغرب، وبعد غروب الشمس ممنوع الجلوس أو الاقتراب من البحر بأى شكل.

 لكن الوضع اختلف الآن، «فبعد أن فقدت كل أعصابى بسبب ابنى وابنتى التوأم اللذين كانا من محاربى الثانوية العامة، وكنت أحارب معهما بكل طاقتى حتى أوفر لهما الراحة والهدوء أثناء الامتحانات التى امتدت نحو الشهر، فكلنا نريد أن نشعر باستجمام فى إجازة العيد وقبل ظهور النتيجة وما سيتبعها من إجراءات التنسيق لدخول الجامعة».

حال القرية فى الساحل الشمالى أيضا تبدل، كما تحكى أحلام «أبلغنا مجلس إدارة القرية أنه تم ملء حمامات السباحة وفتحت الكافتيريات، لكن مع منع الحفلات التى كانت تقام ليلًا حول حمامات السباحة، وفتحت السوبر ماركت، ومازال البحر مغلقًا، لكن لايهم فنحن نريد أن نشم يود البحر وراضي ين بهذا،  ومتشوقين أن نرى كل هذا على طبيعته». 

 أحمد وأصدقاؤه فى شاليه العين السخنة

أما حلمى أحمد، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة، فيؤكد أنه بعد أدائه الامتحانات التى انتهت قبل العيد بقليل، قرر أن يسافر لقرية سياحية بالعين السخنة والتى بها شاليه العيلة وأن يصطحب أصدقاءه المقربين، ليقضوا معه أسبوع العيد.  وقررت أسرة حلمى أن تذهب إلى هناك بعد العيد حتى تقضى إجازة الصيف، فهو لم يسافر منذ العام الماضى، ولكنه قرر أن يذهب بعد ما عرف من إحدى جيرانه بالقرية أن القرية قد وفرت الكثير من الخدمات التى لم تكن متواجدة فى العيد الماضى، فبنوا مستشفى صغير داخل القرية وأيضا يقومون يوميًا بالتعقيم اللازم فى شوارع القرية وأيضًا حول حمامات السباحة.

 كل هذه الأشياء تجعل حلمى يطمئن أن يجلس هناك وأن يأخذ أصدقاءه معه حتى لا يشعر بالوحدة قائلاً: أنا وأصدقائى نحتاج لفترة من الاستجمام بعد ما فقدنا صديقنا الذى توفى بسبب فيروس كورونا ،لذلك نحتاج أن نغير جو وأن نرتاح من التوتر الذى عشناه الفترة السابقة، فالعين السخنة بالنسبة لى «مكان مهيأ»، لذلك والقرية توفر الكثير من النشاطات لا أعرف إذا كانت متواجدة إلى الآن أم اختفت بسبب الإجراءات الاحترازية مثل رحلات الصيد، وحفلات السمر ليلاً على حمامات السباحة وأيضا النشاط الرياضى التى كانت تقوم به القرى مثل فرق كرة القدم والسلة واليد ولكن إذا غابت هذه النشاطات فنحن سوف نعتمد على الألعاب المعتادة مثل الكوتشينة والطاولة والشطرنج حتى لا نشعر بملل فى الليل لأنى أعرف أن الجلوس أمام البحر ليلًا ممنوع فى القرية.

 الفندق يطبق الإجراءات الاحترازية

إيمان على، طالبة بالفرقة الرابعة أيضًا، وكانت تسافر إلى الساحل الشمالى مع أهلها لقضاء إجازة الصيف كل عام، لكن هذا العام هم خائفون من العدوى بفيروس كورونا لأنهم كانوا يأجرون الشاليه من صاحبه، وهم يرفضون فكرة الإيجار بسبب تخوفهم من الفيروس. قرر والد إيمان  استبعاد فكرة تأجير شاليه فى الساحل الشمالى، وفضل أن يذهبوا إلى أحد الفنادق بالعين السخنة وأن يكتفى بأسبوع واحد، بدلا من الشهر الذى اعتادوا عليه منذ سنوات، «محتاجين نغير جو لأن فى الصيف لازم نصيف، حتى نخرج من ضغوط الحياة التى واجهتنا خلال العام، وكان هذا العام أكثر ضغطًا وتوترًا، فأبى فضل الفندق لأن فى الفنادق يوجد توعية أكثر، وأيضًا لأن نسبة الإشغال أقل من النصف فهذا يضمن لنا عدم الاختلاط بالكثير من الأشخاص، وفى الفنادق يقومون برش وتعقيم الغرفة كل يوم فهذا مريح لنا وأيضا جودة الطعام، ومراعاة مسافة لاتقل عن مترين بين الطاولات، والاعتماد على أدوات الطعام التى تستخدم مرة واحدة، وقياس درجة الحرارة قبل دخول المطاعم وأيضا توجد زجاجات كحول فى كل مكان حتى نقوم بتطهير أيدينا».

 نتحدى الفيروس بالمصيف

أما المهندس محمود أحمد، فقرر هو وأسرته الذهاب إلى شاليه العيلة بالساحل الشمالى فى العيد، والعودة بعد العيد ويترك العائلة لتستكمل المصيف، على أن يعود إليهم فى آخر كل أسبوع، ليقضى معهم نهاية الأسبوع، قائلا: «سأكون مطمئنًا عليهم هناك، لأن القرية بها الكثير من الاحتياطات، وفى نفس الوقت سوف يستمتعون بالجو العام، حتى لا يصابوا بالاكتئاب بسبب الخوف من الفيروس، فنحن معنا المطهرات اللازمة التى سوف نطهر بها الشاليه، والقرية تقوم بالتطهير والرش خارج الشاليهات باستمرار وأيضا يقومون بتطهير الشيزلونج بعد كل فرد، فالأولاد يريدون أن يقضوا بقية الإجازة فى الساحل وأنا لا أستطيع أن أمنعهم لأنهم مروا بالكثير خلال الفترة السابقة».

 كانت زوجة المهندس محمود قد أصيبت بفيروس كورونا، وبعد ما تم شفاؤها، تريد الأسرة الاستجمام حتى لو أغلقت القرية الشاطئ  خلال العيد، لأن الجو والجلوس أمام البحر متعة أكثر من المنزل.