السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عشوائية الشارع المصرى وضرورة ضبطها بالقانون والنظام العام

إمبراطورية الميكروباص 

ريشة: سامح سمير
ريشة: سامح سمير

المواطن مصرى، والمستثمر الأجنبى الذى نريد جذبه للاستثمار فى البلاد،  مستعدون للعطاء لمصر لحدود السماء. إنما يتطلب ذلك أن نوفر لهم مناخًا عامًا مشجعًا وشارعًا هادئًا آمنًا بحسابات القانون والنظام العام. إن هؤلاء يبتغون ترسيخ التحضر فى المجتمع، وتأكيد النسق  الجمالى فيهِ، وضمان سيادة القانون والنظام العام، بما يمنحهم الأمن والأمان، ويضيف إلى مساحة انتمائهم للوطن مساحات. 



باختصار، المواطن مصرى يريد وطنًا يسكن إليه، ولا يسكن فقط فيه، يجد فيه الهدوء والراحة والأمان. يريد مجتمعًا يظلله القانون والنظام العام، ويتعايش فيه الناس فى بسلوك متحضر راق. لكننا أصبحنا للأسف نئن من العشوائية التى ضربت الشارع المصرى. لقد سئمنا، وأصبحنا لا نأمن على أولادنا وأنفسنا، من كم العشوائية والإزعاج والخارجين عن القانون والنظام العام فيه. لا يصح أن يُترك الشارع المصرى بهذه الحالة، كشبه دولة كما قال عنها السيد رئيس الجمهورية!! ولا يصح أن ننتظر تدخل السيد الرئيس فى كل أمر حتى ينضبط أمره وتتحسن حالته. علينا أن نعمل على الحفاظ على أمن وأمان الناس، وأن نوقف الممارسات التى تحمل فى طياتها مظاهر ومواطن البلطجة والعشوائية والإجرام.  

ويجب أن نفهم، أن الشعوب تعطى بلادها إنتاجًا أكثر وإخلاصًا أكبر، حينما يزيد احساسها بالانتماء عندما تحس بالأمن والأمان، وعندما تشعر بقيمتها الإنسانية، وعندما ترى مواطن الجمال والنظام والانضباط فى شوارع بلادها، وتتأكد من إنفاذ القانون بها.

فمشهد القبح والعشوائية الشديد، المتمثل فى مواقف عربات الميكروباص فى كل مكان، وأى مكان، وأسلوب القيادة الخطير الذى يمارسه سائقوها مُهددين أرواح وممتلكات الناس، ومشهد قائدى السيارات الذين يقعون فريسة لرعونة وعدوانية سائقى هذه الميكروباصات، والمشاة فى الشوارع الذين تهددهم سرعة ورعونة هؤلاء، وعدم احترامهم لأى قواعد مرور على الإطلاق، والبلطجة التى يمارسها بعضهم على الركاب، وعلى الناس فى الشوارع، وعلى قائدى السيارات. هى مشاهد وسلوكيات نراها كل يوم وكل لحظة، وتقع أمام أعين رجال المرور والمحليات والأمن العام وسلطات النقل!!! أما الناس الذين يسكنون العمارات فى المناطق التى يختارها سائقو الميكروباصات لتكون لهم محطات ركوب، فحدث بلا حرج عن حجم المعانة التى يعانون منها من بلطجة كثيرين من سائقى ومساعدى تلك الميكروباصات، وما يتعرضون له من انتهاك لحرمات مساكنهم، بهذه الأصوات الأجشة المزعجة والسباب الخارج، التى تصدر جهارًا نهارًا من سائقى هذه الحافلات ومساعديهم، ونداءاتهم المتكررة المزعجة الرتيبة، للترويج لخطوط سيرهم. أنه ازعاج يقتحم البيوت حتى الأدوار العليا على مدار الـ٢٤ ساعة تقريبًا، محولًا سُكنى الناس إلى جحيم، فى مشهد غير موجود إلا فى بلاد خارج نطاق الحضارة - كما أسماها السيد الرئيس «شبه دولة». ثم ما هذا الذى يحدث من وقوف تلك الميكروباصات على منازل ومطالع الكباري!!! أمام أعين رجال المرور فى مشهد خطير، يعطل المرور بشدة وهذه السيارات تحاول تفادى وقوف هذه الميكروباصات وما يترتب على ذلك من حوادث تقع على مدار الساعة. سائقو الميكروباص يقودون عرباتهم برعونة وسرعات خطيرة، لزيادة عدد دورات العمل التى يحققونها من أجل مضاعفة دخلهم اليومي!! غير عابئين بأرواح وممتلكات الناس، ولا بالقانون وقواعد المرور. إنهم يفعلون أى شىء وكل شىء بلا رادع، مهددين الناس بنزيف دم يحدث على مدار الساعة، ويراهم رجال المرور ولا يفعلون شيئًا!! ورأيت بأم عينى من يتعمد منهم صدم سيارات يقودها كبار سن وسيدات، لفتح الطريق ليمروا بسرعة ويستكملوا دورتهم فى سباق مع الزمن من أجل بضعة جنيهات، مهددين المجتمع بخسائر دم ومال، ومهددين الوطن فى أغلى ما يملك، إحساس ناسه بالغربة، والغضب، والخوف، وعدم الأمان!!! خاصة فى أوساط الشباب المتعلم تعليمًا عاليًا - ذخيرة الوطن ومستقبله! لكل ما تقدم، أرجو من الحكومة أن تتحرك، وبسرعة، لضبط هذا المشهد العبثى بمنطق القانون، وفى إطار النظام العام، ومراعاة حق المجتمع والناس  فى العيش فى مناخ هادئ متحضر آمن يسوده القانون والنظام العام.. فكفى من هذا الوبال الذى أصاب الوطن بعشوائية، وجعل شارعه قبيحًا وناسه فى ضيق وأمنه فى خطر.