الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

هل تتزوجين متحرشا؟

 حكايات تشيّب، تعاطف.. وإدانة، وقضية رأى عام عن ضحايا لمتحرش، تصل للمجلس القومى للمرأة، ويتبنى محامى الشعب «النائب العام» تشجيع الفتيات على التقدم بالبلاغات، ويعلن الأزهر ودار الإفتاء المصرية أنه لا يوجد أى مبرر للتحرش بالنساء!!



 

من ناحيتنا سألنا السؤال الذى يبدو بديهيا، عن مشاعر الخطيبة والزوجة، عندما تكتشف أن الخطيب متحرش، وهل تكمل الجوازة؟

 

وجاءت الإجابات كاشفة لأسباب أخرى أكثر عمقا، مما تخيلناه..

 

إسراء: خطيبى تحرش بصديقتى 

 

ترى إسراء حمدى، 29 عاما، أن المتحرش لا يتغير، لأنه يرى أنه طبيعى وأن من حوله هم سبب تحرشه بهم، لذلك قررت أن تنفصل عن خطيبها السابق بعد أن أمضيا عامين مخطوبين، وهو مهندس محترم، وإذا رآه أحد لا يشك أبدا أنه متحرش. اكتشفت إسراء أنه يتحرش بإحدى صديقاتها عن طريق وسائل التواصل الإجتماعى، كان يرسل لها الكثير من الكلمات والرسائل التى يوجد بها إيحاءات جنسية وألفاظ خارجة وأيضا يطلب منها أن يقابلها. صديقتى كانت ترسل لى «سكرين شوت» بمحادثاته لها، وعندما واجهته بهذا برر الأمر لنفسه، وذم فى صديقتى باعتبار أنها تغير منى، وأنها فبركت الرسائل حتى تخرب زواجنا، فقررت أن أفسخ خطوبتى قبل موعد الفرح بثلاثة أشهر، رغم غضب أهلى ومقاطعتهم لى بسبب قرارى». والدة إسراء ترى «أن الراجل قبل الجواز حاجة وبعد الجواز حاجة، فبلاش أضيعه بسبب دلعى ومعتقدات بنات الأيام دى» هكذا كانت كلمات أمى لى، وحكموا على أن لا أعرف صديقتى هذه التى كشفت لى حقيقة خطيبى، إلا أنى راضية جدا بقرارى، لأنى لن أتزوج متحرشا، أو شخصا لديه اضطراب نفسى.

 

 نهى: لو حاسبت زوجى على تحرشه هظلمه!! واللى زعلانة من التحرش اللفظى تناقض نفسها

 

نهى كمال، ربة منزل، تبلغ الأربعين عاما، لا ترى مشكلة فى التحرش اللفظى، وتتقبل أن يمارس زوجها التحرش اللفظى، لكنها ترفض التحرش الجسدى، باعتباره خيانة لها. كثيرا ما أرى زوجى ينظر لإحدى الشابات ويقول «لى بصى الصاروخ ده» فلا أركز مع هذه التفاهات، لأنه فى آخر اليوم يكون معى ومع أولادى، وأسير على مقولة جدتى وهى «مافيش حاجة تعيب الراجل غير جيبه».

 

نهى ترى أن الشباب فى سن المراهقة وفى الجامعة، يرون أن معاكساتهم للبنات أمر طبيعى، لو تتبعت ما كان يمارسه زوجى فى السابق سأكون ظالمة، لأننا كبنات كنا بننبسط عندما يقول لنا أحد ما بعض العبارات اللطيفة، فكيف أقوم بمحاسبة زوجى عن تحرشه اللفظى، وأنا كنت أقبل هذا فى نفس السن». نهى ترى فيما تكتبه بعض الفيتات على فيسبوك من استيائهن من  التحرش اللفظى، تناقضا وهوجة، لأنها متأكدة إن البنات بتكون سعيدة فى قرارة نفسها.

 

ثريا: المتحرش بيبان من عينيه 

 

تتأذى ثريا أحمد الموظفة فى إحدى مكاتب المحاسبة، من التحرش اللفظى الذى تسمعه دائما خلال سيرها فى الشارع، هى لم تتعد 25 سنة، ولأنها من صاحبات البشرة السمراء يتحرشون بها بكلمة «يا شوكولاتة» أو ما شابه.تغضب ثريا من أنهم يستخدون لونها المختلف كى يتحرشوا بها.

 

«أنا مخطوبة منذ عام، وإذا عرفت أن خطيبى يعاكس إحدى الفتيات التى تسير فى حالها أو يتعرض لهم فسوف أفسخ خطوبتى منه على الفور، لأن التحرش اللفظى أسوأ أنواع التحرش، رغم أن البعض يراه عاديا، لكنه يؤثر على نفسية البنت، فهو اختلاس لمساحة ليست من حق أحد، فكيف يكون أبو أولادى وزوجى متحرشا». تنصح ثريا البنات عند اختيار شريك الحياة، بأن تراقب كيف يتعامل مع الآخرين، وإلى أين تذهب عيناه عندما يسير فى الشارع، على الفتيات أم هو متنزن، وهل يتظاهر بعكس ما بداخله «كل ده هيبان من عينيه» وإذا وجدت أن تصرفاته تدل على أنه شخص متحرش، اتركيه فورا.

