الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

النبوي المهندس .. صاحب المنظومة الصحية

 النبوى المهندس، وزير الصحة الذى أسَّس العمود الفقرى، للمنظومة الصحية التى تنحاز للبسطاء والفقراء، وهى المنظومة التى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية، ثورة صحية فى دول العالم الثالث.



 

وعنه يقول استشارى أمراض القلب والأوعية فى مستشفى التأمين الصحى، ومنسق اللجنة  المصرية للدفاع عن الحق فى الصحة، محمد حسن خليل: «الدكتور النبوى تولى وزارة الصحة فى ظرف بالغ الأهمية والحساسية؛ حيث اعتصم الأطباء من دفعة 1957 فى النقابة، بعد أن أنهوا فترة الامتياز، وظلوا يطالبون بفرصة عمل لمدة 10 أشهر، وخلال هذه الفترة وضع مجموعة منهم مشروعًا للرعاية الصحية فى مصر، فكان رأيهم أن المرض منتشر ويحتاج لأطباء وأيضا لمؤسسات، فوضعوا خطة عمل لمؤسسات يعمل فيها الأطباء وتعالج المرضى، وانضم إليهم بعض أساتذة الكلية».

 كان التقسيم الإدارى فى مصر وقتها، يتضمن 25 محافظة بها 125 مركزًا و3 آلاف قرية، ووُضعت الخطة على أساس أن يكون فى كل قرية وحدة صحية، ووحدة أكبر فى كل 10 قرى، ومستشفى مركزى فى كل مركز، ومستشفى عام فى عاصمة كل محافظة.

 ويكمل د.محمد حسن خليل: تدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لحل مشاكل الأطباء بين الوزير وقتها نور الدين طراف والأطباء، وانتهى الموضوع باختيار واحد من بين هذه المجموعة التى بلورت مشروع المنظومة الصحية فى مصر وهو الدكتور النبوى المهندس الذى تم تعيينه عام 1959 وزيرًا للصحة، واستمر فى المنصب حتى أواخر 1968 أى خلال 3 حكومات متعاقبة، وبهذا يصبح أطول وزير صحة فى تاريخ وزارة الصحة منذ إنشائها عام 1936.

 وبالفعل بدأ النبوى المهندس فى تنفيذ الخطة التى وضعها مع شباب الأطباء، واستكمل الجزء المتبقى من المستشفيات بنسبة 100 %، لتصبح 25 مستشفى عامًا في 25 محافظة و100 مستشفى مركزى وهكذا، واهتم بالرعاية الصحية المتقدمة مثل إجراء العمليات الجراحية، بالإضافة للرعاية الصحية الأساسية التى تقدمها الوحدة الصحية.

كما أنشأ وحدات مجمعة، تضم وحدة صحية وخدمات زراعية واجتماعية، وكان المفترض عمل 300 تم تنفيذ 273 وحدة منها، لكن ما تم تنفيذه كان بمثابة عمود فقرى قوى للمنظومة الصحية فى مصر، واعتبرته منظمة الصحة العالمية ثورة صحية فى دول العالم الثالث.

 إلى جانب ذلك اهتم النبوى بالرعاية الصحية المتقدمة، أو المهارية مثل الخدمات الطبية فى الأمراض المعدية وأمراض القلب والسرطان وغيرها، واهتم ببناء المستشفيات والمعاهد التعليمية؛ حيث أنشأ خلال هذه الفترة معاهد القلب والرمد وشلل الأطفال والسمع والكلام، بالإضافة للمعاهد والمستشفيات الكبيرة.

 هذا الهيكل القوى المترابط لتقديم الخدمات الطبية، كان بفضل وصول الإنفاق على الصحة وقتها إلى 5.5 % من إجمالى الإنفاق الحكومى أو من الموازنة العامة للدولة، فتوفر العلاج المجانى فى المستشفيات وأنشا بجواره قطاع التأمين الصحى عام 1964، حيث أصبح يخصم نسبة 1 % من رواتب جميع العاملين و3 % يدفعها رب العمل، لتخفيف العبء من على ميزانية الدولة وتقديم خدمة أفضل من ناحية أخرى، وهو ما حدث بالفعل، حيث تقلصت ميزانية الصحة من أجل توفير الميزانية للعمل الحربى بعد نكسة 1967.

ويتوقف الدكتور جمال شيحة، عضو لجنة التعليم فى البرلمان، عند نظام التأمين الصحى الذى أنشأه النبوى المهندس عام 1964، وكان شيئا غير مسبوق فى العالم كله فى هذا الوقت، بالإضافة إلى مستشفيات الصدر والحميات التى أُنشئت فى جميع المحافظات وكانت العمود الفقرى فى مواجهة فيروس كورونا حاليا، بالإضافة لوضعه مشروع تنظيم الأسرة وتطوير نظام القومسيون الطبى وحملات تطعيم شلل الأطفال،. تصنيع الدواء وهيئة الرقابة عليه.