الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مزاد التديين

نجحت غزوة المزايدات الدينية الكبرى فى أن يكون الرئيس الراحل السادات الداعم لها، لمقاصده السياسية ومعه شيخه الذى خر سجدًا شاكرًا لاستشهاد عشرات الألوف من جنودنا الأبطال واحتلال إسرائيل لثلث مصر.. واغتالته بعد ذلك. انجر الوطن بأكمله فى عمليات مزايدة دينية وكله يرفع السقف ليكون الأقدر والأفضل فتطول اللحى ويقصر الجلباب، وتعلق الأعمال مع زعيق الميكروفونات، أسوة بمن سبقونا المهم أن نحاذى وأن لا نتخطى إمامًا. وننتشى بكوننا ملبين لكل الشكليات ونكون بذلك الأكثر إيمانًا بصرف النظر عن أفعالنا وسلوكنا وحياتنا، بل ونستثمر الشكل لتحقيق المنافع الذاتية ولخرق قوانين فى دنيانا، يشجعنا ويحفزنا فى هذا مشايخ أجلاء، معتقدين بأنهم المرسلون لعودة السلام وترسيخه فى أرض الكنانة، وطبيعى بعضهم يتصور أن هذا من خيار الأعمال، وكثر منهم للشكليات وخدام مصالح فيكونون من المستفيدين، فتنشرح صدور المتأسلمين، فالبلد كله ينزلق ليكون بين أيديهم. والغريب أن تساعد مؤسسات فى الدولة تنفيذ ذلك بعد وقوعها فى مصيدة « إسلام وسطى» لنجابه المتشددين والإرهابيين فكلما زاد الإرهاب والتطرف فيجب أن تزيد معه مساحات الأسلمة، فتكون المنابر الإعلامية والمناهج الدراسية وشيوخنا حائط صد وحماية بمزيد من أسلمة بعباءة ما يسمى بإسلام وسطى. وهو الأمر المحير فالخبرات التعليمية والحياتية المتراكمة لم تفرز لنا أنواع هذا الإسلام «فتنشأتنا على إسلام واحد وأن الدين لله والوطن للجميع» ولم نتعرف منذ التاريخ أن هناك أنواعًا للدين فهى رسالات سماوية تهدينا للحق والخير وللتعايش الآمن مع أهالينا وتنهينا عن المساوئ، فلا يصح أن يوصم الإسلام بوصفات يروج لها المتأسلمون لتحقيق مآربهم السياسية باسم الدين وينصب لمصر كلها الفخ «مطّعم بالوسطية» فيصول ويجول مشايخ منفذين لوصايا المتطرفين ينصحون بضرورة النقاب لسحب البساط من المتطرفين. وتكون العباءات السوداء واجبة، وننضم جميعًا لرفض الآخر، بل رفض وجوده وحياته فى دنيانا. فيتم إنهاك مصر وإضعاف الوطن تنفيذًا لاستراتيجية القوة الكبرى لتكون إسرائيل القطب البازغ وسط بلدان جهالة بشيوخها فى خدمة الغير، يصبرونا على تحمل شظف عيش ويبشرون بشرق أوسط جديد، الغريب أن كل هؤلاء فى الخارج ومن فى الداخل ينسون أننا فى أيام توجب أن يستذكر فيها جميعًا عظمة شعب مصر وترابطه مع مؤسساته ودحره لما سبق أن تم التجهيز له من قوى خارجة باستخدام المتأسلمين واستغلال شبابها بالمشاركة فى هدم مؤسسات الدولة ليترأسها وتحتلها الجماعة وفقًا للتوجيهات الصادرة لهم فيكون مرسى أنقرة سمسار أسلمة المنطقة، ويأخذ حزب العدالة والتنمية صدارة المشهد من الإخوان ويحل محلها وينشئ فروعه من المغرب لتركيا، بمباركة قوى الهيمنة التى لا ترضى بأن تكون هناك دولة الوطن ليسهل لها استمرار النفوذ والوجود ولتكن دومًا الدولة اليهودية / الدينية لها مشروعيتها فى وسط دويلات الشرعية الإسلامية وفقًا لشرعية مرسى فى ميدان التحرير. وإذ نؤكد دومًا على أن الوطن للجميع وناسه كلهم متساوون، فيكون إعلاء القانون بتنفيذه هو الداعم لحق المواطنة بعيدًا عن معتقدات وموروثات وعادات، ولا ننسى أن فى خطبة الوداع توجه الرسول «صلى الله عليه وسلم» للجمع بمقولة «يأيها الناس لا فرق.........» فهو يتوجه للناس جميعًا أيًا كان معتقدهم أو الأجناس أو اللون، فهى الرسالة الحقوقية بامتياز، ويصبح الناس سواسية بقانون واحد وبعدالة راسخة مطبقة على الجميع.