 

 ريهام: سأقبل توبة خطيبى المتحرش

 

تقول ريهام وجدى صاحبة، الـ26 عاما أنها إذا علمت أن الشخص الذى سيتقدم لخطبتها متحرش بالتأكيد سترفض استكمال هذه العلاقة، لأنها ترى أن الشخص المتحرش لا يؤتمن عليها وعلى أسرتها. فى وجهة نظر ريهام أن التحرش هو البوابة الأولى للخيانة الزوجية ومشاكل الاغتصاب، وهى لا تحب أن تعيش مثل هذه المواقف مهما كانت درجة حبها وتعلقها بالشخص. لكن إذا اكتشفت ريهام أن خطيبها كان متحرشا سابقا، ستطيل فترة الخطوبة لتراقب تصرفاته، لتتأكد أن تعافى من هذه العادة، لأنها من أنصار تقبل المجتمع للتائبين والمعترفين بأخطائهم، لأن الاستمرار فى نبذهم، قد يدفعهم للعودة لهذه العادة السيئة. لكن إذا اكتشفت الأمر بعد الزواج، فستحاول حل المشكلة، لأن هدم أسرة بأكملها لها عواقب كثيرة، وستستشير طبيبا نفسيا، وفى حالة عدم الاستجابة من زوجها ستطلب الانفصال، لأن عادة التحرش لا يمكن التعايش معها، ولأن طبيعة عملها كصحفية فى أحد المواقع الإلكترونية ستجعلها دائما تفكر فى الشكل الاجتماعى للشخص الذى ترتبط به!!.

 

وداد:لا أتضايق من إعجاب زوجى بأخريات

 

وداد حسن، مدربة إيروبكس فى إحدى صالة الجيم بمصر الجديدة، تثق فى زوجها ثقة كبيرة، ومع هذا تعلم أنه مثل أى رجل من الممكن أن يعاكس بنتا أو سيدة تلفت انتباهه، وفى كثير من الأحيان تكون بجانبه ويبدى إعجابه باستايل إحداهن، أو بطريقة لف الطرحة، أو شكل الحذاء وهذا التصرف لا يضايقها وتراه طبيعيا جدا وبريئا!!  تتخيل وداد بعد زواج استمر 15 عاما، أنها ستصدم بالتأكيد، لو تأكدت أن نظراته غير بريئة تجاه أخرى أو أخريات، ولن تسمح له أن يلمس جزءا من جسمها، فلا يستحق فى نظرها أن يعيش مع أسرة تحبه وتحترمه. تنظر وداد صاحبة الـ38 عاما للأمور بشكل عقلانى، وفى هذا الموقف ستراقب زوجها إذا شكت فى نواياه حتى تعلم الحقيقة، فمن الممكن من وجهة نظرها أن يكون يعانى من  «مراهقة متأخرة» ويحتاج لدعم أسرته حتى يعود لرشده. لكن إذا تأكدت وداد من أن زوجها قد أصبح متحرشا، لتغيرات حدثت فى سلوكه، ستطلب الانفصال منه فورا، لتنجو بنفسها من العيش مع إنسان غير متزن فى تصرفاته وغير أمين على بناته اللاتى أصبحن يحملن مفاتن الإناث!!!. 

 

سمر: لا أصدق المتحرش التائب 

 

سمر محمد اختارت أن تعيش حياة تقليدية، تخرجت فى كلية التجارة ولم تبحث عن فرصة عمل بحجة ضعف المرتبات، وقبلت الارتباط بأحد أقارب والدتها، لأنه من وجهة نظرها تعرفه وتعرف عائلته وأفكارهم وعاداتهم متشابهة إلى حد كبير مع أفكار وعادات عائلتها. تستبعد سمر أن يكون خطيبها متحرشا خاصة وأنها متفرغة لمراقبة تصرفاته على السوشيال ميديا وتعليقاته مع زميلاته فى العمل، ومن وجهة نظرها أنه ما دامت لغة الحوار بينهما رسمية وفى نطاق الاحترام فسلوكه متزن، وفى حالة أنها اكتشفت أنه شخص مخادع ويحاول تجميل صورته أمامها ستفسخ الخطوبة فورا. وإذا علمت سمر أنه كان يمارس بعض العادات المنحرفة كالتحرش قبل ارتباطه بها، سترفض استكمال هذه العلاقة أيضا، لأنها تعتقد أن العادات المكتسبة من الصعب التخلص منها حتى وإن تم التوقف عن ممارستها لفترة فمن الممكن أن تعود مرة أخرى. 

