حسن عباس زكي.. منفذ التأميم
ابتسام كامل
كان قد تجاوز الأربعين بسنة واحدة، عندما جاء د.حسن عباس زكي وزيرًا للاقتصاد والتنمية القومية، فى عام 1958 واستمر حتى عام 1962، واستطاع تحريك النشاط الاقتصادى خلال سنوات توليه المنصب، رغم أن خبراته نمت فى فترة الملكية!
عرف بالانضباط الأخلاقى، كما يقول عنه الخبير الاقتصادى د.فخرى الفقى، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة التوفيقية فى شبرا، والتحاق بشعبة الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة القاهرة التى تخرج فيها عام 1938، ثم حصل على شهاداته العلمية من جامعة هارڤارد بالولايات المتحدة.
بعد تأميم قناة السويس عام 1956، جمدت أموال مصر فى بنوك فرنسا وإنجلترا، ثم من بعدهما أمريكا، وتأزم الوضع الاقتصادى فى مصر، خاصة بعد العدوان الثلاثى، وكان من اللازم اتخاذ عدد من الإجراءات لمواجهة الأزمة من بينها وقف الاستيراد بالعملة الصعبة، والاعتماد على المساعدة السوفيتية فى تمويل السد وشراء ما نحتاجه من سلاح.
لخبرة حسن عباس الاقتصادية، نجح عام 1959 فى قيادة فريق المفاوضات للإفراج عن أرصدتنا التى بلغت 90 مليون جنيه إسترلينى فى الخارج، لإيمانه أنه ليس من حق تلك الدول التحفظ على مال دولة قررت أن تكون لها السيادة على أراضيها.
واستخدم هذه الأموال فى توفير المخصصات المالية اللازمة لبدء بث الإرسال التليفزيونى، الذى بدء فى مصر عام 1960، كما يذكر للرجل -أيضًا- أنه فى عام 1961.. ساهم فى إقناع عبدالناصر بإلغاء الفائدة على الفلاحين فى بنك التسليف الزراعى، لإحساسه باحتياجاتهم وعبء الدين الواقع عليهم.
وهو منفذ «التأميم» الذى حول الشركات والممتلكات الخاصة، إلى الدولة عام 1961! ويؤكد د. فخرى أن الرئيس قال للدكتور حسن أنه يقبل بحذف اسم أى مواطن يعتقد أنه من غير المناسب تطبيق تلك القرارات عليه.
ونظرًا لكفاءته الاقتصادية والسياسية التى أثبتها خلال الفترة الوزارية الأولى كوزير للاقتصاد والتنمية القومية، اختير ثانية لشغل نفس المنصب، بعد تغير اسم الوزارة إلى «وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية» من 1965-1971!
حصل الدكتور حسن عباس زكى على العديد من الأوسمة الدولية، منها وسام جمهورية مصر العربية من الدرجة الأولى، ووسام النيلين (السودان) من الدرجة الأولى، ووسام يوغسلافيا الثالث، ووسام الكونغو فارس، وسام رومانيا، ووسام اليونان ووسام الصومال.
استعانت به دولة الإمارات ليكون مستشارًا لرئيس الدولة ونائبًا لرئيس صندوق أبو ظبى للإنماء الاقتصادى العربى خلال الفترة من 1972 وحتى 1985، كما كان مستشارًا لرئيس جمهورية السودان.
أسس د. حسن وترأس العديد من الكيانات الاقتصادية والإنسانية.. منها بنك الشركة المصرفية العربية الدولية.. التى تولى رئاسته من 1973 - 2012، ورئاسة مجلس إدارة الشركة العالمية للتأجير التمويلى، وترك العديد من المؤلفات المهمة حتى رحيله فى نوڤمبر 2014.