 

 شيماء: لو خطيبى سأعطى له فرصة ثانية

 

شيماء شرف المحامية تحت التدريب، والتى لم تتعد 25 عاما، ترفض أن تماما أن ترتبط أى فتاة بإنسان متحرش، حتى لو كان هذا التحرش فى شكل معاكسة لفظية. شيماء تعتبر التحرش مرضا نفسيا، فضلا عن كونه جريمة، وإن لم يعالج الشخص من هذا المرض، سيظل يعانى منه ويؤذى من حوله، لافتقاده السيطرة على رغباته، ناصحة من يعانى من هذا المرض بأن يعالج منه قبل أن يبدأ فى أى شكل من أشكال الارتباط. لكن عندما تضع شيماء نفسها مكان الفتاة التى ترتبط بشخص، ثم تكتشف أن لديه ماضيا تورط فيه فى القيام بأفعال تحرش لفظى أو جسدى أو حتى الدردشة مع البنات عبر المنصات إلكترونية والسوشيال ميديا، تقول: يختلف التحرش من فرد لآخر، فأحيانا يكون التحرش بمجرد «نظرة»، وهنا سأبحث معها عن أسباب ممارسته لهذا التحرش، وأساعده على أن يواجه أخطاءه بنفسه حتى يتعافى تماما. 

 

«على قدر حب الفتاة لخطيبها أو زوجها، عليها أن تساعده على التعافى من مرض التحرش، وإعطاؤه فرصة أخرى، مثل ما الجانى يستحق العقاب على جريمة بمقدار إثمه أو جرمه فالمتحرش يستحق العقاب أيضا على مقدار إثمه، وكلنا نستحق فرصة ثانية، وبعيد على إنك ها تقدرى تسامحى ولا لأ، لازم تنظرى للموضوع من عدة زوايا، وتعرفى مدى حبك للشخص المرتبطة به، وقوة العلاقة بينكما، وتأثير وجوده فى حياتك عليك، وقتها تقدرى تحكمى على الوضع، وتقررى إذا كنتى ها تسامحيه ولا لأ، وقادرة تكملى معه ولا لأ.»

 

فاطمة: «خطيبى اعترف إنه بيبص على البنات زى باقى الولاد..عادى !»

 

فاطمة طارق، الصحفية فى أحد المواقع الإخبارية الخاصة، منذ تخرجها فى كلية الإعلام، تحمد الله أن خطيبها اعترف لها أنه «كان بيبص زى باقى الولاد، بس مش متحرش، إحنا فى الأمان  يعنى، ولم استغرب، لأنه يفعل مثل باقى الشباب، الكل بيبص على البنات!» قصرت «فاطمة» لفظ التحرش على اللمس باليد فقط، أما نظرة الشاب للفتاة، فلا تعتبرها تحرشا، وعن نفسها قالت لخطيبها «كل بنت وشطارتها مع الراجل اللى معاها، وأهم شىء وجود الثقة بينهما». تتذكر فاطمة أن إحدى صديقاتها طلبت نصيحتها، بعد أن اكتشفت خيانة زوجها عبر دردشة فى فيس بوك، وكانت نصيحة فاطمة لها، أن تواجهه وتعرف سبب الخيانة وتنصحه، وإذا لم تر أن نصيحتها له قد عدلت من سلوكه، فمحاكم الأسرة موجودة.» الزهراء: تركت خطيبى لما عرفت إنه «متحرش فيسبوك»

 

لكن فاطمة الزهراء، باحثة ماجستير قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الآداب بجامعة عين شمس، ترى أن تحرش الأزواج بالبنات، سببه الإفراط أو الحرمان فى العلاقة بين الزوجين.

 

وفى قصة خطبة الزهراء السابقة، ركزت فى السؤال عن خطيبها وعن أهله، وعن مدى التزامه الدينى واتزانه ورجاحة عقله، ووافقت على الخطبة ظنا منها أنه ليس لديه وقت يضيعه مقابل تفاهات التحرش-على حد قولها-  لكنها بعد مرور مدة قصيرة من الخطبة اكتشفت أنه على علاقة ببنات أخريات عبر شات الفيس بوك، وعندما واجهته، قال إنه فعل عادى يمارسه باقى الشباب لأن البنات تقبل هذا وتتجاوب معه! تقول فاطمة: سألته أكثر من مرة، هو كان بيلغى إيه من واجباته اليومية ويستبدله بالتحرش على الفيس بوك، وواجهته بمرضه وضرورة معالجته وتركته فورا دون تفكير برغم عدم موافقة أهلى، لهذا فنصيحتى لكل بنت أنها لا ترضخ لأقاويل وضغوط الآخرين فى تجاوز هذا، وطالما هى بنت محترمة عليها ألا توافق على تكملة حياتها مع شخص غير سوى أخلاقيا ودينيا، ولازم طول وقت الخطوبة كل البنات تدقق فى طريقة معاملة خطيبها أو جوزها لكل اللى حواليه ومعها».